مرصد الأزهر: ليس من الإنصاف قصر التطرف على الدين فقط

مرصد الأزهر: ليس من الإنصاف قصر التطرف على الدين فقطمرصد الأزهر

الدين والحياة5-4-2022 | 09:47

قال مرصد الأزهر في مقال له بعنوان " الانتماء ودوره في مكافحة التطرف" إن ظاهرة التطرف من الظواهر الخطيرة التي انشغلت شعوب العالم بمواجهتها، لما تمثّله من تهديد لأمن المجتمعات وسلامتها، وصار كل مجتمع يبحث عن طوق النجاة من هذا الوباء، وذلك من خلال عدد من الوسائل والإستراتيجيات منها ما كان بالدعوة إلى التمسّك بقيم إنسانية تحضّ على التعايش والسلام من جانب، وإلى التخلّص من خصال تتنافى مع منظومة القيم الإنسانية من جانب آخر، كي تحظى المجتمعات بمزيد من الأمن والأمان وتنأى بنفسها عن التطرف والمتطرفين.

وتابع المرصد أنه ليس من الإنصاف قصر التطرّف على التطرّف الديني فحسب، بل ينبغي التنبّه إلى أنّ للتطرّف أشكالًا أخرى غير تلك التي تتصدّر صفحات الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي تحت رايات الدّين، والدّين منها براء؛ فهناك التطرف الفكري و التطرف السياسي وغيرها من أشكال وصور التطرّف. و التطرف - بكل أشكاله وصوره - إنما ينتج عن تجاوز الحد في استخدام الشيء، فالمغالاة في المشاعر تطرف، والمغالاة في الاعتقاد تطرف، والمغالاة في التدين تطرف، لكن أخطر أنواع التطرف هو ما يدعو إلى القتل والتخريب باسم الدين، وهو المغالاة في التدين أو ما يطلق عليه التشدد الديني وهو ما ينتج عن ضعف الهويَّة الذاتية والدينية والوطنية.

ويذكر المرصد أن أبرز أنواع الانتماء والتي تناولها المرصد إلى ثلاثة أنواع كما يلي:

الانتماء للذات: ومعناه أن يرتبط الإنسان بذاته التي هي عبارة عن أفكار وآراء ومبادئ وثقافات، ولا يتخلى عن مبادئه وأفكاره التي تربَّى عليها لمجرد أنه رأى أن تحقيق هدفه في تغيير رأيه أو التخلي عن مبادئه، أو التشرب بثقافة دخيلة على ثقافته الأصيلة. والشخص الذي ينتمي لذاته ويتمسك بأفكاره ومبادئه شخص راسخ البنيان قوي الفكر أصيل المبادئ، لا ينزلق خلف الأهواء والآراء المتغيرة، وإنما يبحث ويتحقق ويتحرَّى عن مصادر الأفكار والآراء والثقافات الواردة إليه من أي منشأ، وبهذا لا يسهل خداعه أو تجنيده أو استقطابه كما تستقطب التنظيمات المتطرفة عناصرها.

الانتماء الديني: هو ارتباط المرء بدينه وتمسكه بتعاليمه ومعرفة أحكامه وأوامره ونواهيه، ولا يقتصر الانتماء الديني على مجرد الانتساب للدين، ولا يقاس بشدة الالتزام والتعصب للأحكام المختلفة، وإنما يقاس بمدى معرفة المرء لأحكام دينه، وتفقهه في الأمور العقدية والتعبدية، وإيمانه الراسخ بأنه دين تسامح وعفو وقيم أخلاقية، ولا يحض على التدمير والتخريب وقتل الأبرياء وغير ذلك مما يدعو إليه المتطرفون. والانتماء الديني من أهم ما يقي الإنسان من الوقوع في براثن الفكر المتطرف.

الانتماء الوطني: معناه الانتساب للوطن والافتخار به والدفاع عنه وحماية مقدّراته ورعاية مصالحه، والوقوف أمام كل من يحاول المساس به، دون أدنى عنصرية أو كراهية تنتج عن تمييز بعض المواطنين دون بعض، وذلك لأن الوطن هو المأوى والملجأ الذي يحمي الإنسان الذي يعيش فيه، ويؤمِّنه على حياته وحياة أسرته وعائلته، ويبعد عنه الشرور والأذى والضرر من أي عدو يحاول إيذائه أو استغلاله داخليًّا كان أم خارجيًّا.

أضف تعليق

وكلاء الخراب

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2