منذ سقوط الاتحاد السوفيتى عام 1991 شهدت روسيا بقيادة الرئيس فلاديمير بوتين، سلسلة من الحروب، كان آخرها تلك التى انطلقت فجر أمس الخميس، مستهدفة مواقع متفرقة شرق أوكرانيا.
إخضاع الشيشان:
بدأت أولى حروب بوتين فى أواخر عام 1994 عندما أرسلت موسكو قوات لإخضاع الشيشان، بعد ثلاث سنوات من إعلان الاستقلال الفعلى لجمهورية القوقاز، لكن القوات واجهت مقاومة شرسة وانسحبوا عام 1996.
وعادت القوات الروسية، عام 1999 لتنفيذ ما أطلقت عليه "عملية مكافحة الإرهاب"، ردا على الهجمات المميتة فى روسيا، التى شنّها الانفصاليون الشيشان، وطالت أيضا داغستان المجاورة، وكان بوتين، يحتل منصب رئيس الوزراء، فى ذلك الوقت.
وتمكن الجيش الروسى، من استعادة العاصمة الشيشانية جروزنى، التى دمرتها المدفعية والغارات الجوية، عام 2000. لكن حرب العصابات استمرت فى عام 2009، حتى أعلن الكرملين انتهاء عمليته التى أسفرت عن مقتل عشرات الآلاف من الجانبين.
الحرب فى جورجيا:
فى عام 2008، دخلت روسيا و جورجيا فى حرب لمدة خمسة أيام، على أوسيتيا الجنوبية، وهى منطقة جورجية انفصالية صغيرة، موالية لروسيا، حيث شن الجيش الجورجى فى 7 و8 أغسطس، هجومًا مميتا لاستعادة السيطرة على أوسيتيا الجنوبية، التى فقد السيطرة عليها منذ انهيار الاتحاد السوفيتى والحرب فى أوائل التسعينيات.
حينها أرسلت روسيا على الفور، قواتها إلى الأراضى الجورجية، وألحقت بسرعة هزيمة مدوية بالجمهورية السوفيتية السابقة، كما اعترف الكرملين باستقلال أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا، وهى مقاطعة انفصالية أخرى، وحافظ منذ ذلك الحين على وجود عسكرى قوى هناك، وسط تنديد غربى بما سماه "احتلال الأمر الواقع".
أزمة أوكرانيا:
فى عام 2014، بعد الثورة الموالية للاتحاد الأوروبى فى أوكرانيا، والتى طردت الزعيم المدعوم من الكرملين، فيكتور يانوكوفيتش، انتقمت روسيا، بضم شبه جزيرة القرم، فى خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولى.
بعد ذلك، ظهرت انتفاضة انفصالية فى دونيتسك ولوهانسك، فى شرق أوكرانيا، على الحدود مع روسيا، لإعلان الاستقلال، مطلقة بذلك العنان لنزاع مسلح عنيف، مع كييف.
واتهمت كييف والغرب، روسيا بأنها هى التى حرضت على الانتفاضة الشرقية، وقدمت السلاح والقوات عبر الحدود لدعمها، وهو ما نفته موسكو مرارًا وتكرارًا، لكنها اعترفت بوجود "متطوعين" روس فقط.
وفى عام 2015، خفت حدة الصراع، وتم توقيع اتفاقيات مينسك للسلام.
لكن منذ أواخر عام 2021، صعّدت روسيا مناوراتها العسكرية، جواً وبراً وبحراً، ونشرت أكثر من 150 ألف جندى على حدودها مع أوكرانيا، وفقاً لتقديرات غربية.
وبعد أشهر من التوتر بين موسكو والغرب، اعترف بوتين باستقلال الجمهوريتين الانفصاليتين، يوم الإثنين الماضى، وأمر قواته بالانتشار هناك لـ"حفظ السلام"، على حد قوله.
واستيقظ العالم فجر أمس الخميس، على إعلان روسيا الحرب على أوكرانيا، وإعلان أوكرانيا لحالة الطوارئ، وسميت أوكرانيا ذلك باسم "غزو شامل".
التدخل فى سوريا:
فى عام 2015، بدأت روسيا بنشر قواتها، فى سوريا، التى مزقتها الحرب، لدعم قوات الرئيس بشار الأسد، ومنح هذا التدخل الروسى، دمشق انتصارات حاسمة، غيّرت مسار الصراع لصالح الأسد.
وتمتلك موسكو قاعدتين عسكريتين فى سوريا، فى مطار حميميم فى الشمال الغربى، وميناء طرطوس البحرى فى الجنوب، وتصرح موسكو أن أكثر من 63 ألف جندى روسى، انتشروا فى سوريا.