تتهافت نفوس الجميع إليها ويتسابقون في تقيبل جبينها والتقاط الصور معها، تراهم مبتسمين وعيونهم دامعة، يعبرون المسافات ليهدوها مشاعر صادقة ليفوزوا بدعوات نابعة من قلب سليم لا يعرف إلا الحب والعطاء، فالجميع هنا وهناك أبناء للحاجة "فتحية محمد رزق الريس" التي جعل الله اختبارها في الدنيا في عدم الإنجاب فقابلت المحنة بالمنحة وفتحت بيتها للجميع وجعلت من الكبير والصغير طفلا محبوبا لها.
هنا في قرية "طحانوب" مركز شبين القناطر بمحافظة القليوبية، ينظم شباب القرية احتفالا كل عام لتكريم الأم المثالية وعلى الرغم من تكريم ما يقرب من 40 سيدة فاضلة ، إلا أنه بمجرد إعلان اسم الحاجة"فتحية" تعالت أصوات التهليل والتصفيق وتبادر العديد إليها يأخذون بيدها إلى منصة التكريم ومقابلتها بالورود والضحكات، فهنا ترى الكبير والصغير يفيض بالتقدير والامتنان لهذه السيدة الحنون التي مر على قلبها أكثر من 80 خريفا ولا زالت تزهر وتشرق بنورها على الجميع فكانت لهم مثلما قال "جبران خليل جبران" هي التعزية في الحزن والرجاء في اليأس والقوة في الضعف.
وعبرت "الحاجة فتحية" عن امتنانها الشديد للأهالي مؤكدة أن منزلها لا يخلو من الزيارات ولقاءات الأحبة وخاصة أبناء وبنات إخوتها، قائلة " لم يرزقني الله بأطفال ولكن الجميع أولادي"، فهناك من يزورني لتبادل أطراف الحديث ومن يأتي ليتناول معي "شاي العصاري" وأيضا الطلبة الراغبين في دعوات النجاح والتوفيق وسداد الخطى.
وأضافت "الحاجة فتحية": " دائما أحتاج للحب والحنان والمشاعر الصادقة التي تبقيني على قيد الحياة، وتتوالى على الزيارات كل يوم وكل ساعة كبار وصغار يقفون في "طابور" لزيارتي في الأعياد والمناسبات وخاصة عيد الأم وأتلقى من أبنائي العديد من الهدايا الغالية على قلبي".
وأشارت "الحاجة فتحية" إلى أن إحدى السيدات ناشدتها باقتناء نسخة من مفتاح البيت للاطمئنان عليها مؤكدة أن الجيران لا يخلدون للنوم إلا بعد قضاء كل احتياجاتها والعمل على راحتها".
