شهر شعبان هو شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان، وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين فما سر اهتمام رسول الله ب شهر شعبان ؟
وكان فيه تحويل القبلة من بيت المقدس الى الكعبة المشرفة في شهر شعبان بداية مرحلة هامة وجديدة في تاريخ الدعوة الإسلامية حيث اتحد المسلمون على قلب رجل واحد.
ويقول الدكتورعبد الحليم منصور أستاذ الفقه المقارن بجامعة الازهر: شهر شعبان من الشهور التي لها مزية خاصة في نفوس المسلمين عموما لانه شهر تم فيه تحويل القبلة وشهر خص بمزيد من اهتمام رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه بكثرة العبادة، فعن ابى سلمة ان عائشة رضى الله عنها قالت: لم يكن النبى يصوم شهرا اكثر من شعبان فإنه كان يصوم شعبان كله، كان يصوم شعبان الا قليلا، وقال الامام ابن حجر رحمه الله "في الحديث دليل على فضل الصوم في شعبان"، ويرجع اهتمام رسول الله صلى الله عليه وسلم ب شهر شعبان لعدة أمور منها انه شهر يغفل الناس عنه بين رجب أحد الأشهر الحرم وبين رمضان المعظم، ومنها أيضا انه موعد رفع الأعمال السنوي الى الله عز وجل وكلما كان المسلم على طاعة في هذا الشهر كان عمله أرجى للقبول من الحق سبحانه وتعالى ،
وأوضح الدكتور أحمد عمر هاشم عضو هيئة كبار العلماء أن تحويل القبلة من الكعبة أولا الى بيت المقدس ثم من بيت المقدس الى الكعبة المشرفة له كثير من الدلالات منها ان الاتجاه من قبل كان الى الكعبة ثم أمر بعد الهجرة بالتوجه الى بيت المقدس لعل اليهود يتبعونه ويوفون بعهودهم وهى صورة من صور التسامح مع اهل الكتاب لحمة تربوية من الله تعالى في قوله تعالى (وما جعلنا القبلة التي كنت عليها إلا لتعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه ).
تحويل القبلة
وأضاف هاشم ان ليلة النصف من شعبان تعد بمثابة احتفالية بذكرى تحويل القبلة من بيت المقدس الى الكعبة المشرفة اعلانا لسماحة الدين وترابط الناس أجمعين.
وتابع: كما يتضح فضل ليلة النصف من شعبان وان لها منزلة كريمة ومكانة عظيمة فهى احدى الليالى التي ترفع فيها الاعمال الى رب العالمين، وقد وردت نصوص من الاحاديث النبوية الشريفة توضح فضل ليلة النصف من شعبان، فعن على كرم الله وجهه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (اذا كانت ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلها وصوموا نهارها فإن الله تعالى ينزل فيها الى سماء الدنيا فيقول ألا من مستغفر فأغفر له ؟ ألا من مسترزق فأرزقه ؟ ألا من مبتلى فأعافيه ؟ ألا كذا وكذا حتى يطلع الفجر. في هذا الحديث ان الله تعالى يجيب في هذه الليلة دعاء السائلين ويحب من عباده ان يتوجهوا اليه بالدعاء.