كثير من الدول أدانت اعتداء روسيا على جارتها أوكرانيا، وقليل من الدول وافقت وأيدت الاعتداء.. وما بين الإدانة والتأييد والأمر الواقع توجد فجوة تمتلىء بدماء مئات القتلى والجرحى، ويسمع فيها نحيب النساء وأنين العجائز وصراخ الأطفال.
فالحرب تعنى فى مضمونها العميق أعمال القتل فى العسكريين برا بحرا وجوا باستخدام كافة الاسلحة التقليدية المتعارف عليها وهذا ما يحدث غالبا على الحدود أثناء اقتحام الدولة المهاجمة للدولة الآمنة، وفى حال نجاح الهجوم والوصول الى المدن الآهلة بالسكان فأعمال القتل لن يفرق بين العسكريين والمدنيين، فتكون النتائج وخيمة.. وهنا يبرر القتل والتدمير بمقولة "إنها الحرب".
وفى اوكرانيا نجحت القوات الروسية بتحييد القوات الجوية الاوكرانية وعبور الحدود برا وجوا..واستهدفت معظم مقرات الجيش الاوكرانى ومراكز القيادة والسيطرة والمطارات ومراكز الكهرباء ومحطات المياة ومضخات البترول وبناية التلفزيون الأوكرانى.
وما بين مبررات الجانب الروسي التى على أساسها اتخذ قادتها قرار القيام بالعملية الخاصة، وبين مفردات الأداء الحكومى الأوكرانى وتوجهاته.. نطالب الأمم المتحدة بوصفها المنظمة الدولية المنوط بها حفظ الامن والسلم العالمى أن تضطلع بدورها بمنع الحروب والبحث فى اسبابها والعمل على توفيق الاوضاع بين الدول.. والا يقتصر دورها على الإدانة او التأييد بعد حدوث الحرب.
وخاصة ان هناك خمس دول دائمة العضوية فى مجلس الأمن من حقها استخدام حق النقض ( الفيتو) لإجهاض أي قرار إدانة قد يصدر.
ونحذر أن هناك لأول مرة ظهور تهديدات صريحة ومعلنة بإمكانية استخدام أسلحة الردع النووى.. وهنا نطرح سؤالا: ماذا سيكون مصير البشرية إذا ما قامت دولتان بالحرب معا باستخدام اسلحة الردع النووى؟ والاجابة بديهية بانة لن تكون هناك حياة آمنة للبشر في أي مكان على الارض، وبالتبعية لن يكون هناك مجال للحديث عن الديمقراطية و حقوق الأنسان وغيرها من المصطلحات الحديثة والمستحدثة.
لذا وفي ظل امتلاك الكثير من الدول لأسلحة الردع النووي تكون هناك ضرورة ملحة للمواءمة فى عدالة توزيع وتقسيم الموارد الطبيعية.. وليس بالضرورة ان تكون هناك دول غاية فى الغنى ودول اخرى غاية فى الفقر.. وإلا سيكون الكل خاسر.