رئيس جامعة القاهرة: هدفنا خريجون بمواصفات عالمية

رئيس جامعة القاهرة:  هدفنا خريجون بمواصفات عالميةمحمد الخشت رئيس جامعة القاهرة

نهضة علمية وأكاديمية كبرى شهدتها جامعة القاهرة فى السنوات الأخيرة، ولعل الافتتاحات الأخيرة، التى شملت كليات جديدة فضلا عن التطور الكبير فى مجال البحوث التطبيقية وربطها بحاجات المجتمع بخلاف التميز وتحقيق مراكز متميزة فى مؤشرات التصنيفات العالمية كلها مؤشرات تؤكد أن جامعة القاهرة تسير بخطوات ثابتة باتجاه عملية تطوير شاملة، بعد أن استعادت الجامعة دورها التنويرى ضمن مشروع تطوير العقل المصرى، إلى جانب النقلة الكبيرة فى ملف التحول الرقمى وتطوير البنية التحتية التكنولوجية بكليات الجامعة، وتحولها إلى إحدى جامعات الجيل الرابع فضلا عن الاشتباك مع ملفات جديدة ومتطورة، مثل وظائف المستقبل ومتطلبات الثورة الصناعية الخامسة وتخصصات الذكاء الاصطناعى و النانوتكنولوجى والبرامج الجديدة بخلاف ملفات مهمة تعمل عليها الجامعة، مثل تطوير مستشفيات القصر العينى ومعهد الأورام وغيرها، «أكتوبر» التقت الدكتور محمد عثمان الخشت، رئيس جامعة القاهرة، وفتحت معه العديد من الملفات المهمة.. وهنا تفاصيل الحوار..

مشروع جامعة القاهرة الدولية، يهدف إلى أن تكون جامعة للبرامج .. إلى أين وصل هذا المشروع؟ ومتى سيتم افتتاح الفرع الدولي؟ وماذا عن البرامج الأكاديمية التخصصية التى سوف تدرس بالجامعة؟

- من المتوقع أن تستقبل جامعة القاهرة الدولية بمدينة السادس من أكتوبر، بدءا من العام الدراسى المقبل 2022 - 2023، الطلاب المصريين والوافدين الراغبين فى الالتحاق بالبرامج الدولية، التى تتيحها الجامعة وتتوافق مع متطلبات سوق العمل المحلى والدولى لسد الفجوة المعرفية وتلبية الحاجة الوظيفية فى المشروعات القومية المصرية وتقديم خريج بمواصفات عالمية يساهم فى تحقيق رؤية مصر للتقدم.

ونعمل على الانتهاء بالكامل من إعداد البرامج، التى سيتم بدء الدراسة بها بحيث تتوافق مع متطلبات سوق العمل المحلى والدولى وتساهم فى حصول الخريجين على فرص عمل فور التخرج المباشر، وسيتم إعلان قواعد القبول وطرق التقدم للدراسة ب جامعة القاهرة الدولية نهاية العام الدراسى الحالى بعد وضع اللمسات الأخيرة بما يتناسب مع كل برنامج، بحيث تكون الدراسة بها وفقًا لنظام اللغات الأجنبية بما يسمح لخريجى الجامعة العمل أو استكمال الدراسات العليا فى الخارج دون دراسات تكميلية.

وجار حاليًا اختيار وإعداد البرامج الأكاديمية التخصصية، التى تدرس بالجامعة، حيث تقوم الجامعة بإعداد أكثر من 35 برنامجًا دراسيًا للفرع الدولى فى تخصصات مختلفة بما يتماشى مع خطة الجامعة الاستراتيجية الجديدة «2021/2025» فى الدخول إلى عصر جامعات الجيل الرابع، ومن بينها برامج الفيزياء المتقدمة والنووية، وعلوم الفضاء، وعلوم الأرض، والعلوم البيولوجية، والعلوم الهندسية، والعلوم السياسية والاقتصاد، والعلوم المالية والإدارية، والعلوم الإنسانية، بالإضافة إلى برامج أخرى متنوعة، مثل بكالوريوس علوم النانو تكنولوجي، والرياضة، والذكاء الاصطناعي.

