انطلقت اليوم أولى فعاليات برنامج التوعية الأسرية والمجتمعية "تأهيل المقبلات على الزواج" بالمدينة الشبابية ببور سعيد، بحضور أساتذة وعلماء جامعة الأزهر ومركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، وذلك في إطار حرص الأزهر الشريف وفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، على استقرار الأسرة المصرية.
وأوضح الدكتور محمد المهدي، أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر، خلال انطلاق أولى هذه الفعاليات، أن الزواج هو علاقة أبدية متعددة الأبعاد، لذا يجب أن يكون قائما على أصول وقواعد، وليس بغرض النزوة أو التملك والتسلط أو الافتتان أو المصلحة، لتكوين أسرة ومجتمع سوي.
وأضاف أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر، أن القبول والرضا من أهم مقومات الزواج الناجح، وأن التكامل بين الطرفين يمهد كثيرا للزواج الناجح حتى مع اختلاف الطباع، لكن بشرط أن تكون تلك الطباع المختلفة محط إعجاب وتقدير منهما، مبينا أن للحياة الزوجية عدة أركان منها السكن والمودة والرحمة، لافتًا أن المودة هي أقوى هذه الأركان لأن كلا الطرفين يسعى من خلالها بالتودد للآخر، وتعتبر تأكيدا للحب، كما أن الاستقرار الزوجي يتطلب الاحترام والأمان والتقدير.
وبيّن الدكتور المهدي أن ما يعرف بزواج الصالونات ليس بالزواج الفاشل كما يظنه البعض، وإنما قد يحالفه الكثير من التوفيق نظرًا لاعتماده على التناسب والتفكير العام للأسرة، خلاف الزواج القائم على المعرفة السابقة والحب، فقد تغلب على البنت عاطفتها في اختيار شريك حياتها على حساب المصلحة العامة، محذرًا من بعض الشخصيات حال الارتباط، ومنها الشخصية الشكاكة المتعالية سيئة الظن، والشخصية الوجدانية العاشقة لذاتها، وحذر كذلك من الشخص "الهستيري" الذي يهتم بالشكل والمظهر بشكل مبالغ فيه، لأنها شخصية فارغة من الداخل، مشددًا في تحذيره من الشخصية "الإدمانية"، وهي الشخصية الذواقة لكل شيء، والتي دأبت على التجربة والتذوق.
من جانبه، أكد الشيخ سيد عرفة، عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، أهمية اختيار الزوج والزوجة قبل اتخاذ قرار الزواج على المعايير التي حددها لنا الإسلام، موضحًا أن هناك مراحل قبل الإقدام على الزواج أولها اختيار شريك الحياة ثم الخطبة والزواج، مشيرًا إلى أن هناك معايير لاختيار شريك الحياة، وأنه يجب السؤال عن الشاب والفتاة قبل اتخاذ قرار الموافقة من جانب الأسر للتأكد من مسؤولية الاثنين وقدرتهم على القيام بالواجبات المنزلية والالتزامات الزوجية.
وعن تساؤلات الفتيات والتي دارت معظمها عن مدى نجاح الزواج في حالة انعدام التكافؤ بين الطرفين سواء كان اجتماعيًا أو ماليًا أو فكريًا؟؛ أجاب الدكتور "المهدي"، أن التقارب فى التكافؤ مهم جدا، حتى لا يصطدم الطرفان مع اختلاف العادات، وأسلوب الحياة، فلكل وسط عاداته وأسلوبه في إدارة حياته، وأبعاد هذه الإدارة ليست بينهما فقط وإنما تتخطي إلى نطاق الأسرة والبيئة، مشددًا أن التفاوت في التكافؤ يحدث مشاكل كبيرة لا يعالجها إلا الحب العميق بين الطرفين إن وجد.
ويهدف البرنامج تدريب وإرشاد وتأهيل عدد من المقبلين على الزواج على مهارات الحياة الزوجية وكيفية التعامل مع المشكلات والضغوط الحياتية التى يواجهها الزوجان، وتحقيق السعادة الزوجية والاستقرار الأسري للزوجين، والحد من ظاهرة الطلاق والتفكك الأسري و زيادة الوعي بأسباب السعادة الزوجية ومتطلبات الحياة الزوجية وطرق حل مشكلاتها، وذلك انطلاقا من أن الزواج هو الرافد الشرعي الوحيد لإخراج جيل من الأبناء الذين يكونون امتدادا للأجيال السابقة، وبسبب ارتفاع نسب الطلاق بين الشباب لأسباب راجعة فى أغلبها إلى قلة المعرفة وعدم التأهيل المناسب، لذا رأى الأزهر الشريف من خلال مركز الفتوى عقد الدورات التأهيلية للمقبلين والمقبلات على الزوج.
و يتوقع من المتدرب فى نهاية البرنامج أن يكون قادرًا على إدراك الحقوق والواجبات الشرعية المشتركة بين الزوجين، و فهم طبيعة كل طرف من الناحية النفسية والاجتماعية، و الإلمام بالمهارات والخبرات اللازمة للحياة الزوجية، والتعامل مع المشكلات المسببة لفشل الزواج.