شارك قيادات جامعة الأزهر في الإفطار السنوي للوافدين الذي تنظمه مؤسسة الدكتَور حمدي طه للتكافل الاجتماعي بحضور العديد من دول العالم الإسلامي من مصر، والسودان، موريتانيا، فلسطين، الكويت، ليبيا، اليمن، بنين، توجو، أفريقيا الوسطي، إندونيسيا، ماليزيا، تايلاند، أفغانستان، كازاخستان، تشاد، النيجر، نيجيريا، الهند، باكستان، بورما، الصين.
قدم الدكتور محمد المحرصاوي رئيس الجامعة الشكر للقائمين على الإفطار مؤكدًا أن مصر بأزهرها الشريف موطن للخير والجود وأن اهتمام الأزهر بالطلاب الوافدين في رمضان من خلال إقامة إفطار يومي لهم بالجامع الأزهر برعايةٍ كريمةٍ من فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر ثم اهتمام أساتذتهم بهم أمثال الدكتور حمدي طه الأستاذ بإعلام الأزهر الذي يقيم المائدة الدائمة ويخصص يوم رمضاني خاص بالوافدين يؤكد على عظمة الإسلام في التكافل والتعاون والاهتمام بطلاب العلم الوافدين ل مصر من شتى بقاع العالم.
وأشار الدكتور إبراهيم الهدهد رئيس جامعة الأزهر الأسبق وعضو مجمع البحوث الإسلامية إلى أن هذه اللقاءات الأسرية بين الطلاب وأساتذتهم تعطي صورة جميلة عن الإسلام الوسطي والقرون الأولى التي كان يجتمع فيها مختلف الألسن والألوان الأبيض والأسود والأشقر، العربي، الرومي، الحبشي وكل هدفهم هو التعلم والتعبد ونشر القيم والأخلاق التي تنمي المجتمع وتنهض به.
وأضاف الدكتور محمود صديق نائب رئيس الجامعة للدراسات العليا والبحوث أن الإسلام حث على الكرم وإطعام الطعام وأن النبي صلى الله عليه وسلم كان أجود من الريح المرسلة وشدد على الإطعام فقال أفشوا السلام وأطعموا الطعام تدخلوا الجنة بسلام، وقد أنعم صلى الله عليه وسلم على سفانة بنت حاتم الطائي بالتحرير من الأسر إكرامًا لوالديها الشهير بالجود، فقد كانت من الذين أسرهم سيدنا علي بن أبي طالب كرَّم الله وجهه في سرية طيئ، فقدم بها على رسول الله ﷺ المدينة في سبايا من طيئ، فحبسها أياما ثم من عليها بالسلم، وأعطاها نفقة وكسوة وردها إلى مأمنها، وأشارت إلى أخيها عدي بن حاتم بالقدوم على رسول الله ﷺ، فكانت سببا في إسلامه بعد ذلك، مشيرًا إلى أن الكرم من سمات العرب وأنهم كانوا يجودون بمالديهم ليسعدوا غيرهم وأن حاتم الطائي ذكر أن أحد أفراد قبيلته كان أجود منه لأنه أنفق من ماله وغنمه حتى فني ولم يجد معه بعد ذلك مايملك، واستكمل صديق أن تبني مثل هذا الإفطار الجماعي وتوافد الوافدين إليه من أبناء دول العالم الإسلامي يبين التكامل بين بني البشر ويدعم أسس التعارف التي حث عليها ديننا الحنيف ( وجعلناكم شعوبًا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم).
وقال الدكتور محمد أبوزيد الأمير نائب رئيس الجامعة لشئون الوجه البحري إن اللقاء الأسري الذي جمع الوافدين طلابًا وأسرًا يتزامن مع الاحتفال باختيار القاهرة عاصمة الثقافة الإسلامية ويؤكد على التلاقح الثقافي والتواصل المجتمعي بين الوافدين والمقيمين.
وأعرب الدكتور بامبانج المستشار التعليمي لسفارة إندونيسيا عن بالغ سعادته بهذه المائدة العامرة بالعلماء وطلاب العلم التي جمعت العديد من الثقافات والجنسيات الآسيوية والأفريقية والأوروبية مما يشير إلى التواد والتراحم بين المسلمين خاصة في هذا الشهر الكريم وأن هذا الحفل من المناسبات السعيدة التي ستظل محفورة في الذاكرة لأعوام طويلة متمنيًا أن تنتقل هذه العادة الرمضانية الجميلة لكافة دول العالم.
وشكر الشيخ عبد مناف أحمد حسين نائب رئيس فرع منظمة خريجي الأزهر فرع تايلاند و عضو الجمعية الاسلامية للمعلمين بتايلاند تحت الرعاية الملكية، أساتذة الأزهر وشيوخه الأجلاء الذين حرصوا على مشاركة الطلاب هذا الإفطار والجلوس معهم على مائدة واحدة تشعرهم بالأمان والاطمئنان مشيدًا بجهود الدكتور حمدي طه في اهتمامه بالطلاب الوافدين وأن هذه المائدة تدل على الأخوة الأزهرية المستمدة من الأخوة والمحبة في الإسلام كما في قوله تعالى (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ)، كما أعرب الشيخ عبدمناف عن شكره وتقديره لفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر لرعايته للطلاب الوافدين ولجميع قيادات الأزهر وأساتذته.
واستكمل الدكتور مناور الراجحي رئيس قسم الإعلام بجامعة الكويت لقد تشرفت هذا العام بحضور هذا التجمع الإسلامي العالمي العظيم، وسعدت بمقابلة العديد من الأجناس والأشخاص، جاءوا من كل حدب وصوب، ليدرسوا في منارة العلم وبلد الأزهر الشريف، وأن الدكتور حمدي طه مثال ونموذج يجب استنساخه في مؤسساتنا التربوية والتعليمية في جميع الدول العربية، فهكذا يكون المربي، وهكذا يكون المفكر، وهكذا يكون الأستاذ والداعية.
يذكر أن مائدة مؤسسة الدكتور حمدي طه تفتح أبوابها طوال العام لطلاب العلم وعابري السبيل منذ مايزيد على عشرين عامًا بطريق الأوتوستراد أمام مستشفى المقاولون العرب.