الحرب الافتراضية.. التحدى القادم للأمن القومى

الحرب الافتراضية.. التحدى القادم للأمن القومىاللواء طيار دكتور هشام الحلبي

يعيش العالم سباق من نوع جديد هو سباق العالم الافتراضي وهو يحمل معه حرب جديدة هى " الحرب الافتراضية" والتى سيرتبط اسمها بالثورة الصناعية الرابعة وما يتبعة من إيجابيات تعود بشكل أساسي على الاقتصاد والتعليم إلا أنه من جهه أخرى تمثل الحرب الافتراضية تحدى قادم تواجهه الدول لعدة أسباب منها أن الجيل الجديد سيكون الأكثر تأثرا بهذا العالم، كما أن العالم الافتراضي سيكون هوية افتراضية لمستخدمية مما يمثل تحد جديد خاصة للدول التى تحمل هويات وطنية، فى هذا الاطار تطرق اللواء طيار دكتور هشام الحلبي المستشار ب أكاديمية ناصر العسكرية العليا فى ورقة بحثية تحمل اسم " الحرب الافتراضية .. التحدي القادم للأمن القومى المصري"، والتى تطرق فيها إلى مميزات وعيوب العالم الافتراضي والتى أكد أنها الحرب الجديدة التى ستواجة الأمن القومى المصري.

حرب ثلاثية الأبعاد


وأشار اللواء طيار دكتور هشام الحلبي، إلى أن التكنولوجيا الحديثة قائمة على منظومات تخلق ما يعرف بالواقع الافتراضي والمقصود به كل ما هو موجود من شبكات يربط كل هذه الأنظمة ببعضها وهو فى الحقيقة واقع نلمسه لكنه افتراضي؛ لأننا لا نشاهد التواصل بين المنظومات وبعضها وبالتالى أصبح هذا الواقع الافتراضى وهو مصطلح جديد ظهر من خلالة مصطلحات مثل الميتافيرس وهو ما وراء العالم أى أن المستخدم ينتقل بحواسة إلى مكان أخر من سمع ولمس وبصرو فى بيئة ثلاثية الأبعاد، وقد تمكن هذا التطور أن يكون ضمن البنية الأساسية للدولة فأصبحت البنية الأساسية للدولة ليست طرق وكبارى ومطارات، وإنما بنية تكنولوجية حساسة وبالغة التعقيد وبالتالى هذه البنية تستهدف الاقتصاد بصور قوية.

وأضاف مستشار أكاديمية ناصر العسكرية العليا، أن المجال العسكرى، دخل ضمن هذه التقنيات الحديثة بصورة قوية، فكل منظومات التسليح بها عدة أجهزة كمبيوتر ولا يمكن لأى دولة عدم الاعتماد على منظومات تسليح حديثة وكذلك فتلك التقنية لها تاثير على الأمن القومى فى مجالة الاجتماعى لأن من خلال تلك التقنيات برمجة الجيل الجديد من خلال المجتمعات الافتراضية لتكون منافس قوى للهوية الحقيقية فمن الممكن ان تقوم تلك التقنيات بخلق هوية افتراضية تنافس الدين والهوية الحقيقية والعادات والتقاليد فالمجتمع الافتراضي يعيد برمجة الشخص.

وقال الحلبى، إنه مع التطور التكنولوجى الكبير هناك 3 عناصر رئيسية هى الحاسبات والشبكات والانترنت وبتالى أصبح للتكنولوجي دور عالى فى كل مجالات الحياة وبالتالى أصبحنا نواجة منظومات كبيرة وضخمة متصلة مع بعضها جزء منها داخل الدولة وجزء منها متصل بمنظومات خارج الدولة كمنظومة البنوك وكلها منظومات داخل قطاعات الدولة تمس الجانب الاقتصادى أو الاجتماعى، واستهدافة يسبب شلل للدولة وفى حال تجاهل أى دولة للتطور التكنولوجى بما فيها تطوراتها مثل الذكاء الاصطناعى والنظم الخبيرة وهى أسس الثورة الصناعية الرابعة ما سيؤدى إلى تخلف تلك الدول وعدم مواكبيتها للتطور الذى يحدث فى العالم إذا الدول لديها التحدى بأن تدخل هذا المجال سواء كانت دول منتجة للتكنولوجيا أو غير منتجة للتكنولوجيا وإلا ستتراجع تراجعا شديدا، ما سيكون له تأثير على جميع قطاعات الدولة بل وستكون دول مستهدفة.

العالم الافتراضى يؤثر على المجتمع المصرى
وعن تأثير العالم الافتراضي على المجتمع المصري يقول بالطبع سيكون لها تاثير على المجتمع المصري و المجتمعات العربية الا ان الهوية المصرية و العربية قوية خاصة ان الهوية جزء من مبادئ الدين والتاريخ والعادات و التقاليد وبالتالى هذه الهوية الاصلية الموجودة فى مصر و المجتمعات العربية ستكون فى تحدى قوى مع الهوية الافتراضية التى ستعمل على تاكل الهوية الاصلية وهى مشكلة ستؤثر على المواطنة وحب الوطن وانتماء وولاء المواطن للدولة خاصة ان المستهدف هو السن الصغير.

