محمية سالوجا وغزال.. خمس حرائق في 20 عاما

محمية سالوجا وغزال.. خمس حرائق في 20 عاماأسوان

أعاد حريق محمية سالوجا و غزال الى الاذهان مأساة بيئية تكررت خمس مرات في العقدين الاخيرين وبما ان الحريق الذي اندلع مساء أمس لم يتم حصر خسائره حتى ساعته وتاريخه الى ان ما حدث عام 2003 كان الحريق الأكثر تأثيرًا، وبحسب مصادر في وزارة البيئة فإن هذه ال حرائق أغلبها بسبب تطاير شرار النار من الجزر المجاورة، فتصل للبوص على أطراف المحمية فتتسبب فى الحرائق، وهذا البوص له فوائده فى تثبيت حواف المحمية ضد النحر والتآكل، كما أن الطيور المقيمة والمهاجرة تتغذى وتتكاثر عليه وتبنى أعشاشها بداخله.

+63+6

حرائق أسوان

وبالرغم من ان إدارة المحمية تضع نظام تأمين لمنع حدوث حرائق لأن الخسائر كانت فادحة خاصة ان تلك النباتات معمرة من سنين طويلة، والكثير منها ينمو ذاتياً، وإعادة التأهيل الماضية استغرقت أوقاتاً وجهوداً مضنية، وتم تعويضها عن طريق الشتلات والبذور وأغلبها كان من العشبيات.

وبسبب تكرار ال حرائق في سالوجا و غزال فقد أطلق عليها من قبل المحمية الشهيدة، فالنيران استعرت فى سالوجا و غزال أكثر من أربع مرات فى 15 سنة فقط (فى الفترة من 2003 إلى 2017) وفى كل مرة تدمر أعداد كبيرة من أشجارها النادرة، ويعاد تأهيلها مرة أخرى بجهود الدولة ووزارة البيئة.

653

حريق محمية سالوجا

واكد مصدر بوزارة البيئة ان الوزارة لديها سجل بكافة انواع النباتات والحيوانات التي توجد على الجزيرة سواء المتواجدة بشكل دائم او تلك الزائرة وهو الامر الذي يتيح امكانية اعادة تأهيل المحمية مرة اخرى.

واوضح أحد سكان الجزر النيلية ان المحمية تخسر العديد من الاشجار والنباتات النادرة بسبب مثل هذه ال حرائق وخاصة النباتات العطرية والتي عادة ما تكون سريعة الاشتعال، موضحًا ايضا ان مثل هذه ال حرائق عادة ما تحدث بسبب عنصر بشري عن دون قصد، ولكن ايضا هناك شائعات قوية تتردد منذ سنوات طويلة ان ال حرائق بفعل فاعل بقصد تعرية الجزيرة وتفريغها من كنوزها الطبيعية لاستثمارها سياحياً، هذا ما كان يتردد عقب كل حريق، ثم يذهب الملف للقضاء،وهو الامر الذي يطرح اسئلة حول اهمية تأمين المحمية وجزر النيل التي تعد من ثروات مصر الطبيعية.

ومن المعروف ان حرائق الغابات تحدث لعدة أسباب من بينها: إشعال النيران في المخيمات والمعسكرات، وإشعال النيران في الهواء الطلق، وحرق الأخشاب وأوراق الأشجار بعد تنظيف الحدائق، وإلقاء السجائر المشتعلة دون إطفائها، وإطلاق الألعاب النارية في الأماكن القريبة من الغابات.

وتبلغ مساحة محمية سالوجا و غزال ما يقرب من نصف كيلو متر عبارة عن مجموعة جزر في نهر النيل وتقع المحمية وبالتحديد عند الشلال الأول على بعد حوالي 3 كم شمال خزان أسوان وجنوبا منها توجد جزيرة سهيل، أما شمالا فتوجد جزر أسبونارتي وآمون والحديقة النباتية.
وتشير المصادر الى ان اسم محمية سالوجا و غزال مأخوذ من أهم جزيرتين في المحمية حيث ان كلمة سالوجا تعني باللغة النوبية "شلال" وكلمة غزال تشير الى ال غزال المصري الذي كان يتواجد بكثرة في تلك المنطقة ويعيش بجانب النهر ، وهناك رأي اخر ان الاسم يشير إلى أحد النباتات القديمة التي كانت تنمو على هذه الجزر وليس الحيوان المعروف.

وتحوي المحمية على 94 نوعاً نادراً من النباتات الطبية والعطرية، وأكثر من 60 نوعاً من الطيور النادرة والمهددة بالانقراض على المستوي الدولي، بالإضافة إلى 15 نوعاً من الثدييات، مثل: الجمال والماعز والحمار البري والغزلان والضباع، والثعلب الاحمر المهدد بالانقراض، وبالنسبة لأهم الطيور، المهددة منها بالانقراض مثل دجاجة الماء الأرغوانية، وطائر الواق، و العقرب النسري والإوز المصري، والهدهد، والوروار، وعصفور الجنة، والبلبل كما يعيش بها عدد أخر من الطيور مثل: الحباري، والصقور، والحجل، والرخمة، والعقاب، والبط، والنعام، أيضا هناك نباتات دائمة الخضرة وأخري موسمية، وبعض هذه النباتات خاص بجزر النيل لا ينبت خارجها.

وتتميز المحمية بمناظر طبيعية خلابة تجمع ما بين الغطاء النباتي الهادئ غالباً والمسطح المائي لنهر النيل مما جعل منها مزارًا سياحيا مهما ومقصدًا لعشاق مراقبة الطيور وهجراتها وعلى رأسهم الامير الياباني تاكامادو الذي كان يعشق محمية سالوجا و غزال ويقضي فيها ايام.

أضف تعليق

وكلاء الخراب

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2