أجرى أطباء أمريكان تجربة جديدة لزرع خلايا الغدة الصعترية في جسد رضيع أُجري له عملية زرع قلب، لمنع الجسد من رفض العضو المزروع.علم والد أيستون سينامون أن الجراحة لن تكون كافية لإصلاح الصمام التالف في قلب طفله الرضيع.
وأخبرهما أن طفلهما سيحتاج إلى عملية زرع قلب، مما يعني أنه ربما يستمر في تناول الأدوية المثبطة للمناعة لبقية حياته، حتى لا يرفض جهاز المناعة في جسمه العضو المزروع.
ولكن كان لدى أيستون أيضاً حالة أخرى جعلته مرشحاً متميزاً لإجراء جديد، لأن الغدة الصعترية لديه كانت لا تعمل بشكل صحيح.
وتعد الغدة الصعترية جزءاً من جهاز المناعة وتنتج الخلايا التائية، التي تقوم بدوريات في الجسم وتحدد الخلايا الأصلية في الجسم وأي الخلايا الخارجية التي يجب مهاجمتها.
لكن الغدة الصعترية لأيستون لم تنتج نفس الخلايا التي ترفض العضو المزروع، ما جعله مرشحاً مثالياً لإجراء عملية جراحية تجريبية، لم يتم إجراؤها على البشر مطلقاً، حيث سيتَلقَّى كلاً من القلب وزرع الغدة الصعترية من نفس المتبرع.
وقال الدكتور جوزيف توريك، رئيس جراحة قلب الأطفال في مستشفى جامعة ديوك: "هناك احتمال أنه من خلال أخذ الغدة الصعترية من المتبرع نفسه، سيتعرف الجسم على القلب باعتباره غير دخيل.
وأجرَى توريك وفريقه عملية زرع قلب أيستون في أغسطس، عندما كان عمره 6 أشهر، و في الوقت نفسه، بدؤوا في زراعة خلايا من الغدة الصعترية للمتبرع في المختبر.
وبعد أسبوعين، أزالوا الغدة الصعترية من الرضيع واستبدلوها بالخلايا المزروعة التي نمت لتصبح غدة جديدة.
وقال توريك: «يمكن تكوين نظام مناعة جديد تماماً، بدءاً من نقطة الصفر حتى يتمكن هذا العضو الجديد من النمو جنباً إلى جنب مع الغدة الصعترية الجديدة ويتم التعرف عليه على أنه أصيل غير مزروع».
وإذا نجح ذلك وتعرف جهاز المناعة في أيستون على قلب المتبرع، قد يكون الطفل قادراً على العيش دون تناول مثبطات المناعة.
وعلى الرغم من أنه يمكن لمتلقِي الزرع في كثير من الأحيان خفض جرعاتهم من الأدوية المثبطة للمناعة بمرور الوقت، إلا أن الأدوية يمكن أن تكون سامة وتؤدي إلى مرض السكري ومشاكل الكلى والسرطان. كما تجعل الأدوية الأشخاص عرضة للإصابة بالعدوى، بما في ذلك كوفيد.
ولكن الدكتورة خديجة بريثيت، اختصاصية أمراض القلب بجامعة إنديانا، قالت إن جهاز المناعة في الجسم لا يقتصر فقط على الغدة الصعترية، لأن نخاع العظام ينتج أيضاً الخلايا التائية.
وأضافت أنه «ليس من الواضح ما إذا كان استبدال الغدة الصعترية سيكون كافيًا لتقليل الحاجة إلى كبت المناعة لدى المراهقين والبالغين.»
ويوجد حوالي 75000 أمريكي على قائمة انتظار للتبرع بالأعضاء، ولكن يتوفر حوالي 8000 فقط كل عام، وفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها.
ويواجه جميع الأشخاص الذين يحتاجون إلى زراعة أعضاء قائمة انتظار طويلة ونقصاً خطيراً في التبرعات، لكن المشكلة تتفاقم بشكل خاص في حالات الأطفال والرضع.