كيف نواجه الحرب الافتراضية؟


وقدم الحلبى نصائح لكيفية التعامل مع هذه الحرب الجديدة قائلا إن البعض يرى أن المنع والتقليص هو أحد الحلول وهو لا يحبذ هذا الحل إطلاقا لأن هذا سيجعل الدولة خارج الثورة الصناعية الرابعة وهو خطا جسيم، خاصة فى ظل اعتماد الدول على الحكومات الإلكترونية واتجاه الحكومة المصرية إلى تقديم الخدمات معتمدة على التطبيقات والتكنولوجيا الفائقة،

وعن الحل الواقعى، أكد اللواء طيار دكتور هشام الحلبي، أن الوعى بخطورة تلك المجتمعات الافتراضية هو الحل؛ ليعلم الجيل الجديد كيف يتعامل معها، والثانى هو نشر الوعى. مشيرا إلى أن هناك أشخاص تنكر وجود العالم الافتراضي ولكن يجب أن نعيى جيدا أن الوعى مسئولية الجميع ويجب أن ننبه إلى خطورة إنكار شريحة من المجتمع لوجود عالم افتراضي أو مجموعة أصبح التأثير عليها محدود وتقيس التأثير على ذاتها ومن الأفضل قياس الأمر على الجيل الجديد.

ونوه الحلبى إلى أنه لابد من فهم المميزات والعيوب والمميزات، ونعمل على تعظيمها. أما العيوب فيجب تقليل من تأثيرها الاقتصادى والاجتماعى فمن المميزات زيادة الاستثمارات، طالما أن المدن ذكية، فمن الممكن للمستثمر أن يدير شركته من الخارج وكذلك السياحة وعمليات انتقال التجارة فى العالم تتم بالحجر إلكترونيا، خاصة أن مصر تتميز بموقع متميز وكذلك فى مجال التعليم عن بعد فى إحدى الكليات عن بعد وتقليل التكلفة أو التوأمة بين الجامعات وانتقال المعلومات والعمل فى الخارج إذا ستكون كل المجتمعات الافتراضية هى الأساس فى كل مجالات الحياة أما عن العيوب فهى تمثل فى الهاكرز وإيقاف منظومات ولكن من الممكن تأمين المنظومة بصورة مقبولة أن نتجنب تلك العيوب.

استعدادات المواجهة


وأضاف اللواء طيار دكتور هشام الحلبي، أن الدولة المصرية تعد نفسها لمواجهه تلك الحرب فاتخذت الدولة العديد من الخطوات فقامت بتاسيس المجلس الاعلى للفضاء السيبرانى وهناك وزارات كثيرة معنية بهذا الامر وتعمل به من خلال مدن الجيل الرابع و انشاء العاصمة الادارية الجديدة لكى نستطع مواكبة التطور بالاضافة الى ان المجتمع له دور وكذلك الصحافة و الاعلام علية مسئولية تجاة المجتمع و الشباب فالوعى لا يمكن اسنادة لجهه دون اخرى فالوزارات المعنيةو عندما تقوم بالتوعية فهخو اتجاة مهم واكد ان مصر لديها متخصصين والعقل المصري قدرته على استيعاب التكنولوجيا كبيرة وحتى اذا اضطرينا الى استقدام متخصص فى هذا المجال فما المانع

الخطأ الجسيم


وأضاف أن أهم ما توصلت له الدراسة هو أنه من الخطأ الجسيم منع الجيل الجديد من استخدام النت أو الموبيل لأنه سيتسبب فى إخراج مصر من الثورة الصناعية الرابعة وضرورة تدريس العالم الافتراضي بحيث تحتوى المناهج على تلك التقنيات و التعريف بها بالإضافة الى الكليات المتخصصة ككليات الذكاء الاصطناعى التى تدرس تلك العلوم إلا أنه لابد من تدريس أو التوعية بهذه العلوم فى الكليات النظرية من باب التوعية على الاقل لكى لا يقع الجيل الجديد ضحية عدم المعرفة بهذه العلوم وحتى لا يتعرض الجيل القادم لتاكل الهوية فيجب أن يعرف الجيل الجديد ما هى البيئة الثلاثية الابعاد خاصة أن أدوات تلك التقنية ستكون فى متناول الجميع.

المنطقة الساخنة


ويقول الحلبى أن الدراسة تكشف عن شكل الحرب القادمة وشكل التحديات والتهديدات القادمة فمن الأهمية أن تعرف الدولة ما شكل التهديدات والتحديات القادمة فنحن فى منطقة ساخنة نواجة الكثير من التحديات فالدولة التى لا تستطيع استشراف المستقبل وتضع استراتيجية لمواجهتها ستكون ضمن مخططات الأخرين.

والحلبي عضو المجلس المصري للشئون الخارجية ومحاضر باكاديمية ناصر العسكرية العليا بموضوعات الأمن القومى المصري و الاستراتيجية والصراعات المستقبلية ومحكم معتمد فى عدد من الدوريات العلمية له عدد من الكتب العلمية منها استراتيجية مواجهه حروب الجيل الرابع وحروب الجيل الرابع والأمن القومى المصري.

أضف تعليق

وكلاء الخراب

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2