ملايين النازحين وآلاف اللاجئين.. جذور الأزمة بين روسيا وأوكرانيا

ملايين النازحين وآلاف اللاجئين.. جذور الأزمة بين روسيا وأوكرانيااللاجئين الاوكرانيين

نشبت حربا بين روسيا و أوكرانيا فى 24 فبراير الجارى، اسفرت عن سقوط عشرات العسكريين، ونزوح الملايين من مواطنى أوكرانيا، ووصول آلاف اللاجئين إلى الدول الحدودية وفى مقدمتها بولندا.

ويعود تاريخ الخلاف بين الدولتين إلى أوائل 2014، حيث شهدت أوكرانيا أزمة سياسية مع روسيا عندما سيطرت موسكو على شبة الجزيرة القرم، واعتبرتها كييف وبعض أعضاء المجتمع الدولي احتلال وتعدى على الأراضي الأوكرانية، وانهزمت القوات الأوكرانية أمام الهجوم الروسي.

يشار إلى أن أوكرانيا حصلت على الحرية والاستقلال بعد تفكك الاتحاد السوفيتي عام 1991، ومنذ ذلك التاريخ، شهدت أوكرانيا زيادة فى معدل النمو الاقتصادى حتى جاءت الأزمة المالية العالمية فى 2008؛ وتسببت فى تراجع الاقتصاد ومرت أوكرانيا بأسوء أزمة اقتصادية، حتي عادت وازدهرت في عام 2009 من جديد.

وفي سياق أخر، شهدت أوكرانيا مسيرات احتجاجية بدأت في ليلة 21 من نوفمبر 2013، على أثر تعليق الحكومة لتوقيع اتفاقية الشراكة الحرة مع الأتحاد الأوربي والولايات المتحدة الأمريكية، وطالب المتظاهرون بإقالة الحكومة والإطاحة برئيس أوكرانيا السابق فيكتور يانوكوفيتش.

وفى 2014، ارتفعت وتيرة المعارضة ضد الرئيس يانوكوفيتش، وتصاعدت الأمور في وجه سلطة كييف ولم يستطيع التصدى وغادر العاصمة إلى مدينة خاركيف فى أوكرانيا، ثم طلب اللجوء إلى موسكو، بعد إعلانه عدم السيطرة على الوضع في البلاد، وعقب سقوط الحكم دخلت القوات الروسية إلى القرم وأعلنت ضمها إلى الأراضى الروسية. وجاء الرئيس بترو بوروشنكو فى الفترة من (2014 وحتى 2019).

وفي انتخابات الرئاسة الأوكرانية عام 2019، نجح زيلنسكى فى الجولة الثانية بنسبة 73,22%، وبالرغم من ضعف خلفيته السياسية، إلا ان حملته الانتخابية تحت شعار مكافحة الفساد وتحقيق السلام مع روسيا، نجحت فى أهدافها، وقدم زيلينسكي نفسه بعد تولي الحكم رأس حربة في مواجهة اصحاب الاحتكارات والمافيات.

وفى أول لقاء له مع الرئيس بوتين في 2019 في فرنسا، طالب زيلينسكى بتعديل اتفاقية مينسك 2015 بتخفيف حدة التوتر بين الجيش الأوكراني والمجموعات المدعومة روسيا شرق أوكرانيا، وكان هذا التصريح مستفزاً للرئيس الروسى الذي اعتبر أن مراجعة إي جزء من الاتفاقية يعتبر نسفاً لكل الاتفاقات، ولم يكتف الرئيس الجديد بذلك، بل زاد من حدة الشروط عن ضرورة انضمام أوكرانيا إلى الناتو.

وأعقب ذلك، شروع زيلينسكي فى تغييرات بالجيش شملت استبدال العسكريين الأوكرانيين من أصدقاء روسيا، بأعداء موسكو، وتسليم قرار الجيش لزعيم اليمين المتشدد الأوكرانى والقضاء على السلطات الرقابية، وتطهير الدولة الأوكرانية (الجهاز الإدارى) من أي نفوذ لأصدقاء موسكو.

وزاردت الأزمة حدة، عندما أقدم رئيس أوكرانيا، على تقديم طلب بالانضمام لحلف الناتو عام 2021، وأدركت روسيا خطورة ما يحدث إذا وافق الحلف، لأن ذلك يعنى محاصرة روسيا، خاصة أن انضمام أوكرانيا قد يتبعها انضمام جورجيا.

وبناء على أثر المنازعات، أطلق الرئيس الروسي بوتين عملية عسكرية تجاه أوكرانيا، وأمر القوات المسلحة الروسية بشن هجوما على المنشآت العسكرية في أوكرانيا، ما أدى إلى وقوع أنفجارات ضخمة.

أضف تعليق

المنصات الرقمية و حرب تدمير الهوية

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2