فقيد الصحافة الذى رحل اليوم

فقيد الصحافة الذى رحل اليومفقيد الصحافة الذى رحل اليوم

* عاجل1-1-2018 | 18:33

كتب: خالد عبد الحميد

بعد صراع طويل مع المرض، فى هدوء تام رحل الكاتب إبراهيم نافع، رئيس مجلس إدارة ورئيس تحرير الأهرام الأسبق، ونقيب الصحفيين الأسبق، عن الحياة عن عمر ناهز الـ84 عاما، بعد أن حاصرته الأورام السرطانية وتدهورت حالته الصحية فى الآونه الأخيرة.

لم تفلح المحاولات المتكررة من كبار أطباء العالم، خلال العمليات الجراحية العديدة التى قاموا بإجرائها له على مدار السنوات الماضية، أن ينتهي به الحال إلى الجلوس متكئا على مقعد طبي بإحدى غرف العناية المركزة، ينتظر مصيره بين لحظة وأخرى سواء فى فرنسا أو دبي، فى إيقاف المرض، ولم يجدوا سبيلا أمامهم سوى استئصال 70% من البنكرياس بسبب الأورام السرطانية التى غيبته عن الحياة.

الموت كان أسرع من الجهود الحثيثة التى قام بها شيوخ المهنة ورموزها، أمثال الكاتب الصحفي مكرم محمد أحمد وكرم جبر، فرغم المطالبات والدعوات والمناشدات لرئاسة الجمهورية والداخلية والنائب العام بعودة نافع إلى القاهرة، فإن القدر ورفض نافع وأسرته التصالح فى القضايا المنظورة ضده كانت أسبابا رئيسية فى عدم قدرته على العودة إلى مصر.

نشأته

ولد نافع فى 11 يناير سنة 1934 بمحافظة السويس، وحصل على ليسانس الحقوق عام 1956 من جامعة عين شمس، وعمل بعد تخرجه بوكالة رويتر، ثم محررا بالإذاعة، ثم محررا بجريدة الجمهورية ثم رئيسا لقسم بجريدة الأهرام، فمساعدا لرئيس التحرير فرئيسا لتحرير الأهرام عام 1979، ثم منصب رئيس مجلس إدارة صحيفة الأهرام ورئيس تحريرها فى الفترة ما بين "1979 وحتى 2005".

حياته العملية

عمل بوكالة رويتر 1956، محررا بالاذاعة 1957-1958، محررا اقتصاديا بجريدة الجمهورية 1962-1971، رئيس لقسم الاقتصاد بجريدة الأهرام ومساعد رئيس التحرير ورئيس تحرير الأهرام 1979، ثم رئيس مجلس الادارة ورئيس التحرير 1984. انتخب نقيبا للصحفيين 1985، ثم أعيد انتخابه من 1987-1989، انتخب نائبا لرئيس مؤتمر الصحافة العالمية 1986، عين عضوا بمجلس الشورى في مايو 1991.

مؤلفاته

أجرى نافع أحاديث صحفية هامة مع عدد كبير من رؤساء وملوك العالم ورؤساء الوزارات، وشهد فى عهده إصدار عدد من الإصدارات الصحفية. وله العديد من المقالات في تحليل وشرح القضايا العربية والقومية والعالمية البارزة في مجال السياسة والاقتصاد. له ثلاث كتب هي: رياح الديموقراطية 1984، سنوات الخطر 1985، والعالم ونحن وأنفسنا 1986. قام بترجمة كتاب شركاء في التنمية، وهو تأليف ليستربيرسون.

أعماله

تمتعت مؤسسة "الأهرام" تحت رئاسة نافع بنصيب وفير من الإعلانات وتملكت مطابع ضخمة، كما نشرت العديد من الإصدارات الأسبوعية والشهرية إلى جانب صحيفتي الأهرام والأهرام المسائي اليوميتين.

وشيد نافع مبنيين إلى جانب المبنى الرئيسي الذي أسسه الكاتب الصحفي الكبير محمد حسنين هيكل، كما أسس ٣ مطابع تابعة للأهرام، كما أنشأ ثلاثة مراكز جديدة وهي «مركز تاريخ الأهرام»، «معهد الأهرام الإقليمى للصحافة»، «وكالة الأهرام للخدمات الصحفية»، وأنشأ -في عهده- أيضا جامعة الأهرام الكندية.