كيف تستطيعون تحقيق معادلة ترجمة تطبيقات النانو تكنولوجى إلى واقع وجذب رجال الصناعة والتكنولوجيا؟

- افتتحنا كلية الدراسات العليا للنانو تكنولوجى بفرع الجامعة بمدينة الشيخ زايد، كأول كلية للنانو تكنولوجى فى مصر والعالم العربى والشرق الأوسط، وأول كلية ذكية تتخصص فى عدة علوم بينية وتجمع تحت سقف واحد تقنيات حديثة، وتمثل خطوة على طريق التحول إلى جامعات الجيل الرابع، وتستهدف المساهمة فى تشكيل مستقبل الصناعات المعتمدة على مواد النانو فى مصر، من خلال تنمية البحوث وخلق كوادر لوظائف المستقبل، وإعداد نخبة من الباحثين الرواد القادرين على التعلم والابتكار واكتشاف مواد وتطبيقات جديدة فى أسواق الصناعات المختلفة، وتنشئة جيل من المبدعين والمجددين فى هذا التخصص؛ لأن تكنولوجيا النانو هى أحدث التكنولوجيات الناشئة، التى تساهم فى رسم خارطة العلوم المستقبلية وقاطرة للاقتصاد العالمي.

وتعمل الكلية على التوسع فى مجالات تطبيقات النانو تكنولوجى وتعظيم علاقة الجامعة مع الصناعة والتكنولوجيا، واستخدام التعليم التكنولوجى فى إجراء البحوث المبتكرة، التى تدعم معرفة واسعة وجديدة للطلاب واستخدام هذه المعرفة؛ لتحقيق الفائدة المرجوة منها لصالح المجتمع، وتعتمد على التكنولوجيا الحديثة فى طرق التدريس وإجراء الاختبارات باستخدام أحدث الطرق التعليمية عالميًا.

ما محاور خطة دعم كلية النانوتكنولوجي؟

- هناك العديد من المشروعات الممولة، التى تمثل الكلية ملتقى لتنفيذها سواء من موارد الجامعة، أو من موارد هيئة تمويل العلوم والتكنولوجيا والابتكار، والمفوضية الأوروبية، ووزارة التعليم العالى والبحث العلمي، وهى مشروعات تساعد فى توفير الموارد للطلاب والباحثين الراغبين فى تطوير مهاراتهم وتقديم ابتكاراتهم، كما تشمل عددا من التطبيقات المؤثرة فى مجالات إنتاج الطاقة، وتحلية المياه، وتخليق المواد الجديدة، التى لها صفات فريدة، وسيتم العمل بنظام الساعات المعتمدة، كما سيكون للكلية دور فى العديد من الصناعات الثقيلة ومواد البناء والمجالات الطبية، وتصنيع الدواء، وعلاج الأسنان، فضلًا عن مجهوداتها المنتظرة فى إيجاد حلول لمشكلات البيئة والماء والتربة الزراعية والهواء وغيرها.

