بدأت سلطات بعض الدول الأوروبية فى مصادرة يخوت فاخرة يمتلكها الأوليغارشيون - نخبة الأثرياء - الروس كجزء من العقوبات المفروضة على روسيا بعد غزوها لأوكرانيا.
وبالقرب من مارسيليا، صادرت سطات الجمارك الفرنسية يختاً لإيجور سيشين، وهو رئيس شركة النفط الروسية الحكومية روسنفت.
وصادرت السلطات الألمانية يختاً، تقدر قيمته بـ600 مليون دولار، يمتلكه عملاق المعادن على شير عثمانوف، بحسب تقارير.
وهذه هى أحدث إجراءات ضد روسيا فى ظل تصاعد العقوبات.
ووفقا لـ "بى بى سى"، فإن بعض الأوليغارشيين المعاقبين من قبل الاتحاد الأوروبى "مصدومون" بعدما وجدوا أن بطاقاتهم المصرفية لا تعمل، ويعتمدون الآن على المال المخزن فى منازلهم.
وتحرك الفرنسيون بسرعة، أمس الأربعاء، عندما لاحظ ضباط الجمارك أن يخت "أمورى فيرو" الذى يبلغ طوله 88 متراً، والذى يترجم اسمه بـ "الحب الحقيقى"، كان يتخذ خطوات للإبحار على وجه السرعة.
ووصل اليخت إلى ميناء لا سيوتات على البحر المتوسط، فى يناير، وكان من المقرر أن يبقى هناك أثناء إصلاحه حتى الأول من أبريل المقبل.
وصادرت سلطات حوض بناء السفن فى هامبورج اليخت "ديلبار" الذى يبلغ طوله 156 متراً، وهو أكبر يخت فى العالم من حيث الحمولة الإجمالية، وفقا لمجلة "فوربس".
كما أفادت تقارير بأن يخوتاً تابعة لخمسة من أصحاب المليارات الروس متوجهة إلى جزر المالديف، والتى تعتبر موطناً آمناً لأنه ليس لديها اتفاقية تسليم مجرمين مع الولايات المتحدة.
جاءت تحركات فرنسا وألمانيا فى الوقت الذى رفض فيه المتحدث الرسمى باسم رئيس الوزراء البريطانى بوريس جونوسن، المزاعم بأن المملكة المتحدة كانت أبطأ فى فرض عقوبات من الاتحاد الأوروبى أو أن المماطلة القانونية تمنع فرض عقوبات على الأوليغارشية الروسية.
وكرر موقف بريطانيا بأنه من الأفضل إعطاء الأولوية للتدابير التى كان لها أكبر تأثير اقتصادى، بدلاً من استهداف الأفراد لمجرد أنهم معروفون جيداً.
وفرضت عقوبات على بعض الأوليغارشيين من قبل الحكومة البريطانية، مما يعنى تجميد حساباتهم المصرفية فى المملكة المتحدة ومنع الوصول إلى الأموال.
وقال محام لـ "بى بى سى" إن الأثرياء الروس يتطلعون إلى نقل أموالهم خارج المملكة المتحدة قبل أن تتعرض للعقوبات.
وقال نايجل كوشنر المحامى من دبليو ليجال لـ "بى بى سى": "خففت الحكومة الضربة من خلال منح الأثرياء الروس الوقت لنقل أموالهم".
وأضاف: "كان العملاء يسألون هل يمكننى أن أنقل أموالى إلى الخارج قبل أن يدرج اسمى على لائحة المعاقبين؟ ويكون جوابى أن هذا يمكن حدوثه، وهو تصرف قانونى جداً".
وتضم قائمة الحكومة البريطانية الخاصة بالروس المدرجين على قائمة العقوبات 195 شخصاً، لكن معظمهم أدرج قبل غزو أوكرانيا.
ومنذ بداية الحرب، أُضيف 15 روسياً فقط إلى قائمة العقوبات، بمن فيهم الرئيس فلاديمير بوتين.
وقال وزير الأمن البريطانى داميان هيندز لـ "بى بى سى" إن استثمارات الأوليغارشية الروسية فى بريطانيا لن تمنع حكومة المملكة المتحدة من "ملاحقتهم".
وفى نهاية الأسبوع الماضى، قالت وزيرة الخارجية ليز تراس البريطانية لصحيفة "صنداى تايمز": "إننا نعمل على إعداد قائمة بالمستهدفين وسنواصل معاقبة الأوليغارشيين الجدد كل بضعة أسابيع".
وأضافت "علينا التأكد من أن القضايا معدة بشكل مناسب وأن لدينا الأدلة الصحيحة قبل أن نعاقب هؤلاء الأفراد".
فى غضون ذلك ، أوقفت بورصة لندن أسهم 28 شركة مرتبطة ب روسيا بسبب العقوبات المفروضة فى أعقاب غزو أوكرانيا.
وتضمن ذلك شركة En+ التى تعمل فى الطاقة والمعادن، المعاقب مالكها أوليج ديرباسكا من قبل الولايات المتحدة، ويديرها عضو مجلس اللوردات البريطانى ووزير الطاقة السابق جريج باركر.
وقال ديفيد شويمر الرئيس التنفيذى لبورصة لندن إن قرار تعليق الإدراج "استند إلى العقوبات والقدرة على إدارة سوق منظم".
وأضاف: "إذا رأينا أى أوراق مالية أخرى متأثرة بالعقوبات فستتخذ إجراءات مماثلة".
وفى الأسبوع الماضى، حظرت شركة تابعة لثانى أكبر بنك فى روسيا (VTB) فى بورصة لندن نتيجة للعقوبات.
ومع ذلك، يواصل عدد من الشركات الروسية، بما فى ذلك إيفراز المدعومة من رومان أبراموفيتش مالك نادى تشلسى، التداول فى سوق الأسهم على الرغم من انتقادات السياسيين.
كما أعلن عن عقوبات اقتصادية جديدة لمنع شركات الطيران والفضاء الروسية من الوصول إلى سوق التأمين فى المملكة المتحدة.
وستحد هذه الخطوة من الفوائد التى يمكن أن تحصل عليها الشركات الروسية من وصولها إلى سوق التأمين وإعادة التأمين العالمى، عبر سوق لويدز أكبر سوق تأمين فى العالم.