حذر باحثون من 4 أنواع من الأسماك قد تسبب تدهوراً عقلياً سريعاً، وفي السنوات الأخيرة ارتفعت حالات الخرف بشكل ملحوظ، وتتزايد الأدلة على أن استهلاك الأسماك الدهنية يمكن أن يقلل من خطر تدهور الدماغ، ومع ذلك، من الأفضل تجنب الأنواع الأخرى من الأسماك.
ويتميز الخرف بالتدهور التدريجي للوظائف المعرفية، بما في ذلك فقدان الذاكرة والارتباك، ولحسن الحظ، يمكن اتخاذ خطوات لتقليل مخاطر الإصابة بهذا المرض، ووفقًا لبعض الأبحاث من الأفضل تجنب أنواع معينة من الأسماك لهذا الهدف، وتم توثيق الآثار العصبية للتعرض للزئبق بشكل جيد، حيث يعاني الأفراد من أعراض مثل التعب المزمن والدوار وفقدان الشهية، ويُعرف المعدن الثقيل بأنه أحد أقوى السموم العصبية ويشتبه في أنه سام للأنسجة العصبية.
وقال الباحثون في إحدى الدراسات التي نُشرت في مجلة العلاجات التكميلية في الطب 2020 "الزئبق هو سم عصبي قوي يمكن أن يسبب تدهورًا معرفيًا يُشخص بمرض الزهايمر".
وكشفت الدراسة التى نُشرت في التقرير حالة شخص يبلغ من العمر 91 عامًا يعاني من "مستويات عالية جدًا من الزئبق" بعد تناول أسماك ملوثة، وبعد تعديل النظام الغذائي وإزالة السموم، تحسن الضعف الإدراكي لدى هذا المريض بشكل ملحوظ بما يتناسب مع الانخفاض في مستوى ميثيل الزئبق، وبعد عام واحد، تدهورت حالته الإدراكية والوظيفية بسرعة وبشكل غير متوقع.
واقترح بحث سابق أن التعرض للزئبق يضعف الوظيفة الإدراكية عن طريق تقليل فعالية السيلينيوم، وهو جزيء يحافظ على صحة الدماغ، ويعمل السيلينيوم على وجه التحديد عن طريق قمع التفاعلات الكيميائية الضارة لدى البشر، لذلك بدونه يصبح المرضى أكثر عرضة للإجهاد التأكسدي.
وتجدر الإشارة إلى أن أنواعًا معينة من الأسماك يمكن أن تقدم مستويات عالية بما يكفي للحث على السمية والضعف الإدراكي، وتشمل الأنواع الأربعة من الأسماك المعروفة باحتوائها على كميات كبيرة من الزئبق سمك القرش وسمك الخشني البرتقالي وسمك أبو سيف وسمك الذيل، ومع ذلك قد توفر أنواع أخرى من الأسماك الدهنية الحماية من التدهور المعرفي.
وقال الدكتور سايروس راجي، من جامعة بيتسبرغ، لمركز الأسماك التابع لمؤسسة أبحاث الزهايمر "إن تناول السمك المشوي يعزز الخلايا العصبية الأقوى في المادة الرمادية في الدماغ من خلال جعلها أكبر وأكثر صحة".
وفي دراسة نشرها باحثون في المعاهد الوطنية للصحة البريطانية، نظر الباحثون في أنماط حياة أكثر من 7750 شخصًا تمت متابعتهم لمدة خمس إلى 10 سنوات، وطُلب من المشاركين ملء استبيانات تفصيلية عن تناولهم للطعام، قبل الخضوع لسلسلة من الاختبارات المعرفية للذاكرة واللغة والانتباه. وكشفت النتائج عن أن الأسماك كانت أهم عامل غذائي في تقليل مخاطر الإصابة بالضعف الإدراكي، وفي الواقع من بين جميع الأطعمة التي تم فحصها في الدراسة، ارتبطت الأسماك فقط بانخفاض خطر التدهور المعرفي.