تباين الثقافات

تباين الثقافاتمحمد ناصر

الرأى14-3-2022 | 17:25

ظهر الاحتفاء ب الهوية المصرية فى فيلم العز بهدلة بمشاهد للطقوس الشعبية فى الأفراح المصرية وعيد شم النسيم، وناقش فيلم مبروك بالنقد تجربة شاب مصري يعمل فى البحرية انبهر بالثقافة الأوروبية، ويريد أن تسير خطيبته بنت الحارة حلاوة على نهج الحياة الغربية.
وفى فيلم الحل الأخير تهكم على ميوعة الشباب التى كانت شكلا من أشكال التقليد الأعمى لعادات التفرنج فى تلك السنوات وهذه رسائل أخرى فى أفلام تلك الفترة والأهم.. فى سينما الثلاثينيات الكوميدية الضحك فيها كان تقريعا بقصد التنبيه إلى مفردات الهوية المصرية والعربية أو التهكم على التفرنج..
وأسست سينما هذه الفترة بكاركتر فوزي الجزايرلى (بحبح) لظهور ثابت للجلابية (أبرز مفرد من مفردات الشخصية المصرية) فى السينما لعقود.. ابن البلد الذكي الجدع المناكف أحيانًا. عبد الفتاح القصري من بعد الحرب العالمية الثانية حتى نهاية الستينيات..
حضور رائع لابن البلد حققه محمد رضا على شاشة السينما من بعد ثورة يوليو 1952 وحتى التسعينيات.. كما تضمنت الأفلام رسائل أخرى (بالنسبة لمشاهدى هذه الأفلام من الجيل الجديد هي تاريخ حي)..
تكلفة الشياكة العصرية بدلة وقميص وكرافتة فى فيلم المندوبان 150 قرشا وأجرة تهذيب الشعر عند الحلاق 8 قروش، يومية الخادم فى بيوت الخواجات 4 قروش..
والرسالة الأهم (لأنها مازالت حكمة حيّة حتى اليوم ) فى فيلم الدكتور فرحات.. امتلاك لغة أجنبية يحتاجها السوق مهارة منحت شاب ترجمان حرية ترك العمل فى لوكاندة لرفض صاحبها زيادة أجره 3 جنيهات..
والمتابع لسينما تلك الفترة المتوقف على كم السباب بـ (الكلب) فى أفلامها يعرف أن فاتن حمامة عندما نطقت يابن الكلب فى فيلم الخيط الرفيع فى السبعينيات لم تكن هي أول مرّة نسمع فيها هذه الألفاظ فى حوار الأفلام!
أما أروع جملتين تضمنهما فيلم سلامة فى خير..
يا أم ستوتة يا روحي
أم ينى.. ياختي
جملتان فى حوار الفيلم بين زوجة سلامة وجارتها فى السكن بالحارة اليونانية..
أخوة تحترم تباين الثقافات والتنوع فى تركيبة مصر السكانية وقتها.. جنسيات من دول مختلفة ومواطنين بديانات متعددة كلهم فى تعايش ضمن نسيج وطن واحد.

أضف تعليق