يشكل مجال الذكاء الاصطناعى محور المستقبل.. فما دور جامعة القاهرة فى هذا المجال؟

- أدخلنا برنامج الذكاء الاصطناعى إلى كلية الحاسبات والمعلومات وتم تحويلها إلى كلية الحاسبات والذكاء الاصطناعي؛ لتكون أول كلية تدخل عصر الذكاء الاصطناعى فى مصر، وتصبح هى النموذج الاسترشادي، الذى تشكلت عليه الكليات المناظرة فى الجامعات المصرية، وقد أدى تطور كلية الحاسبات إلى تقدم مصر فى مؤشر «جاهزية الحكومة للذكاء الاصطناعي»، الذى تصدره مؤسسة الاستشارات العالمية « اكسفورد إنسايتس» والمركز الكندى لأبحاث التنمية الدولية، حيث أظهر المؤشر التقدم الكبير، الذى حدث فى جامعة القاهرة فى مجال الذكاء الاصطناعى والتكنولوجيا والهندسة والحاسبات، واعتبر المؤشر تقدم جامعة القاهرة أحد أسباب تقدم مصر بواقع 55 مركزًا عن ترتيبها فى العام الماضي؛ لتحتل المرتبة 56 بين 172 دولة ضمن التقرير، كما نهدف إلى إنشاء كلية للذكاء الاصطناعى والروبوت.

أين وصلت الجامعة فى ملف التحول الرقمي؟ ومتى سيتم تطبيق منظومة الاختبارات الإلكترونية بصورة كاملة؟

- نجحنا فى التحول إلى جامعة ذكية متكاملة من جميع النواحى التعليمية والتطبيقية قائمة على التحول الرقمي، من خلال تنفيذ العديد من الآليات على جميع المستويات الإدارية والتعليمية، من خلال عدة إجراءات من بينها رقمنة التواصل الإدارى وربط الإدارات المختلفة بالكليات إلكترونيا، وإنشاء قواعد البيانات والمعلومات ومواقع الكليات، ووظفنا التقنيات الرقمية الحديثة بشكل فعال، من خلال تطوير لوحة قيادة مركزية هى الأولى من نوعها، بما ساهم فى الارتقاء وتسريع الخدمات، التى تقدمها الجامعة، وتأسيس قاعدة بيانات موحدة وكود لكل طالب يستخدمه فى جميع خدماته بالجامعة.

ونجحنا كذلك فى رقمنة العملية التعليمية عبر العديد من الخطوات، من بينها إنشاء منصة جامعة القاهرة التعليمية الذكية Smart CU، التى تُعد أكبر منصة ذكية للتعليم عن بُعد على مستوى جامعات العالم. وتتضمن مجموعة من الأنظمة المتكاملة.

وتم رصد 500 مليون جنيه؛ لتطوير البنية التحتية التكنولوجية بكليات الجامعة وإداراتها ومدنها الجامعية، حيث تم تطوير الخدمات والمواقع الإلكترونية، وتقديم التعاملات الخدمية والتعليمية والتدريبية إلكترونيًا فى العديد من الجوانب، من بينها فتح باب التحويل أمام الطلاب إلى كليات الجامعة إلكترونيًا، واستقبال طلبات تسكين الطلاب المغتربين بالمدن الجامعية إلكترونيًا، والتقدم الإلكترونى للتربية العسكرية.

وفيما يتعلق بمنظومة الاختبارات الإلكترونية، نجحنا فى إجراء امتحانات الفصل الدراسى الأول للعام الجامعى 2020 إلكترونيًا لطلاب مرحلتى البكالوريوس والدراسات العليا فى العديد من كليات الجامعة، بالإضافة إلى تفعيل منظومة المراقبة والكنترولات والرصد والتصحيح إلكترونيًا.

ماذا عن اتفاقيات التوأمة وبروتوكولات التعاون مع جامعات العالم؟

- حققت جامعة القاهرة على مدار 4 سنوات إنجازات غير مسبوقة فى ملف التعاون الدولى والارتقاء به، وذلك وفق خطة استراتيجية تم وضعها وتضمنت العديد من الإجراءات، من بينها عقد بروتوكولات واتفاقيات تعاون ومذكرات تفاهم مع جامعات عالمية مرموقة ومؤسسات دولية، وإقامة شراكات تعليمية وبحثية وعلمية وتبادل المعلومات والخبرات معها، والانفتاح على ثقافات العالم، بما يحقق ارتباط جامعة القاهرة بمنظومة التعاون الدولى فى مختلف المجالات ويكفل إتاحة الفرصة؛ لأعضاء هيئة التدريس والطلاب للتفاعل والتعاون أكاديميا وبحثيا مع العالم.

