نظمت وزارة الخارجية اليوم الثلاثاء فعّالية بمقر الوزارة بمناسبة إطلاق تقرير المراجعة الدورية الخاص بمصر في إطار الآلية الإفريقية لمراجعة النظراء، وذلك عقب قيام الرئيس عبد الفتاح السيسي أمس باستقبال وفد الآلية الذي حضر خصيصاً لمصر بمناسبة إطلاق التقرير.
حضر الاحتفالية رؤساء البعثات الإفريقية والمنظمات الدولية المعتمدة فى القاهرة، بجانب ممثلين عن المجتمع المدني والهيئات الإعلامية والأكاديمية والإعلامية ورؤساء مراكز الأبحاث، كما شهدت الفعّالية حضور البرلمانيين وكبار المسئولين من الجهات الوطنية التي شاركت في إعداد التقرير، ومن بينهم الدكتورة مايا مرسي رئيس المجلس القومي للمرأة، الدكتور صالح عبد الرحمن الشيخ رئيس الجهاز المركزي للتنظيم والإدارة، والدكتور شريف الجبلي رئيس لجنة الشئون الإفريقية بمجلس النواب.
وصرحت السفيرة سها جندي مساعد وزير الخارجية مدير إدارة المنظمات والتجمعات الإفريقية، بأن آلية مراجعة النظراء هي إحدى الأذرع الهامة للاتحاد الإفريقي التي تحرص مصر على الانخراط النشط في برامجها وفعالياتها، حيث تقوم هذه الآلية بتقييم تنفيذ الدول الإفريقية للمعايير الدولية والقارية ل حقوق الإنسان والحكم الرشيد والتنمية المستدامة، مشيرةً إلى أن التقرير أعدته لجنة من الخبراء والمختصين من مختلف الدول الإفريقية حول أوضاع التنمية و حقوق الإنسان في مصر.
وأكد السفير حمدى سند لوزا نائب وزير الخارجية للشئون الإفريقية، فى كلمته خلال الفعالية، حرص مصر على دعم آلية مراجعة النظراء في ضوء محورية دورها في تعزيز قيم الحكم الرشيد والتنمية المستدامة، مشيراً إلى أن مصر تعد من الدول المؤسسة للآلية، كما استعرض الجهود الحكومية للإصلاح الاقتصادي ومحاربة الفساد وإرساء دولة القانون وتحسين الظروف الاقتصادية والاجتماعية للمواطنين، اتساقاً مع أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة وأجندة الاتحاد الأفريقي للتنمية.
من جانبه، تناول السفير أشرف راشد رئيس اللجنة الوطنية للآلية الإفريقية لمراجعة النظراء، مراحل إعداد التقرير الطوعي الخاص بمصر في إطار آلية مراجعة النظراء، بدايةً من صدور التكليف الرئاسي بإعداده في 2017، مروراً باستقبال بعثة سكرتارية الآلية في نوفمبر 2019، وصولاً إلى مناقشة التقرير على مستوى رؤساء الدول والحكومات في 2020.
واستعرض كذلك أبرز النقاط التي تضمنها التقرير والخاصة بالإشادة بما قامت به مصر من جهود في مجالات الصحة والتعليم والاستثمار وبناء القدرات وتطوير البنية التحتية.
وأشار إلى اتخاذ مصر خطوات لإرساء مبادئ الديمقراطية، من بينها إلغاء حالة الطوارئ واجراء انتخابات مجلس الشيوخ، فضلاً عن قيام الحكومة بإنشاء عاصمة إدارية جديدة وتحسين وسائل النقل لاستيعاب الزيادة السكانية.
بدوره، أشاد المدير التنفيذي لآلية مراجعة النظراء إدوارد مالوكا بالتطوير الجاري في مصر وخاصةً فيما يتعلق بإنشاء شبكة طرق متطورة وفقاً للمعايير الدولية، واستحداث مبادرات لتمكين المرأة والشباب من بينها "تكافل وكرامة" ومبادرة "حياة كريمة"، فضلاً عن المبادرات الخاصة بتأهيل الشباب والتي من بينها تنظيم منتدى شباب العالم بشكل دوري وإنشاء الهيئة الوطنية للتدريب.
وأكد على أن تلك التجارب تُعد مثالاً يحتذى به على مستوى الدول الإفريقية، كما أبرز الدور الرائد لرئيس الجمهورية في مجال الاندماج المجتمعي، واهتمام سيادته بمعيار المواطنة بغض النظر عن الدين أو اللون أو العرق، والأبعاد الخاصة بالمساواة وتمكين المرأة وذوي الاحتياجات الخاصة وكافة أطياف المجتمع.
من ناحيتها..استعرضت الدكتورة ريتشيل موكامونانا مدير إدارة تقييم الدول بآلية مراجعة النظراء، أبرز النقاط التي تضمنها التقرير، ومنها امتلاك مصر "للقيادة التحولية"، حيث يشيد التقرير بالعديد من القرارات والمبادرات التي اتخذتها القيادة السياسية من أجل تحقيق التنمية المستدامة وتحويل مصر إلى دولة مدنية حديثة تمنح مواطنيها المزيد من الحقوق، ومنها على سبيل المثال وليس الحصر قرارات الحكومة المصرية بترشيد دعم الوقود لتشجيع الاستثمارات المباشرة وضبط الخلل الهيكلي الذي عانى منه الاقتصاد المصري لعقود.
في نهاية الفعّالية قام المدير التنفيذي للآلية بتسليم نسخة من التقرير إلى نائب وزير الخارجية، معرباً عن التطلع لنقل تحيات وتقدير الآلية الإفريقية لمراجعة النظراء إلى رئيس الجمهورية لما يقدمه من دعم للآلية، ودور سيادته الريادي في تعزيز العمل الإفريقي المشترك.