قالت مجلة ”ناشيونال إنترست“ الأمريكية، إن سياسة الرئيس جو بايدن في التقرب من خصوم سابقين، وخاصة فنزويلا وإيران لتعويض النقص في إمدادات النفط بسبب العقوبات على روسيا، قد تؤدي بالنهاية إلى خفض الأسعار بعد ارتفاعها الحاد.
وأضافت المجلة في تقرير الأربعاء: ”التزام بايدن بتخفيف الاعتماد على إنتاج الطاقة الروسي أثار موجة من التحركات الدبلوماسية بين الولايات المتحدة والعديد من الدول المنتجة الكبرى للنفط والغاز، خاصة قطر والمملكة العربية السعودية وفنزويلا وإيران“.
وأشارت إلى أن ”علاقات واشنطن مع الرياض تظل مهمة حتى ولو لم تعد كما كانت من قبل“، لافتة إلى أن ”استعداد الرئيس السابق دونالد ترامب لتنمية علاقات وثيقة مع السعوديين أدى إلى مزيد من التقبل في الرياض خلال فترة إدارته، إذ زادت السعودية إنتاجها النفطي في أواخر العام 2018 ثم خفضت الإنتاج منتصف 2020 استجابة لطلب واشنطن“.
وقالت المجلة: ”لكن العلاقات ليست كما كانت من قبل، وإذا سافر بايدن إلى الرياض لطلب زيادة في إنتاج النفط هناك احتمال بأن يخيب أمله“.
وأضافت: ”هذا يقودنا إلى فنزويلا، الخصم القوي للولايات المتحدة الذي يتمتع بعلاقات قوية مع روسيا، والذي طالما أزعجته العقوبات الاقتصادية الأمريكية“.
ورأت المجلة، أنه ”ليس هناك حب ضائع بين الولايات المتحدة وحكومة نيكولاس مادورو، لكن الحقيقة هي أن ترامب، وليس بايدن، سعى إلى تغيير النظام في كاراكاس وفرض العقوبات التي يريد مادورو رفعها الآن“.
ونتيجة لذلك، في محادثات هذا الأسبوع مع الولايات المتحدة، أشارت كاراكاس إلى حماسها للتقارب وزيادة إنتاج النفط، ثم أطلقت سراح اثنين من المواطنين الأمريكيين المسجونين بحسب المجلة“.
وقالت المجلة: ”لكن التوصل إلى اتفاق سيكون قولا أسهل من الفعل إذ يواجه بايدن بالفعل طوفانًا من الانتقادات من الحزبين في واشنطن بشأن التعامل مع نظام مادورو“.
وبالنسبة لإيران، أوضحت المجلة أن الغزو الروسي لأوكرانيا وتوتر العلاقات الأمريكية- الروسية خلق عقبات إضافية للتوصل إلى اتفاق نووي.
ونبّهت المجلة إلى أن المسؤولين الروس، أصروا الأسبوع الماضي، على أنه يجب على الولايات المتحدة تقديم ضمانات بأن العقوبات الغربية لن تعيق تجارتها مع إيران بعد استعادة الاتفاق، ورد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين بأن العقوبات الأمريكية على روسيا ”لا علاقة لها“ بإيران.
وقالت: ”موقف روسيا منطقي، ووفقا لوزير النفط الإيراني، إذا عاودت طهران وواشنطن دخول الاتفاق النووي ورفعت العقوبات الأمريكية، ستصل إيران إلى طاقتها الإنتاجية القصوى للنفط في غضون مدة تتراوح بين شهر إلى شهرين“.
وتابعت المجلة: ”بالنظر إلى أن إيران تمتلك رابع أكبر احتياطيات نفطية في العالم، فإن الإنتاج الإيراني الإضافي يمكن أن يساعد في استقرار سوق النفط وخفض الأسعار، وبالتالي تقليل إيرادات موسكو مع الاستحواذ أيضًا على جزء من حصة روسيا في السوق“.