ونجحنا فى إبرام العديد من الاتفاقيات الدولية والتحالفات مع كبرى الجامعات العالمية، التى يُصنف بعضها ضمن أفضل 50 جامعة على مستوى العالم، بلغت نحو 200 اتفاقية وبرتوكول ومذكرة تفاهم فى مجالات تطوير منظومة البحث العلمي، وإنشاء درجات علمية مشتركة، وتطوير منظومة التعليم، وتبادل الأساتذة والطلاب، بهدف التعاون والتبادل الطلابى مع العديد من جامعات ومؤسسات التعليم العالى بالعالم، بالإضافة إلى عقد 9 اتفاقيات بدرجات جامعية على مرحلة البكالوريوس والليسانس وعلى مستوى الدراسات العليا الماجستير والدكتوراه، بما يساهم فى إطلاع طلاب الجامعة على العديد من النظم العالمية وعلى مستوى البرامج ووظائف المستقبل.

وكان من بين الجامعات، التى عقدت جامعة القاهرة اتفاقيات معها، جامعة بردو وكاليفورنيا، وبرلين الحرة، وشنغهاى جياوتونج، وبنسلفانيا، وأكاديمية شنغهاى للعلوم، وجامعة تيومين الحكومية بروسيا.

مشروع تطوير مستشفيات القصر العينى.. ماذا جرى فيه حتى الآن وموعد الافتتاح والتكلفة؟

- قطعنا شوطا كبيرا فى تنفيذ جانب من تطوير مستشفيات قصر العيني، التى بلغت تكلفتها مليار ومائتين وواحد وتسعين مليون جنيه فى مستشفيات قصر العينى وحدها حتى الآن، شملت تطوير العديد منها، مثل الاستقبال والطوارئ ومستشفيات أبو الريش والباطنة وغيرها من المسشفيات والوحدات الطبية والتعليمية، علاوة على التطوير الجارى فى قطاعات طبية أخرى.

ومنذ أيام اجتمعت مع اللجنة العليا لمشروع تطوير مستشفيات قصر العينى بالتعاون مع وزارة التعاون الدولى وصندوق التمويل السعودي، وكلفت اللجنة العليا واللجنة التنفيذية لمشروع تطوير مستشفيات قصر العينى بعدة مهام من أبرزها القيام بالأعمال التنفيذية والمتابعة، وضمان الاستخدام الأمثل للتمويل فى ضوء القواعد المالية المقررة للتمويل سواء فيما يتعلق بالقرض أو المساهمة المصرية، وضمان عدم المساس بصورة مباشرة أو غير مباشرة بملكية مؤسسات قصر العيني، وضمان الحفاظ على الطابع الأثرى للمبانى ومجانية الخدمات، وسوف يخرج المشروع إلى النور فى ثلاثة أعوام من الآن، بعد رفع كفاءة المستشفيات وأدائها الطبى وبنيتها التحتية، وتجهيزها بأحدث الأجهزة، وتطوير القدرات المادية والبشرية العاملة بها، وزيادة السعة الاستيعابية لها، وجاهزية الأطقم الطبية للتعامل الفورى مع الحالات الطارئة، وذلك وفق خطة شاملة طبقًا لأحدث النظم والمعايير الطبية العالمية، بما يساهم فى تحسين الخدمات الطبية المقدمة إلى المواطنين والارتقاء بمستوى الرعاية الصحية، التى يتلقونها لتكون على أعلى مستوى.

إلى أين وصل مشروع مستشفى 500500 وكم تبلغ تكلفة التنفيذ؟

- أنجزنا فى الفترة الأخيرة حوالى 70% من أعمال إنشاءات المرحلة الأولى لمستشفى المعهد القومى للأورام الجديد 500500 ، وذلك خلال عشرة شهور من استلامه، وبدأت المباني، التى تضم جميع العيادات الخارجية والخدمات الرئيسية فى الظهور، وانتهينا من أعمال خرسانات وواجهات المبنى الأمامى للمستشفى.

