المصريون .. بين أزمة مزمنة وأخرى عارضة !!

المصريون .. بين أزمة مزمنة وأخرى عارضة !!عبدالله يسري

الرأى19-4-2022 | 11:21

أزمتان كبيرتان ؛حلتا على الطريقة المصرية ..وبأسلوب علمي ومذهل وفي توقيت قياسي ..إحداهما نال نصيبه من التغطية الإعلامية العالمية والأخرى لم ينل مايستحق _في تقديري_ من التغطية الإعلامية بكل قوالبها غير يوم الإفتتاح الرسمي فقط !!

مع كل أزمة يعيشها المصريون ،،تحمل لنا الأقدار منحا إلهية لهذا الشعب ولهذا الوطن .

هل تتذكرون كيف كنا نسير بعرباتنا في شوارع القاهرة منذ عشرة سنوات للوصول إلى مكان يبعد مثلا ثلاثة كيلومترات فقط ؟! أنا شخصياً كنت أقضي ساعة للذهاب إلى ماسبيرو وأنا حينها من سكان مصر الجديدة وفي العودة ساعة ونصف أحيانا وقت الذروة .مجموعة من الخبراء اليابانيين حضرو لمصر لعمل دراسة لحل أزمة التكدس والزحام المروري ..مكثو شهرين ثم كتبو تقريرهم ورحلو ،،فماذا يقول التقرير؟! "حل الأزمة المرورية مستحيل في القاهرة لأن المصريون توافقو على كسر القانون وأن القاهرة بحلول عام 2025 ستكون مدينة ميتة "، والكثير من الدراسات من المتخصصين أكدو أن الحوادث والزحام المروري يكلف الدولة المصرية خسائر تقدر ب50 مليار جنيه وخاصة تقرير صادر عن البنك الدولي حيث يتعطل المواطنون ساعات في ذهابهم وإيابهم مما يؤثر على الإنتاج وتداعيات هذه الأزمة المرورية على السياحة والإقتصاد والخسائر المادية جراء دعم الوقود في ذلك الوقت،،،

الواقع الآن في عام 2022 مختلف تماماً بعد جملة المحاور والطرق والكباري التي نفذت بأعلى معايير الجودة ولضمان الفتح الإستراتيجي ..وفي وقت قياسي مذهل ..وخاصة على صعيد الإقليمي والإقليمي الأوسطي ، أما داخل القاهرة فإن الكباري التي نفذت في أقل من سنة واحدة بعضها في اقل من ثلاثة أشهر!! قد حلت أزمة الزحام المروري بشكل تام ولمدة عشر سنوات قادمة ,, فمثلا ستة كباري في حي مصر الجديدة ومدينة نصر قد قضى تماماً على الزحام وحقق سيولة مرورية مذهلة ..،،كل ذلك حدث بهدوء وبدون ضجيج إعلامي مستحق مع الأسف !

تخيلوا الحالة المزاجية التي تحققت للمواطن جراء حل هذه الأزمة المزمنة في حياة المصريين قاطني القاهرة وإنعكاسها على الاقتصاد وحركة الإنتاج والفاقد من الوقود !!

أزمة أخرى حبس العالم كله أنفاسه وهو يتابع المصريين وفي ستة أيام فقط يحلونها وهي أزمة "السفينة إيفرجفين" التي جنحت يوم 24مارس من العام الماضي 2021م وأغلقت تماماً قناة السويس وتوقفت إثرها حركة التجارة الملاحية في العالم والتي تعتمد على هذا الممر المائي الأهم في العالم ..حيث توقفت 422 سفينة في عرض البحر منتظرة حل هذه الأزمة وبعضها كان يحمل ثروة حيوانية كانت معرضة للنفوق لولا الإمدادات اللوجستية وهي جزء من إدارة الأزمة التي قام بها المصريون وكيف استطاع حفار صغير بمعاونة الكراكات والقاطرات من تحريك وتعويم السفينة الجانحة وكيف أبحرت السفينة مباشرة دون أي إصلاحات لها وهذا يعني أن رجال هئية قناة السويس قامو بما يشبه بمشرط الجراح الماهر لسفينة عملاقة حمولتها حوالي 18 ألف حاوية !! تخيلوا لاقدر الله لو كانت مع عملية التعويم والشد سقطت هذه الحاويات في قاع القناة ؟! لم يكن ليكفينا ولا ستة أشهر لرفعها ! كارثة بكل المقاييس ..لكن الله سلم وتحولت هذه الأزمة لمنحة إلهية حيث لفتت الأنظار في العالم لهذا المجرى الملاحي من جديد وأن ليس له أبدا بديل !

بل تحول ذلك الحفار الذي كان رابضا عند مقدم السفينة الجانحة لمدة ستة أيام لرمز ملهم لقصص خبرية وقصص أطفال تتحدث عن الإرادة والصبر وعدم اليأس بلغات عدة .
خلاصة القول،،

إن الأزمات لن تنتهي والدروس المستفادة لاتهملها دولة ال 30/6 التي آلت على نفسها التسلح بالايمان والعلم والإرادة والتجرد .. إن هذا الوطن مليء بقدرات كامنة إبداعية لأبنائه..ويأتي الله دائما بالنصر لمن يأخذ بأسبابه.٢

أضف تعليق

تدمير المجتمعات من الداخل

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2