لماذا سمي باب الريان بهذا الاسم؟

لماذا سمي باب الريان بهذا الاسم؟صورة أرشيفية

الدين والحياة27-3-2022 | 12:06

ورد عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ فِي الْجَنَّةِ بَابًا يُقَالُ لَهُ الرَّيَّانُ، يَدْخُلُ مِنْهُ الصَّائِمُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، لَا يَدْخُلُ مَعَهُمْ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ، يُقَالُ: أَيْنَ الصَّائِمُونَ؟ فَيَدْخُلُونَ مِنْهُ، فَإِذَا دَخَلَ آخِرُهُمْ، أُغْلِقَ فَلَمْ يَدْخُلْ مِنْهُ أَحَدٌ " (متفق عليه) .

والريان: هو صيغة مبالغة من الري وهو نقيض العطش، أي أنه قد كرم الله الصائمين بتخصيص باب من أبواب الجنة لهم، لا يزاحمهم فيه غيرهم، باب يسمى باب الريان، ومن دخله لا يظمأ أبدًا جزاء ظمئه بالصيام، لا يدخل من هذا الباب إلا الصائمون.

وتنادي الملائكة يوم القيامة: أين الصائمون؟ هلموا إلى مكانتكم وشرفكم وعزكم وجنتكم، فيدخلون، حتى إذا انتهى آخرهم أغلق الباب بعدهم، منوهًا بأن قوله (إن في الجنة بابًا يقال له: الريان) قال: "في الجنة" ولم يقل للجنة ليشعر أن الباب نفسه في داخل الجنة، ففيه من الراحة والنعيم ما في الجنة. قاله الزين بن المنير.

ويوضح مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية في شرحه للحديث السابق، أن الصيام باب للجنة، فالمعنى الإجمالي للحديث، أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر فى الحديث أن للصائمين بابا خاصا من أبواب الجنة سماه صلى الله عليه وسلم الريان، وقد ذكر الأئمة حكما في بيان سبب التسمية.

وتابع: ومن أسباب التسمية، أنه بنفسه ريان لكثرة الأنهار الجارية إليه والأثمار الطرية لديه، أو لأن من وصل إليه زال عنه العطش يوم القيامة ويدوم له الطراوة في دار المقامة، وقيل الريان فعلان كثير الري ضد العطش، سمى به لأنه جزاء الصائمين على عطشهم وجوعهم، واكتفى بذكر الري عن الشبع لأنه يدل عليه من حيث إنه يستلزمه وبمثله.

ويكمل: ودخول الصائمين الجنة دون سبق عذاب، لكن ما المقصود بالصائمين؟، وقيل إن المراد بالصائمين أمة محمد صلى الله عليه وسلم سموا به لصيامهم رمضان فمعناه لا يدخل من الريان إلا هذه الأمة، منوهًا بأن هذا قول بعيد ففيه تعميم بدخول الجنة لجميع الأمة؛ لكونهم صاموا رمضان. وأشار إلى أنه ليس كل من صام يكون صائماً على الحقيقة فقد يصوم الشخص ولا يناله من صومه إلا الجوع و العطش كما أخرج الإمام أحمد بسنده عن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "رُبَّ صَائِمٍ حَظُّهُ مِنْ صِيَامِهِ الْجُوعُ وَالْعَطَشُ وَرُبَّ قَائِمٍ حَظُّهُ مِنْ قِيَامِهِ السَّهَرُ".

كما استشهد بما أخرج البخاري بسنده عن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالْعَمَلَ بِهِ فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ فِي أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ، لافتًا إلى أن المراد بالصوم هو ما كان صوماً مستجمعا لمقومات القبول من الإمساك عن كل ما حرم الله من قول أو فعل أو تفكير، لأن الطهر اللازم للصوم يحتم على المرء أن يضع نصب عينيه لكمال صيامه ما أفاده قوله تعالى: «إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا» الآية 36 من سورة الإسراء.

أضف تعليق