خبير آثار يطالب بحسن توظيف واستثمار تراث سيناء الثقافي والطبيعي واللامادي

خبير آثار يطالب بحسن توظيف واستثمار تراث سيناء الثقافي والطبيعي واللاماديآثار سيناء

ثقافة وفنون27-4-2024 | 12:46

عقدت أمسية تفاعلية أونلاين عبر تطبيق زووم تحت عنوان "سيناء مهد الأديان والحضارات وأرض التضحيات" 25 إبريل الجاري، والذي نظمها المجلس الأعلي للثقافة وأدارها المهندس زياد عبد التواب مساعد أمين عام مجلس الوزراء لنظم المعلومات والتحول الرقمي وعضو اللجنة، وشارك بها 17 متخصص في العلوم السياسية والتكنولوجيا والإعلام والتاريخ والآثار والجغرافيا والأدب وأدب الطفل والدراما والفنون وعلم الاجتماع.

وذلك تحت رعاية الدكتورة نيفين الكيلاني وزيرة الثقافة ، وبدعوة من الدكتور هشام عزمي الأمين العام للمجلس الأعلي للثقافة ؛ وفي إطار الاحتفالات بالذكري 42 لـ تحرير سيناء .

وأشار خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان عضو المجلس الأعلي للثقافة لجنة التاريخ والآثار، رئيس حملة الدفاع عن الحضارة المصرية وأحد المشاركين بالأمسية إلي أن مداخلته عن آثار سيناء عبر العصور تضمنت وضع التراث العالمي بسيناء، بخصوص التراث العالمي الثقافي، فالمسجل منه مدينة سانت كاترين، وهناك ممتلكات بسيناء موضوعة علي القائمة المؤقتة لليونسكو عام 1994 مثل معبد سرابيط الخادم وتل المشربة بدهب وآثار وادي فيران ودير رايثو أو دير الوادي، وعام 2002 رأس محمد بشرم الشيخ، وعام 2003 قلعة صلاح الدين بجزيرة فرعون بطابا، قلعة الجندي برأس سدر، طريق الحج إلي مكة المكرمة وقلعة نخل .

وطبقًا لاتفاقية اليونسكو عام 1972 المتعلقة بحماية التراث العالمي الثقافي والطبيعي، فإن الدول تختار من قوائمها المؤقتة ممتلكًا لإعداد ملف لتقديمه للجنة التراث العالمي وفقًا لمعايير الاستثنائية المحددة ليتم تقييمه وقبوله أو رفضه وتجتمع اللجنة كل عام ومنذ عام 2002 لم تتقدم مصر بأي ملفات للتراث الثقافي.

ومن هذا المنطلق أوصي الدكتور ريحان في الأمسية باختيار معبد سرابيط الخادم من هذه القائمة لإعداد ملف تسجيله طبقًا للمعايير المتعارف عليها باليونسكو والبدء في مشروع ترميم وتوثيق نقوش المعبد وتقديمه هذا العام، ويرجع تاريخ البناء إلي الأسرة الثانية عشرة (1985-1795ق.م) وظل مستخدمًا حتي فترة حكم الرعامسة (1307-1070 ق.م)، وتضم منطقة سرابيط الخادم ما يقرب من 378 نقشًا منذ عصر الأسرة الثانية عشرة، ومن هذه المنطقة انطلقت "بداية الكتابة" وهو عنوان فيلم قام بتصويره التلفزيون الإنجليزي وشارك فيه المؤرخ والآثاري الشهير بيير تاليه الأستاذ بجامعة السربون وأخرجه مخرج إنجليزي ومصور فرنسي ومهندسة صوت ألمانية وأذيع بالتلفزيون الفرنسي والإنجليزي ويعتمد الفيلم في مادته العلمية علي آثاري صاحب اكتشافات هامة بالمنطقة فهو مكتشف روض العير عام 2012 علي بعد 18كم من جبل حمام فرعون وكشف به عن أقدم نقوش مصرية قديمة شملت أسماء الملوك "اري حور، نعر مر، جر" كما عثر علي اسم الملكة "نيت حتب" من ملكات الأسرة الأولي وأكد من خلال اكتشافاته مصرية سيناء.

وقد نشأت الأبجدية السينائية المبكرة Proto- Sinatic Alphabet الأبجدية الأم في سيناء بين القرنين 20- 18 قبل الميلاد في منطقة سرابيت الخادم ثم انتقلت إلي فلسطين فيما عرف بالأبجدية الكنعانية مابين القرنين 17 – 15 قبل الميلاد حتي انتقلت هذه الكتابة للأرض الفينيقية.

