ظهور الشخصيات السياسية فى مسلسل «الاختيار 3»، والمستمدة من الواقع بهذه الدرجة من الدقة، وهذا التشابه الكبير بين الممثل والشخصية الحقيقية، كان وراؤه فنان استطاع أن يضفى ملامح الشخصية على وجه الممثل بهذه البراعة.
«بوابة دار المعارف - ومجلة أكتوبر» التقت الماكيير أحمد مصطفى، الذى استطاع أن يقدم لنا هذه الشخصيات البارزة على شاشة الدراما فى رمضان بشكل مميز ولافت للانتباه، وكان لنا هذا الحوار..
كيف جاء ترشيحك لمسلسل «الاختيار 3»؟
لم يكن مسلسل «الاختيار 3» هو العمل الأول لى فقد شاركت فى «الاختيار2»، الذى تم عرضه العام الماضي، وشاركت فى عمل «الذقون» فى الجزء الأول من العمل، وهذا هو التعاون الثالث لى مع المخرج بيتر ميمي، الذى أسند لى مكياج الشخصيات بالكامل بدءاً من الجزء الثاني.
وكيف كان رد فعلك حين علمت أن ياسر جلال سيجسد شخصية الرئيس عبد الفتاح السيسي؟
- فى البداية اندهشت كثيرا، وشاهدت الصور الشخصية للرئيس فى تلك المرحلة التى نقدمها منذ عام 2011 إلى 2013، وكنت أقول لنفسى ماذا سأفعل؟!، وفى نفس الوقت كنا متفقين أنا والمخرج بيتر ميمى والاستايلست حسن مصطفى على ألا نقدم الشخصية بشكل مصطنع، وأن تظهر بصورة طبيعية، ويتم توضيح روح الشخصية من خلال المكياج وليس التشابه والتطابق فقط، ولكن الحمد لله ربنا وفقنا بشكل كبير جداً.
ما الصعوبات التى واجهتها أثناء عمل المكياج للفنان ياسر جلال؟ وكيف اشتغلت على الشخصية؟
كانت هناك مجموعة من التجارب فى البداية حتى نقترب من الشكل المطلوب ونحاول رسم الشخصية بالألوان على وجه الممثل مثل رسم البورتريه بالضبط، ولكن فى إحدى المراحل طلبت منه أن يحلق شعره تماماً، حتى نبتعد عن أية تركيبات وبالطبع الكوافير الخاص ب ياسر جلال صدم فى البداية، ولكنه ساعدنا كثيراً فى هذا الأمر فقد كان يحلق له تلك المنطقة يوميا أثناء التصوير بموس الحلاقة، وبعد ذلك استطعنا الوصول للشكل بالضبط.
هل وجدت صعوبة فى وجه ياسر جلال؟
وجدت صعوبة فى منطقة الجبهة حتى تظهر بنفس الشكل، ونفس تسريحة الشعر، ونفس كثافته حتى يظهر الشكل طبيعيا.
عندما ظهر ياسر جلال على الشاشة فى أول إطلالة له بشخصية الرئيس السيسي أشاد به الجمهور، كيف كان رد فعلك وقتها؟
كنا نشعر بالنجاح عندما نشاهد الفنان ياسر جلال أثناء التصوير، ولكننا لم نتوقع كل هذا النجاح للشخصية عند العرض، فقد كانت تعبيرات الفنان ياسر جلال ودرجه تقمصه للدور هي عامل اساسي في نجاح الدور بمساعدة المكياج.
إلى أى حد يؤثر المكياج على أداء الفنان؟
الممثل عندما يشعر بالارتياح لشكله يستطيع أن يتقمص الشخصية بصورة كبيرة، فما بالك ونحن نقدم شخصية عظيمة، مثل شخصية الرئيس عبد الفتاح السيسي، وهو موجود بالفعل، فكلما اقتربنا من الشكل والاستايل سيدخل الممثل فى الشخصية بشكل كبير وبالأخص الفنان ياسر جلال الذى نجح فى تجسيد الشخصية حتى فى نبرة الصوت، فقد كان حريصا على ألا يقلد الشخصية بالقدر من تقمصه لها.
ننتقل للحديث عن شخصية خيرت الشاطر التى أداها الفنان خالد الصاوي.. كيف نفذت المكياج الخاص بها؟
من أكثر الشخصيات التى أخذت منى وقتاً ومجهوداً كبيراً، خاصة الذقن الخاصة بخيرت الشاطر فقد صممتها ووضعتها خصلة خصلة، فأنا لا أصمم الذقون كقطعة واحدة، لأن تلك الطريقة تظهر طبيعية للغاية، بالإضافة إلى أن الممثل لا يشعر بالضيق عند تركيبها، لأن الذقن التى تركب كقطعة واحدة تمسك فى الوجه جدا فلا يستطيع المشاهد أن يأخذ تعبيراته بشكل جيد، مع تفاصيل الحواجب المرفوعة لخيرت الشاطر والكوافير محمود عبد المنعم ركب قطعة على جبهة خالد الصاوى لأن شعره خفيف من تلك المنطقة وخيرت الشاطر شعره غير مهندم وثقيل من الأمام، مع تفاصيل الميك آب أسفل العين والتأكيد بالألوان على معالم الغضب بدون أية تركيبات.
ما هى الصعوبة التى واجهتها مع صبرى فواز فى شخصية الرئيس المخلوع محمد مرسي؟
فرق حجم الجسم أو الوجه هى المشكلة الأولى التى واجهاتنا، ولكن المخرج بيتر ميمى يهمه أكثر روح الشخصية أكثر من الشكل ولكننا استطعنا أن نقترب كثيرا من شكل محمد مرسي، ومن أكثر الصعوبات التى واجهتنا هى أن جبهة صبرى فواز أكبر من جبهة محمد مرسي، لكننا حاولنا تصغير الجبهة بعمل شعر ومزجه مع الشعر الأصلى وساعدنى فى ذلك كوافير صبرى فواز .
كيف جاء اشتراكك فى مسلسلى «المداح 2» و «جزيرة غمام»؟
لم يكن لدى الرغبة فى الاشتراك فى أى عمل بجانب «الاختيار3»، ولكن عملت تيلر مع النجم حمادة هلال قبل عرض العمل وأعجب بشغلى كثيرا خاصة فى طريقة تصميم الذقن، وطلب منى أن أكون معه فى «المداح 2»، وشرحت له ظروفى كاملة ووافق أن يكون الفريق الخاص بى معه تحت إشرافى، أما «جزيرة غمام» فمن إنتاج شركة سينرجى المنتجة للاختيار وأصروا على أن أقوم بعمل مكياج العمل وكانت أول شخصية قدمتها شخصية الرئيس السادات مع الممثل العبقرى محمد نصر.