روسيا وأوكرانيا.. مفاوضات ثلاثة والعملية العسكرية مستمرة

روسيا وأوكرانيا.. مفاوضات ثلاثة والعملية العسكرية مستمرةمفاوضات ثلاثة والعملية العسكرية مستمرة

عرب وعالم9-3-2022 | 21:08

انطلقت المفاوضات بين روسيا و أوكرانيا على أمل إيقاف الحرب التى شنتها روسيا على أوكرانيا، وتقدمت بعض الدول بالوساطة للحد من الحرب الروسية، فيما قال الرئيس الأوكرانى إن القضايا الرئيسية فى المفاوضات هى وقف فوري لإطلاق النار وانسحاب القوات الروسية من أوكرانيا، لكن البلاد لا تزال تشهد قصفًا عنيفًا وخسائر فادحة. فإلى أى مدى وصلت المفاوضات فى تحقيق هدفها المنشود؟

الجولة الأولى صعبة


تحدث المسؤولون مباشرة، وجها لوجه لأول مرة على الحدود البيلاروسية الأوكرانية منذ أن شنت روسيا عملية عسكرية تجاه أوكرانيا، واستمر الاجتماع عدة ساعات قبل أن يتوجه المسؤولون إلى عواصمهم لمناقشة المفاوضات، وقال ميخايلو بودولاك، مستشار الرئيس الأوكرانى زيلينسكى: "المفاوضات كانت صعبة".

وكتب بودولاك على تويتر: "لسوء الحظ، لا يزال الجانب الروسى متحيزًا للغاية فيما يتعلق بالعمليات المدمرة التى أطلقها". وكانت المفاوضات هى أول محادثات مباشرة بين المسؤولين الأوكرانيين والروس منذ بدء الحرب، واجتمعت الوفود على طاولة طويلة مع العلم الأوكرانى باللونين الأزرق والأصفر على جانب والألوان الثلاثة الروسية على الجانب الآخر.

يذكر أن أوكرانيا أرسلت وزير دفاعها ومسؤولين كبار آخرين، من جانب أخر، الوفد الروسى كان بقيادة مستشار بوتين للثقافة، وهو مبعوث غير محتمل لإنهاء الحرب وربما مؤشر على مدى جدية موسكو فى المحادثات.

واختتمت الجولة الأولى من المفاوضات الأوكرانية الروسية الهادفة لإنهاء القتال دون اتفاقات تدخل حيز التنفيذ. وبعد عدم وصول الجولة الأولى من المفاوضات إلى نتائج ملموسة، اجتمع الجانبان مرة أخرى فكانت الجولة الثانية.

الجولة الثانية ممرات آمنة


في اليوم السادس من الحرب، قرر الجانبان عقد جولة ثانية، وقال السفير الروسي: "موسكو ترغب في نزع السلاح من أوكرانيا"، حيث تراجع عدد أعضاء الوفد الأوكراني في الجولة الثانية، وفقاً لما كشفته صورة اللقاء، سواء مقارنة بعدد أعضاء الوفد الروسي، أو حتى بعدد أعضاء الوفد الأوكراني نفسه في الجولة الأولى، وربما كانت الدلالة الأساسية في هذا السياق، هى أن أوكرانيا لا ترى أن المفاوضات، في الوقت الحالي، يمكن أن تفضي إلى نتائج بارزة، أكثر من الاتفاق على إنشاء ممرات آمنة، خاصة بعد أن سيطرت القوات الروسية على مدينة خيرسون، بالتوازي مع تأكيد بوتين على استمرار العملية العسكرية.

وقد لا ينفصل ذلك بدوره عن احتمالين: أولهما، أن أوكرانيا لم تستقر على النمط الأفضل للتفاوض مع روسيا، وهو ما يوحي به العرض الجديد الذي طرحه الرئيس الأوكراني، في 3 مارس الجاري، بإجراء مفاوضات مباشرة مع الرئيس الروسي فيلاديمير بوتين.

