علي جمعة : الإسراء والمعراج أمر يتعلق بالعقيدة لا يدرك إلا باليقين

علي جمعة : الإسراء والمعراج أمر يتعلق بالعقيدة لا يدرك إلا باليقينعلى جمعة

الدين والحياة19-4-2022 | 13:12

أكد الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء، أن الإسراء والمعراج معجزة للنبي ﷺ، وإثبات لحقائق الكون في أن الله خارج الزمان، وأنه على كل شيء قدير، وأنه مازال خالقا، وأنه لو قطع عنا الإمداد لفنينا.

وتابع جمعة: يقول تعالى : {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} هذه الآية تدل على ما حدث في تلك الليلة المباركة من توجه سيدنا النبي ﷺ من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى وكان هذا بالليل، والسير بالليل يسمى "إسراء"، ومن المسجد الأقصى عُرج به ﷺ إلى السماء وإلى سدرة المنتهى {إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى ، فجمع في ليلة واحدة "الإسراء" من الأرض إلى الأرض، و"المعراج" من الأرض إلى السماء، هذه معجزة تفوق المعجزة، ؛ وذلك لأن الله سبحانه وتعالى خلق الخلق على سنن لا تتغير ولا تتبدل إلا بأمره سبحانه وتعالى {وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ }، {فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ } ، {إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} .

وقال: الكون له سننه {فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلًا وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلًا } أى لا تستطيعون تغيير سنة الله سبحانه وتعالى فى خلقه {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ} سنن الله جارية لا يستطيع أحد أن يغيرها ولا أن يصطدم بها ؛ وإلا فإنه لا يقدر عليها إذا اصطدم بها.

وشدد جمعة على أن الإسراء والمعراج أمر لم يشاهده أحد من البشر إلا سيدنا النبي ﷺ ، فهو ليس معجزة كالمعجزات التي تجرى من أجل إثبات أحقية النبوة، مثلما جرى الماء من بين يديه ينابيع، فتوضأ جيش وشربوا ، خروج الماء من بين أصابع المصطفى ﷺ معجزة شاهدها الناس، فعرفوا أنه صادق، لم يأمرهم إلا بالمعروف، ولم ينهاهم إلا عن المنكر، ولذلك عندما حدثت مثل هذه المعجزة الخارقة، فإنها تثبت أن هذا الرجل مؤيد من عند الله سبحانه وتعالى؛ أما الإسراء فمن الذي شاهده؟ لا أحد.

ولفت إلى أن الإسراء والمعراج أمر يتعلق بالعقيدة، ويتعلق بتسلية قلب سيدنا النبي ﷺ، ويتعلق بمعرفته بمعلومات لا يدركها كل أحد، يدركها بعضنا، لكن لا يدركها كل أحد، ولكن على سبيل اليقين والمعاينة لا على سبيل التفكير والاستنتاج، إذًا فالأمر عظيم في شأن الإسراء والمعراج، فلما نرى أحدهم ينكر ذلك، فهذا شأنه فليعش كما يريد أن يعيش مع نفسه.

أضف تعليق