ونحرص على مواصلة العمل فى هذا المشروع بوتيرة سريعة لإنجاز الأعمال الإنشائية والتجهيزات الطبية؛ لبدء الخدمة العلاجية بالمستشفى واستقبال المرضى بنهاية العامين المقبلين للمساهمة فى رفع أكبر عبء ممكن عن مريض السرطان المصري، حيث تم تصميم المستشفى وفقًا لأحدث وأشمل المعايير العلمية والهندسية العالمية بما يضمن تكامل العناية بالمرضى.

إلى أين وصل ملف عودة الدراسة فى فرع جامعة القاهرة بالخرطوم؟

- نهتم بعودة الدراسة بفرع جامعة القاهرة بالخرطوم مرة أخرى بعد توقف داما ما يقرب من 30 عاما، وتم تشكيل لجنة عليا للعمل على وضع الخطط اللازمة؛ لإعادة تشغيل الفرع بصورته الجديدة، ومناقشتها مع الجانب السوداني، وبالفعل بدأنا بالاستعدادات الإدارية واللوجستية والتجهيزات التكنولوجية اللازمة لعودته على أعلى مستوى، وذلك لبدء عودة الدراسة فى مرحلة البكالوريوس فى كليات الآداب والحقوق والتجارة والعلوم كمرحلة أولى، مع إمكانية فتح تخصصات جديدة سواء فى مرحلة الليسانس والبكالوريوس أو الدراسات العليا لجذب الطلاب السودانيين للدراسة بالفرع.

وسوف يتم تحديد موعد افتتاح الفرع بعد انتهاء الحكومة من التنسيق الكامل مع الجانب السوداني، وتوقيع الاتفاقية والأطر، التى تحدد كل ما يخص عمل الفرع بين البلدين.

كم يبلغ عدد الطلاب الوافدين الدارسين حاليا فى جامعة القاهرة؟

- يدرس حاليا ما يزيد عن 11 ألف طالب وافد بالجامعة يمثلون 50 جنسية، ونحرص على التنسيق بين جميع مؤسسات الدولة لوضع استراتيجيات وآليات لاستيعاب جميع الوافدين.

تنوير العقول أحد التحديات، التى تتعلق بالأمن القومى.. فما دور الجامعة لتخريج عقول مستنيرة؟

- أعلنت الجامعة منذ 4 سنوات وثيقـة جامعـة القـاهرة للتنويـر، التى تضمنت مجموعة من المبادئ، التى حددت هوية الجامعة ومساراتها، واستعادت فكر الآباء المؤسسين فى التنوير والعقلانية والتعددية والمواطنة، وحددت مفهوم التنوير بوصفه ممارسة عقلانية، وهدفت إلى تكوين خطاب ثقافى ودينى جديد، وتأسيس تيار عقلانى عربى مقاوم للإرهاب، والانفتاح على تجارب التنوير الأخرى والتيارات العالمية، وبناء نسق فكرى ومعرفى مفتوح ومتطور، وبناء بيئة تعليمية تحفز روح الاكتشاف والإبداع، وتطوير المحتوى التعليمي، واتباع طرائق التعليم؛ لتكون قائمة على المناهج العقلية والأساليب التجريبية والحل العلمي، وتطوير أساليب التقويم والامتحانات.

