مفتي الجمهورية: الصحابة نهلوا من نور النبي بفضل قربهم وحبهم له فكان لهم السبق والفضل

مفتي الجمهورية: الصحابة نهلوا من نور النبي بفضل قربهم وحبهم له فكان لهم السبق والفضلالدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية

الدين والحياة4-4-2022 | 21:59

قال فضيلة الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم، إنَّ الصحابة كلهم قد استضاءوا ونهلوا من نور النبي (صلى الله عليه وسلّم) بفضل قربهم وحبهم له فكان لهم السبق والفضل، خلافا لمن أنكر وعاند مثل أبي جهل فلم ينَل من الفضل ولا السبق شيئًا برغم أن كلهم رأَوه رأيَ العين.

وأضاف مفتي الجمهورية، في تصريحات اليوم الاثنين، أن جيل الصحابة كان أفضل جيل مرَّ عليه الإسلام لتزكية القرآن والنبي (صلى الله عليه وسلّم) لهم في مواطن كثيرة منها: "خيرُ القرونِ قرْني، ثمَّ الَّذين يلونَهم، ثمَّ الَّذين يلونَهم" وهذه الخيرية توجب محبتهم.

وأوضح مفتي الجمهورية أن الصحابة رضوان الله عليهم قد تلقَّوا أحكام الشرع الشريف من رسول الله (صلى الله عليه وسلّم) وكانوا يفهمون مراده ويطمئنون إلى ما يفعلون بسبب قربهم من رسول الله (صلى الله عليه وسلّم) ووجود القرائن والأمارات الدالَّة على تحديد المراد من أقواله وأفعاله (صلى الله عليه وسلّم)، بل ترك عليه السلام للصحابة الكرام رضوان الله عليهم مساحة للاجتهاد ودرَّبهم تدريبًا عمليًّا على الاجتهاد حتى يستطيعوا مواجهة الحياة وتغيراتها من بعده، بل قد شجَّعهم ودرَّبهم كما فعل عليه السلام مع اجتهاد سيدنا معاذ عندما أرسله إلى اليمن، فقال له: كيف تقضي إذا عرض لك قضاء؟ قال: أقضي بكتاب الله. قال: فإن لم تجد في كتاب الله؟ قال: فبسنَّة رسول الله (صلى الله عليه وسلّم). قال: فإن لم تجد في سنَّة رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: أجتهد رأيي ولا آلو. فضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم صدره وقال: الحمد لله الذي وفَّق رسولَ رسول الله لما يرضي رسول الله. وبذلك يكون سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلّم) أول من وضع بذور الاجتهاد وشجَّع عليه لإدراكه صلى الله عليه وسلم أن الأمة تحتاج الاجتهاد بعده.

ولفت مفتي الجمهورية النظر إلى أن الصحابة تربَّوا تربية خاصة؛ تربية محمدية بفضل قربهم من النبي (صلى الله عليه وسلّم)، فقد شاهدوه وعاصروه وهو ينزل عليه القرآن والسياقات التي فيها النص حتى إن أحدهم قال: نعلم متى وأين وفيمَ نزلت هذه الآية؛ وفضلًا عن مدح النبي صلى الله عليه وسلم لكثير منهم على سبيل المثال لا الحصر فقد قال عن سيدنا عبد الله بن مسعود: "إن دقة ساقه أثقل عند الله في الميزان من جبل أحد" ردًّا على تبسُّم بعض الصحابة تجاهه عندما رأوا ساقه.

وأكد مفتي الجمهورية أن رسول الله (صلى الله عليه وسلّم) كان متناغمًا مع الكون كله بالشكل الذي حباه الله به، فهو الذي سبَّح الحصى في يديه وحنَّ إليه الجذع، ومِن تناغُم النبي (صلى الله عليه وسلّم) مع الكون ما حدث من جبل أحد، فقد قال عنه النبي (صلى الله عليه وسلّم): "أُحد جبل يحبنا ونحبه"، وعندما صعد عليه (صلى الله عليه وسلّم) مع سيدنا أبي بكر الصديق وعمر وعثمان رجف الجبل، فقال له النبي: "اسكنْ أحد! فليس عليك إلا نبي وصديق وشهيدان".

وشدَّد مفتي الجمهورية على أنَّ الصحابة رضي الله عنهم كلهم عدول، فقد أثنى اللهُ عليهم أحسن الثناء، فهم جيل نوراني صاحب بصيرة، وهم نقلة الوحي كله: القرآن والسنَّة، فالذين نقلوا السنة هم الذين نقلوا القرآن، فلا يجوز الطعن في أحدهم، وإن كان المسلم مأمورًا بحمل أفعال الناس على أفضل المحامل، ف الصحابة رضي الله عنهم أولى بذلك؛ لِعُلُوِّ مرتبتهم واختصاصهم بشرف الصحبة، حتى من يزور قبورهم الآن يشعر بالسكينة والطمأنينة لعلوِّ منزلتهم ولأنَّ سيرتهم محببة إلى القلوب.

ولفت مفتي الجمهورية النظر إلى أن هؤلاء الصحابة طهَّرهم الله من الدماء التي حدثت؛ لأنها حدثت باجتهاد منهم، فضلًا عن تأثير المكائد التي كان يقودها المعاندون للإسلام في عصرهم، مثل عبد الله بن سبأ وغيره، لتغمية المواقف وعدم وضوحها، فيجب علينا ألا نخوض في أعراض الصحابة؛ فاللسان الذي يخوض في أعراضهم لسان مريض.

وعن عتاب النبي (صلى الله عليه وسلّم) لبعض الصحابة قال مفتي الجمهورية: "هذا أمر معهود في حق الطبيعة البشرية، وأغلبه عتاب منهجي تعليمي وتحذيري، وليس تنقيصًا من فضلهم ومكانتهم".

واختتم مفتي الجمهورية تصريحاته بالإعلان عن قيمة زكاة الفطر قائلًا إن "تقدير قيمة زكاة الفطر لهذا العام؛ يكون عند مستوى 15 جنيهًا، وجاء كحدٍّ أدنى عن كل فرد مع استحباب الزيادة لمن أراد"، مشيرًا إلى أن دار الإفتاء المصرية أخذت برأي الإمام أبي حنيفة في جواز إخراج زكاة الفطر بالقيمة نقودًا بدلًا من الحبوب؛ تيسيرًا على الفقراء في قضاء حاجاتهم ومطالبهم، والفتوى مستقرَّة على ذلك.

أضف تعليق