وأشار الدكتور ريحان إلي أن معبد سرابيط الخادم مصري 100% ولم يطلق علي سيناء أرض الفيروز من فراغ بل لأنها كانت مصدر الفيروز في مصر القديمة حيث سجلت أخبار حملات تعدين الفيروزعلي صخور معبد سرابيط الخادم بسيناء الذي يبعد 268كم عن القاهرة، وأن سبب التسمية بسرابيت الخادم هو أن السربوت مفرد سرابيت تعني عند أهل سيناء الصخرة الكبيرة القائمة بذاتها و هو ما يعرف بالأنصاب ومفردها نصب، وكانت كل حملة تتجه لسيناء لتعدين الفيروز منذ الأسرة الثالثة وحتي الأسرة العشرون ينقشوا أخبارها علي هذه الصخرة الكبيرة القائمة بذاتها الموجودة بالمعبد، أمّا كلمة الخادم فلأن هناك أعمدة بالمعبد تشبه الخدم السود البشرة

وكان قدماء المصريين يستخرجون الفيروز من منطقة سرابيط الخادم ومن منطقة المغارة القريبة منه ولا تزال حتي الآن بقايا عروق الفيروز التي استخرجها المصريون القدماء وأرسلت البعثات لاستخراج الفيروز والنحاس من سيناء منذ عهد الدولة القديمة، ففي الأسرة الثالثة (2686- 2613 ق.م.) أرسل الملك زوسر حملة تعدين لسيناء وفي الأسرة الرابعة (2613- 2498 ق.م .) أرسل سنفروعدة بعثات لاستخراج الفيروز والنحاس من سيناء وتوالت البعثات بعد ذلك في الأسرة الخامسة والأسرة الثانية عشر والأسرة التاسعة عشر .

وينوه الدكتور ريحان إلي أنه رغم وجود 8 ممتلكات تراث لامادي لمصر منها 3 ممتلكات تراث لامادي مشترك مع دول عربية شقيقة لكن التراث السيناوي بكل زخمه غير موجود بينها ، ولأن اليونسكو تشترط اعتراف الدولة بتراثها أولًا قبل التقدم بتسجيله .

لذا أوصي الدكتور ريحان بتبني وزارة الثقافة لتوثيق وتسجيل التراث السيناوي اللامادي من موسيقي وغناء وشعر صناعات يدوية مثل التطريز والمنتجات السيناوية المتعددة وطب الأعشاب وعادات وتقاليد الزواج والقضاء العرفي بأكاديمية البحث العلمي كحق ملكية فكرية لمصر ثم تبدأ بإعداد ملف تسجيله علي القائمة التمثيلية لليونسكو طبقًا لاتفاقية صون التراث اللامادي 2003 .

وأردف الدكتور ريحان بأن سيناء غنية بالتراث الطبيعي وتتميز بجبالها ذات القيمة الروحية والجيولوجية خاصة محمية سانت كاترين، وقد رفضت اليونسكو تسجيل جبل موسي كتراث طبيعي منفرد واكتفت بتسجيل مدينة سانت كاترين كلها تراث ثقافي عام 2002.

لذلك أوصي بأن تقوم وزارة البيئة بإعداد ملف تسجيل كل المحميات الطبيعية بسيناء كتراث طبيعي وهي محميات نادرة واستثنائية مثل محمية سانت كاترين ومحمية رأس محمد ومحمية نبق ومحمية أبو جالوم ومحمية طابا ومحمية الزرانيق، وهناك اعتراف بالدولة بهذه المحميات المسجلة والمطلوب إعداد ملف لتسجيلها تراث طبيعي بسيناء طبقًا للمعايير الدولية.

وأوضح أن التراث السيناوي الثقافي والطبيعي واللامادي قيمة كبري بسيناء ومادة للاستثمار حيث بدأت الدولة منذ 2020 بمشروع قومي وهو مشروع التجلي الأعظم لتعظيم الاستفادة من كل المقومات السياحية بسيناء، وأن توثيق التراث السيناوي يساهم في حسن تنميته واستثماره وتسجيله تراث عالمي يعد دعاية مجانية له .

ومن الجدير بالذكر أن توصيات الأمسية بالكامل ستكون موضع اهتمام كبير من وزارة الثقافة ممثلة في المجلس الأعلي للثقافة وسيتم رفعها للوزارات والجهات المعنية عن طريق لجان المجلس بعد الموافقة عليها واعتمادها من الأمين العام للمجلس الأعلي للثقافة ورفعها إلي وزيرة الثقافة الدكتورة نيفين الكيلاني طبقًا لما جاء في ختام الأمسية.

أضف تعليق