إذا لم تكن محاربة السرطان كافية، فإن الأشهر العديدة لإغلاق كورونا أدت بالتأكيد إلى تصعيد فترة الاكتئاب لدى مرضى السرطان، ومع دخولنا السنة الثالثة من جائحة الفيروس التاجى، من الضرورى عدم السماح للمرضى بتأخير فحصهم لتجنب فرص الحالات المتقدمة فى المستقبل.
سيظل نمط الحياة النشط و الأكل الصحى وتجنب الإدمان يمثلان حجر الزاوية فى الوقاية من السرطان، لكن التركيز على الاكتشاف المبكر والعلاج الفورى من المحتمل أن ينقذ العديد من الأرواح.
ومن المعروف أن عددًا كبيرًا من المصابين بالسرطان يميلون إلى الإصابة ب الاكتئاب قبل علاج السرطان أو أثنائه أو بعده، وبالنسبة للكثيرين، قد يستمر تدنى الحالة المزاجية أو يزداد سوءًا مما قد يشير إلى أنهم يعانون من الاكتئاب ويحتاجون إلى المساعدة للتغلب عليه.
ويمكن لنوبات الاكتئاب أن تجعل التجربة الكاملة للمريض مع السرطان أكثر صعوبة، ويمكن أن يكون الاكتئاب مرتبطًا بالسرطان أو بسبب الآثار الجانبية الناتجة عن العلاج.
فى مقابلة مع موقع "هندوستان تايمز"، اقترح الدكتور "Suhas Aagre"، أخصائى الأورام وأخصائى أمراض الدم فى المعهد الآسيوى للسرطان، أن نحترس من هذه العلامات لأن نوبات الاكتئاب يمكن أن تكون مؤقتة أو طويلة الأمد وشديدة فى مرضى السرطان، حيث تتمثل فى:
التغيرات المرتبطة بالحالة المزاجية التى تظهر لدى مرضى السرطان هى: الشعور بالإحباط، والغضب، واليأس، والقلق، والحزن، وانعدام الشعور بالقيمة، إضافة إلى التقلبات المزاجية.
يمكن أن تكون المشكلات السلوكية: البكاء بدون سبب معين، والوحدة، وفقدان الاهتمام بالأنشطة اليومية وحتى الأشياء التى يتمتع بها المرء.
العلامات المعرفية التى يجب الانتباه إليها هى مشاكل التركيز، ومشاكل الذاكرة، والسلبية، وعدم كفاية النوم، وضعف الشهية، وعدم القدرة على اتخاذ قرارات ملموسة.
العلامات الحمراء الأخرى هى الشعور بالفراغ من الداخل والشعور بالذنب وفقدان الوزن أو زيادة الوزن والتعب.
نصائح للتغلب على الاكتئاب لدى مرضى السرطان:
قال الدكتور Suhas Aagre، "يمكن التعامل مع الاكتئاب لدى المصابين بالسرطان عن طريق الاستشارة أو الأدوية أو كليهما.
لا تتوقف عن العلاج فجأة، حيث يمكن أن يؤدى خط العلاج المناسب إلى تحسين نوعية حياة مريض السرطان المصاب بالاكتئاب.
يمكن لبعض مضادات الاكتئاب أن تتفاعل مع أدوية أخرى. لذا، تحدث مع طبيبك عنها.. وبصرف النظر عن العلاج، يجب على المرء أن يتبنى أسلوب حياة صحى.
وأضاف: "حاول التمسك بنظام غذائى متوازن يشتمل على جميع العناصر الغذائية الأساسية، وممارسة الرياضة بشكل يومى هى أيضًا أفضل طريقة للتخلص من الاكتئاب. لكن لا تقم بأى تمارين ثقيلة، واسأل طبيبك قبل البدء فى أى نظام لياقة. ومع ذلك، يمكن أن يكون المشى فكرة جيدة".
وتابع: "ابق بعيدًا عن التوتر عن طريق ممارسة اليوجا أو التأمل، وانضم إلى مجموعة دعم أو تحدث إلى أشخاص آخرين لتعرف كيف يتعاملون مع الاكتئاب، ومارس تمارين التنفس العميق بشكل يومى دون أن تفشل، وانخرط فى الأنشطة التى تستمتع بها، واتبع نهجًا متفائلًا".
نصحت الدكتورة سونال أناند، الطبيبة النفسية فى مستشفيات ووكهاردت فى مومباى بالهند، بأنه يمكن التغلب على الاكتئاب حتى فى السرطان عن طريق تغيير الطريقة التى يفكر بها المرء، وأحيانًا ببعض المساعدة الطبية.
وأوضحت أن فهم عواطف المرء وقبول حالته يعد أمرًا مهمًا، مشيرة إلى أن التعبير عن شعور الشخص وما الذى يجعله يشعر بالقلق أو الخوف هى بعض الأشياء التى يجب استكشافها.
وأكدت أن دعم الأسرة والأصدقاء يلعب دورًا مهمًا، كما يمكن أن يعطى الوثوق فى شخص مقرب منظورًا مختلفًا.
وللشفاء المبكر، أوصت كذلك بمناقشة خيارات العلاج والمشاركة فى المعايير الصحية العامة تساعد أيضًا. لافتة إلى أن الروتين اليومى والتمارين المقبولة واليوجا والتأمل أمور ضرورية للشفاء المبكر.
وقالت إنه فى بعض الأحيان، يمكن أن يكون الاكتئاب بيولوجيًا وقد يتطلب زيارة أخصائى الصحة العقلية، مضيفة أن إدراك علامات الاكتئاب ومقابلة الطبيب النفسى فى الوقت المناسب أمر بالغ الأهمية، كما يمكن أن ينجح العلاج النفسى وأحيانًا مضادات الاكتئاب فى معظم الحالات".