قال الدكتور مبروك عطية، أستاذ الشريعة الإسلامية ب جامعة الأزهر إنه إذا كان المقصود بالعالم الآخر عالم الجن، فلا ولد من الجن ولا بنت من الجن ولا معاشرة بين جن وأنسية، "يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها"، مشيرًا إلى أن الله سبحانه وتعالى لم يخلق حواء من العالم الآخر وإنما من نفس آدم، فالله سبحانه وتعالى خلق البشر من طين، والجن خلقه الله من نار، ويؤكد عطية أنهما لا يختلطان ولا يتزوجان.
وأكد عطية أن القرآن والسنة قيدوا هذا الخيال الواسع وضبطوه، وجعلوا الإنسان حكمًا على نفسه، فإن هاج خياله استغفر الله فهدأت نفسه،
وأضاف عطية أن السبيل الذي أنشاه الله للذرية هو الزواج بين الرجل والأنثى، فتتزوج الأنثى من رجل سليم الدين القادر ماديًا على الانفاق، الراغب في معاشرة النساء، وهو زواج شرعي تحكمه آية الشورى: " لِّلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ ۚ يَهَبُ لِمَن يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَن يَشَاءُ الذُّكُورَ، أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا ۖ وَيَجْعَلُ مَن يَشَاءُ عَقِيمًا ۚ إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ"، أي عليم بما يصلح عباده من الإناث أو الإناث والذكور أو يجعله عقيمًا بلا ولد، فالخير فيما أختاره الله لعباده.
وحذر عطية جميع الناس من الوحدة، فهي تسبب للإنسان خيالًا بعيدًا وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "الواحد شيطان"، وذلك لأنه وحده مع الأفق الواسع بخلاف ما إذا كان معه أحد يكلمه ويناقشه ويؤنسه ويذهب عنه شيطانية الوحدة، قائلًا أن الذين اختاروا الوحدة تحت زعم أنها خير من جليس السواء فليس كل الناس جليس سوء وليس كل زواج فاشلًا وليس كل مجتمع محبطًا، "نتخير ونحسن الاختيار على الدين لأنه منهج حياة"، وأكد عطية في نهاية حديثه أنه لا ولد بلا زوج