تأكدت عدة حقائق.. دول حلف الناتو لا تريد خوض حرب مباشرة سواء مع روسيا أو غيرها من الدول ذات العداء التقليدي مع الغرب.
وحلف الناتو كما قال الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.. إن الحلف أصبح عبئا اقتصاديا على الولايات المتحدة ولا جدوى من استمراره على النهج القديم ويجب إعادة تقييم الأداء والنتائج!! وها قد ظهر الأداء الضعيف والتدني فى اتخاذ القرارات.. وتأكدت النتائج أن حلف شمال الأطلسي لا يصلح حتى لمجرد الردع !! والذي تكون الحلف من أجله!! من أجل ردع الاتحاد السوڤيتي القديم.. وبعد تفكك حلف وارسو وتشتت دول الاتحاد السوڤيتي.. تصور الغرب أن الأمر قد انتهى! لكن خلال العشرين عاما الماضية تغير الوضع الاقتصادي والعسكري والسياسي فى العالم كله وظهرت الصين كقوة عظمى اقتصاديا وعسكريا بل أصبحت منافسا شرسا للتجارة فى العالم وحققت نجاحات غير متوقعة فى حجم الصادرات الخارجية والتي جعلها ثاني أكبر مصدر للمنتجات الصناعية فى العالم بعد الولايات المتحدة الأمريكية.. ولولا استحواذ أمريكا على صادرات السلاح لأصبحت الصين هي الدولة الأولى فى حجم الاقتصاد على مستوى العالم !! خاصة بعد تراجع دول الاتحاد الأوروبي اقتصاديا وتجاريا وحتى مجال تصدير التكنولوجيا الحديثة لم يعد الاتحاد الأوروبي كما كان فى السابق رغم احتفاظه بدور الصدارة حتى الآن ..!! ورغم أن الفارق التكنولوجي بين أوروبا والصين لا يزال كبيرا.. إلا أن هذا الفارق لم يعد ذا تأثير فى ميزان القوى الاقتصادية ولا حتى العسكرية.
ويبقى أهم العوامل والتي عجلت باجتياح الجيش الروسي لأوكرانيا.. وهي عدم رغبة الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو الدخول فى حرب مباشرة مع روسيا على أراضي أي دولة فى القارة الأوروبية..!! ويبدو أن شبح الخراب الذي حل بأوروبا بعد الحرب العالمية الثانية جعل دول القارة العجوز يتجنبون أي مخاطرة بالحرب البرية المباشرة على أراضيها !! وإن خيار الردع هو أفضل الوسائل لدى الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو .. لكن يبدو أن هذا الردع قد تراجع كثيرا وأصبح لا يخيف روسيا ولا الصين !! وبعد رد الفعل الأمريكي الضعيف جعل الاتحاد الأوروبي يشعر بالإحباط !! وأن حلف الناتو لم يعد كما كان فى السابق قبل ثلاثين عاما!! بعد أن فقد ميزة الردع المباشر!! وهو ما جعل ألمانيا تزيد من الإنفاق العسكري حتى أصبح ٢% من الدخل القومي لميزانية الدولة الألمانية وهي زيادة ليست قليلة بل تصل إلى 100 مليار يورو، وهو الأمر الذي يؤكد على تغيير استراتيجية الاتحاد الأوروبي تجاه الاعتماد الذاتي والتشكك فى إمكانية الاعتماد على أمريكا فى المستقبل.