كما أطلقت جامعة القاهرة مشروع تطوير العقل المصرى استجابة لتحديات ومتطلبات المرحلة وتغيير طرق التفكير منذ 4 سنوات، بهدف خلق جيل قادر على التفكير بطريقة علمية ونقدية وعقلانية يساهم فى بناء مجتمع جديد متقدم، وذلك من خلال العديد من الإجراءات، من بينها تطوير المناهج الدراسية ومحتوياتها، وتطوير اللوائح، واستحداث برامج جديدة، وتطبيق كل من مقرر التفكير النقدى الذى يدفع الطلاب إلى التعمق فى طرق التفكير والتوصل إلى الأسباب الحقيقية وراء المشكلة أو الظاهرة محل الدراسة، ومقرر ريادة الأعمال الذى يدعم عقولهم بالمهارات اللازمة لنجاحهم كرواد أعمال، وإكسابهم أساسيات بدء المشروعات، ووضع خططها، مما ينعكس على اقتصاد الدولة.

وأطلقت الجامعة معسكر قادة المستقبل لطلابها لفتح الباب أمام مشاركتهم فى تطوير قدراتهم نحو التفكير العلمى والنقدى ومن ثم المساهمة فى بناء المجتمع، كما تم إطلاق مبادرة لتطوير اللغة العربية، وإطلاق «مشروع التنمية الاقتصادية والإصلاح الدينى».

خلال السنوات الأخيرة.. شهد تصنيف جامعة القاهرة فى التقييمات الدولية تقدما واضحا، فما السبب وما آخر تقييم للجامعة؟

- اتخذت جامعة القاهرة العديد من الخطوات والإجراءات المهمة للنهوض بمنظومة البحث العلمى والنشر الدولى ودعمها والارتقاء بها بما ساهم فى تقدم الجامعة فى التصنيفات الدولية، ومن بين هذه الإجراءات إطلاق مبادرة الفجوة المعرفية مع الجامعات العشر الأولى على مستوى العالم فى ضوء التصنيفات الدولية فى التخصصات المختلفة، وذلك من خلال تكوين لجان علمية عليا تتولى رصد وتحليل المناهج والتخصصات العلمية لهذه الجامعات، من حيث مراكز الاهتمام العلمية والتعليمية والبحثية الرئيسة والفرعية، والمقررات الدراسية وتوصيفها وأساليب التعليم والتدريب وتقنيات التعليم المستخدمة.

ونجحنا فى زيادة مكافآت وتمويل النشر الدولى بنسبة 100%، وزيادة مكافأة النشر فى مجلتى ساينس وناتشر إلى 150 ألف جنيه، ورصد 100 ألف جنيه لأعضاء هيئة التدريس الحاصلين على أعلى معامل تأثير وأعلى استشهاد ومكافأة خاصة لمن يتقدمون بـ10 أبحاث دولية فأكثر فى العام، بالإضافة إلى تقديم الدعم المادى للكليات؛ لنشر بحوثها فى المجلات الدولية، وضبط المعايير الخاصة بالنشر الدولي، وتحويل المجلات العلمية بالكليات إلى مجلات دولية، وإنشاء منصة للنشر الدولي؛ لمساعدة الكليات لنشر بحوث أعضاء هيئة التدريس باللغة الإنجليزية فى المجلات والدوريات العالمية، وإنشاء منصة؛ لتوجيه البحوث العلمية لدعم المشروعات القومية والتنمية.

كما زودنا الكليات والمراكز البحثية بأحدث الأجهزة المستخدمة فى البحث العلمي، ودعم مكتبات الجامعة بأحدث المراجع والدوريات العالمية، ودعم المنافسة الداخلية بين الكليات والأقسام العلمية، وتطبيق نظام بولونيا فى الحراك الطلابي، وزيادة حراك أعضاء هيئة التدريس، واستقدام أساتذة أجانب بالتبادل مع أساتذة مصريين، والمساعدة فى ترجمة الأبحاث المستحقة للنشر الدولى من اللغة العربية إلى اللغة الإنجليزية، ودعم المشاركة فى المؤتمرات الدولية، بالإضافة إلى تعديل معايير جوائز الجامعة؛ لربط البحث العلمى بالمشروعات القومية وقضايا التنمية المستدامة، وإنشاء منصة لتحقيق ذلك.

