لا حديث فى الشارع أو مواقع التواصل الاجتماعى إلا عن هذا الغلاء وهذه الارتفاعات المبالغ فيها لأسعار الكثير من السلع.. وطبعًا عندهم حق.. فالكل يئن ويشكو من هذه الارتفاعات غير المبررة.. ولدرجة أن البعض كتب على مواقع التواصل متهكمًا: "حد يفهم التجار أن شهر شعبان ترفع فيه الأعمال مش الأسعار"، والغريب أن هذه الارتفاعات فى الأسعار تأتى فى الوقت الذى عملت فيه الدولة كل جهدها للسيطرة على الأسعار بتوفير السلع وتأمينها للاحتياطى الاستراتيجى للسلع الأساسية كالقمح وغيره لـ 4 شهور قادمة لمواجهة أى تداعيات أو تأثيرات للحرب الروسية الأوكرانية على تحريك الأسعار وحتى لا يتأثر بها المواطنون وخاصة 3.
إذن.. لماذا ارتفعت الأسعار بهذا الشكل المبالغ فيه؟!.. الإجابة بأن هذه الارتفاعات مفتعلة حيث قام البعض من التجار بتحريك الأسعار من تلقاء أنفسهم وبدون داع مستغلين حجة هذه الحرب كشماعة لتبرير رفعهم للأسعار (!!).. وكأنهم كانوا ينتظرون هذه الحرب لتحقيق مكاسب شخصية من دم هذا الشعب.. مما ذكرنى بالمثل الشعبى الدارج: "مصائب قوم عند قوم فوائد".
وما يدعو للعجب والحيرة أيضًا أن السلع والخضراوات وغيرها التى شهدت مؤخرًا هذه الارتفاعات هى فى الأساس منتجات محلية الصنع.. ونتاج لأرضنا الزراعية (!!).. فقد زادت أسعار المكرونة والزيت والبقوليات والبيض والدواجن واللحوم وحتى الخضراوات لم تسلم هى الأخرى من هذه الارتفاعات غير المبررة.
إننا لا نغفل التداعيات الهائلة لهذه الحرب على الاقتصاد ليس فى مصر وحدها وإنما فى العالم كله.. فمصر جزء من العالم.. ولابد أن تتأثر بهذه التداعيات فى أسعار بعض السلع عاجلاً أو آجلاً.. لأننا فى مصر نستورد قرابة 40% من القمح من أوكرانيا والكثير من السلع من روسيا باعتبارهما من أكبر الدول المُصدّرة للمواد الغذائية.
وإننى أتوقع أن يشهد رغيف العيش وبعض السلع تحركًا فى الأسعار بعد انتهاء المخزون الاحتياطى للقمح وغيره لأنها ستكون وفقًا للأسعار العالمية الجديدة.
الأمر يتطلب أن يكون للأجهزة الرقابية دور فعّال فى هذه المرحلة لمراقبة الأسعار.. ومراقبة الأسواق والضرب بيد من حديد على كل من يستغل الظروف ويرفع الأسعار بدون مبرر.. وأن تكون هناك عقوبات رادعة على التجار الجشعين.. ويكون هناك رقم تليفون للإبلاغ عن كل من يرفع الأسعار إضافة إلى تفعيل دور المجمعات الاستهلاكية والوحدات المتحركة وتزويدها بالسلع الغذائية والدواجن واللحوم والبيض وغيرها لكبح جماح هذه الارتفاعات وهؤلاء التجار الجشعين.