وكان لافتاً أن زيلينسكي ركز في تصريحاته على ما تكشف عنه الصورة من رسائل. فقد أشار زيلينسكي ساخراً إلى المائدة الطويلة التي يعقد عليها بوتين اجتماعاته سواء مع المسئولين الروس أو الأجانب، ووجه حديثه إلى الأخير بقوله: "اجلس معي للتفاوض.. فقط ليس على بعد 30 متراً. أنا لا أعض. ما الذي تخشاه؟".

وثانيهما، أن أوكرانيا تسعى إلى كسب الوقت أملاً في أن تحصل على مستوى أعلى من الدعم الغربي، على أساس أن ذلك يمكن أن يساعد في إبطاء التقدم الروسي وبالتالي يربك حسابات موسكو ويعزز الموقع التفاوضي لكييف.

وقد بدا أن روسيا بدأت في رفع سقف مطالبها من الغرب، حيث طالب زيلينسكي الدول الغربية بفرض حظر جوي على أوكرانيا، أو على الأقل إمدادها بطائرات مقاتلة.

الأوراق البيضاء
وأوضحت الصورة التي التقطت لمفاوضات الجولة الثانية أن الأوراق الموضوعة أمام الوفد الروسي كانت تتضمن نقاطاً عدة مكتوبة، في حين كانت الأوراق الموضوعة أمام الوفد الأوكراني بيضاء، ويعني ذلك في المقام الأول، أن الوفد الروسي ركز على الشروط التي سبق أن حددتها روسيا للوصول إلى تسوية للأزمة، وهى تبني أوكرانيا سياسة محايدة في علاقتها بحلف "الناتو"، والاعتراف بسيادة روسيا على القرم، ونزع سلاح أوكرانيا، وبدا أن ذلك يمثل محاولة من جانب موسكو لاستغلال الموقف الميداني من أجل ممارسة ضغوط أكبر على كييف، ودفعها إلى الاستجابة لشروطها.

وكان الجيش الروسي حريصاً على المسارعة في السيطرة على مدينة خيرسون، وهى إحدى المدن الكبرى في جنوب أوكرانيا، بهدف تعزيز الموقع التفاوضي للوفد الروسي، وتمكينه من ورقة ضغط إضافية في مواجهة الوفد الأوكراني، قبيل ساعات من انعقاد الجولة الثانية من المفاوضات.

في اختتام هذه الجولة الثانية، يمكن القول إن صورة المفاوضات، قد تكون قد كشفت عن محاولة لـ"التهدئة" في ظل حرص المشاركين على تبادل المصافحة، فإنها في النهاية لم تخل من معانٍ تشير بدورها إلى أن العملية العسكرية والمفاوضات ما زالت، على الأرجح، في بدايتها.

الجولة الثالثة في بيلاروسيا

وفى الجولة الثالثة من المفاوضات، قال ممثل أوكرانيا ديفيد أراخاميا، إنه يمكن التوصل إلى اتفاقات بين البلدين حول جميع القضايا تقريبا باستثناء مطالب روسيا حول الاعتراف بتبعية شبه جزيرة القرم إليها، واستقلال جمهوريتي دونيتسك ولوجانسك.

وكانت روسيا أكدت تركيز مفاوضات الجولة الثالثة على أن مناقشات موضوع التسوية السياسية الداخلية في أوكرانيا والجوانب الإنسانية الدولية والقضايا العسكرية.

يشار إلى أن مفاوضات الجولة الثالثة كانت في اليوم الحادي عشر من الحرب الروسية الأوكرانية، كما فرضت دول أوروبية وغربية وأمريكية، عقوبات اقتصادية ضخمة على روسيا واستهدفت تلك العقوبات أيضا قيادت موسكو على رأسهم الرئيس بوتين ووزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف.

أضف تعليق

تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2