سلطت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية الضوء على تكثيف الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب و الحزب الجمهوري انتقاداتهم للنظام القضائي الأمريكي، بعد أن أصبح ترامب أول رئيس يُدان بارتكاب جناية؛ ما يرفع حدة الأجواء السياسية المتدهورة بالفعل، في وقت يتنامى فيه شعور عدم الثقة في المؤسسات الديمقراطية بين الأمريكيين.
وذكرت الصحيفة -على موقعها الإلكتروني اليوم الأحد- أن ترامب رأى أن إدانته من قِبَل هيئة محلفين في مانهاتن، يوم الخميس الماضي، هي دليل على أن حلفاء الرئيس الأمريكي جو بايدن من الحزب الديمقراطي يستخدمون المحاكم لمحاولة الإضرار بترشح ترامب للبيت الأبيض مرة أخرى.
ووصف ترامب الوضع -في تصريحات تلفزيونية اليوم- بأنه "تسليح لوزارة العدل ومكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي).. هذا كله يأتي من واشنطن (في إشارة إلى البيت الأبيض)"، كما اتهم ترامب مرارًا القاضي خوان ميرشان -الذي ترأس المحاكمة- والمدعي العام لمنطقة مانهاتن ألفين براج -وهو الديمقراطي الذي رفع القضية ضده- بأنهما متضاربان وتدفعهما السياسة.
ونوَّهت الصحيفة بأن بايدن ليس لديه أي سلطة على محاكم الولاية، لافتة إلى أن فريق ترامب القانوني -مثل أي متهم جنائي- حصل على حرية واسعة في اختيار هيئة المحلفين، والطلبات القانونية والاستئنافات، موضحة أن الولاية القضائية في مانهاتن ديمقراطية إلى حد كبير، وهي حقيقة أشار إليها ترامب في وقت سابق باعتبارها تحديًا له.
من جانبه، قال المدعي العام السابق لمنطقة مانهاتن ساي فانس، اليوم الأحد، إن "القاضي خوان ميرشان صادق، وتعامل مع محاكمة صعبة للغاية بيد محايدة، وأعطى الرئيس ترامب أقصى فائدة يحق له الحصول عليه بموجب القانون"، بحسب ما نقلته الصحيفة.
وأشارت الصحيفة إلى أن هجمات الحزب الجمهوري ضد النظام القضائي الأمريكي تأتي مع تراجع الثقة في مجموعة متنوعة من المؤسسات الحكومية، وفقًا لأحدث استطلاعات الرأي، حيث كشف استطلاع العام الماضي عن أن 43% من الأمريكيين لديهم ثقة ضعيفة في نظام العدالة الجنائية، مقارنة بـ31% في عام 2015 قبل تولي ترامب منصبه.
وواجه ترامب 4 قضايا جنائية بتهم تتراوح بين تعامله مع وثائق سرية ومحاولة إلغاء انتخابات عام 2020، وأدانت هيئة المحلفين في مانهاتن ترامب بارتكاب 34 جناية، منها تزوير سجلات للتغطية على أموال رشوة، ومن غير المتوقع أن تتم محاكمته في القضايا الثلاث الأخرى إلا بعد انتخابات الرئاسة الأمريكية في نوفمبر المقبل.