وكان من أشهر مواقفه المعركة التى خاضها الصحفيين في عهده من أجل حرية الصحافة القانون رقم ٩٣ لسنة ١٩٩٥، حيث دعت نقابة الصحفيين فى عهده عام 1995، وبالتحديد شهر يونيو، لعقد جمعية عمومية طارئة، وظل المجلس فى انعقاد دائم بهدف حماية حرية الصحافة والصحفيين، ونجحت نقابة الصحفيين فى إسقاط القانون رقم 93 لسنة 1995، وصدر قانون 96 لسنة 1996 الذى أكد أن الصحافة سلطة شعبية تمارس رسالتها بحرية مسئولة فى خدمة المجتمع.

تهم الفساد

بعد أن لقب في السابق بعملاق الصحافة، خضع نافع منذ أبريل 2006 للملاحقة القضائية بعدما قدمت ضده بلاغات تتهمه بالإثراء والكسب غير المشروع والإضرار بالمال العام خلال فترة رئاسته لمؤسسة "الأهرام".

كان نافع يخضع للمحاكمة أمام محكمة جنايات القاهرة المنعقدة بعابدين، مع 3 آخرين من الرؤساء السابقين لمجلس إدارة مؤسسة الأهرام، في قضية اتهامهم بارتكاب وقائع تمثل إضرار بأموال المؤسسة بقيمة 268 مليونا و121 ألف جنيه، من خلال تقديم هدايا باهظة الثمن على حساب المؤسسة، لعدد من المسؤولين السابقين في عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك، وهي القضية المعروفة إعلاميًا بـ"هدايا مؤسسة الأهرام".

وعلى خلفية تلك التهم رُفعت عن رئيس تحرير "الأهرام" الأسبق الحصانة البرلمانية في أبريل 2006.

القصة التى أخرجت نافع من مصر

وتعود قصة القضية التي دفعت "نافع" لمغادرة البلاد عام 2012 إلى مكان غير معلوم، بعد إصدار المستشار يحيى جلال، مساعد وزير العدل لشؤون جهاز الكسب غير المشروع، قرارًا بضبط وإحضار الكاتب الصحفي للتحقيق معه فيما نسب إليه، في ضوء تقارير هيئة الرقابة الإدارية التي تسلمها الجهاز، والتي أفادت بتضخم ثروته جراء استغلاله لنفوذ عمله على رأس مؤسسة الأهرام، إلا أنه لم يحضر بعد استدعائه أكثر من مرة.

وخلال تواجد "نافع" بالخارج، كان يخرج بين الحين والاخر بتصريحات صحفية تؤكد أنه لم يكن يعلم بقرار ضبطه وأنه فوجئ بالقرار الصادر من جهاز الكسب غير المشروع بضبطه وإحضاره، مؤكدا أنه لم يتم استدعاؤه على الإطلاق، ولم يتلق أي خطاب من الجهاز للمثول أمامه قبل سفره منذ أيام، ليعلن حينها أنه في باريس لتلقي العلاج.

وبعد فترة من قرار جهاز الكسب غير المشروع صرح الكاتب الصحفي، أنه سيعود إلى مصر بعد انتهاء علاجه، وأنه مستعد لأي سؤال من أي جهة، ولا يخشى سوى أن يحال بينه وبين العلاج.

وخلال التحقيقات لم يعود "نافع" إلى مصر، وذهب إلى الإمارات، وظلت القضية في ساحة المحكام، حتى خاطبت زوجته المسؤولون في مصر خلال الأيام القليلة الماضية، للسماح له بالعودة إلى مصر على أن يحاكم من منزله وألا يوضع بالسجون وخلال المفاوضات بين أسرة "نافع" والمسؤولين، وتوفي الكاتب الصحفي في اليوم التالي بعد إعلان المحكمة تأجيل القضية لـ26 فبراير المقبل.

الوفاة

توفي نافع في الأول من يناير 2018 عن عمر يناهز 84 عاما وذلك بأحد مستشفيات دبي في الإمارات بعد صراع طويل مع المرض.

ويذكر أنه خضع لعدة عمليات جراحية كان آخرها استئصال جزء من البنكرياس بمستشفى في دبي بعد إصابته بأورام سرطانية.

أضف تعليق