واستحدثنا على مدار 4 سنوات العديد من الجوائز للمشروعات البحثية فى المجالات الابتكارية، من بينها جائزة لأفضل 3 كليات وأفضل 3 أقسام علمية من حيث مؤشرات النشر الدولى لدعم المنافسة بينها، ورصدت مبلغ 10 ملايين جنيه للكلية، التى يتم تصنيفها ضمن أفضل 100 فى التخصصات العلمية المختلفة، وأنشأت «كرسى بحثي» باسم الدكتور بطرس بطرس غالى فى مجال العلاقات الدولية، كما تم إفراد جائزة خاصة باسم «نجيب محفوظ» للإبداع الأدبى والفكري، وجائزة «الأميرة فاطمة» بقيمة 100 ألف جنيه يتم منحها لعضوات هيئة التدريس ممن لهن مساهمات فى خدمة المجتمع وتطوير الجامعة علميًا وأكاديميًا.

وعملنا على ربط المؤتمرات العلمية بقضايا الدولة والتنمية المستدامة، وعقدت نحو 730 دورة وبرنامجًا تدريبيًا، بالإضافة إلى نحو 224 ندوة وورشة عمل، و138 مؤتمرًا علميًا، بالإضافة إلى اتخاذ العديد من الخطوات؛ لدعم النشر الدولى للأبحاث العلمية، بما ساهم فى تطوير المنظومة البحثية والعلمية بها، ووضعها فى مكانة متميزة فى ريادة البحث العلمى والتنمية التكنولوجية.

وفيما يتعلق بآخر تقييم دولى ظهر كان التصنيف الإنجليزى التايمز، الذى تم فيه إدراج جامعة القاهرة كجامعة وحيدة بين الجامعات المصرية ضمن أفضل 500 عالمى فى قطاع الآداب والعلوم الإنسانية، ووجودها لأول مرة فى الترتيب بين 401 و500 أفضل جامعة فى تخصصات الفلسفة والعلوم الدينية والفن واللغات والأدب والتاريخ والآثار مجتمعة.

ماذا حققت جامعة القاهرة على صعيد الاستشهادات العالمية بالبحوث الدولية؟

- بلغ معدل الاستشهاد بأبحاث علماء جامعة القاهرة (91000) استشهاد بما يعادل حوالى 8 استشهادات للبحث الواحد وهو ما يعبر عن جودة بحوث علماء جامعة القاهرة.

وحصد علماء الجامعة 40% من الجوائز الدولية فى النشر الدولى لجوائز Scopus للتميز البحثى الصادرة عن دار النشر العالمية إلسيفير Elsevier فى أعلى عدد من الاستشهادات المرجعية فى مجالات علمية مختلفة، بالإضافة إلى 25.9% من إجمالى جوائز الدولة فى عيد العلم 2019.

وفى عام 2021 تم إدراج 74 عالمًا من علماء الجامعة فى قائمة أفضل 2% من العلماء حول العالم وذلك طبقا لمؤشرات الاقتباس المركبة، واحتلت الجامعة المرتبة الأولى مصريًا للعام الثانى على التوالى بأكبر عدد علماء من مختلف بلدان العالم فى 22 مجالًا علميا متنوعا و 176 تخصصا فرعيا.

أخيرا.. ماذا عن مركز اكتشاف ورعاية الموهوبين بجامعة القاهرة؟ وما الدور الذى سيقوم به؟

- نجحنا فى إنشاء مركز الموهوبين والمبدعين والنابغين، ليضم الموهبين والنابغين والمبدعين من الطلائع والشباب فى مختلف المؤسسات التعليمية الجامعية وقبل الجامعية، ويستهدف تنمية الموهبة للاستعداد إلى النبوغ والإبداع، وتنمية القدرات الإبداعية غير المتحققة لتتحول إلى إبداع متحقق فى الواقع.

أضف تعليق