الملك الثامن على عرش مصر من الأسرة الثامنة عشر وهو ابن الملك امنحتب الثانى والملكة تى عا ، تولى الملك تحوتمس الرابع الحكم بعد أبيه أمنحتب الثانى وكان عهده مثل أبيه وجده حافلا بالثورات زاخرا بالإنتصارات وبالرغم من كون الملك تحوتمس الرابع ليس فى نفس البنية الجسدية لأبوه وجده إلا أن حبه لبلاده وقدرته فى الإنتصار على أعداء البلاد لم تكن أقل منهما فى شيء .
وكان لتوليه الحكم قصة رائعة حيث كان له إخوة يتنازعون على العرش فيما بينهم ولكن قد جاءت الرؤيا من الرب رع لتحوتمس الرابع دون إخوته وقد رأى أنه إذا قام برفع الرمال من فوق تمثال أبى الهول الموجود بمنطقة الأهرامات -وهو رمز للرب رع- أن الرب رع سوف يوليه حكم مصر، وقد كان وقام الملك بالتوجه لأبى الهول ورفع عنه الرمال التى غطت جسده على إثر السنين وتم تسجيل ذلك الحدث على لوحة الحلم الشهيرة الجاثمة بين يدى أبا الهول إلى الآن ، ومن هنا كان لكهنة الرب رع الدور الأكبر فى تولية الملك تحوتمس الرابع حكم مصر تيمنا برؤيته التى قصصها والتى جعلته أولى بالعرش من بين أخوته فقد اختاره رع بنفسه وأوكل له المهام ووعده بحكم البلاد.
قد جرت العادة على أن تقوم الثورات فى الولايات التابعة لمصر بتولى ملكا جديدا وقد كان تحوتمس الرابع مثالا للملك الجسور فما قابل ثورة إلا وقد أخمدها ولا تمرد إلا وقام بردعه كما قام بجمع الكثير من الغنائم من الشمال ومن ضمنها أخشاب الأرز التى صنع منها مركبا مقدسة استرضاءا للرب آمون بعد عودته لطيبة وقد قام بتأسيس مستعمرة للأسرى الذين أحضرهم معه في ساحة معبده الجنائزى الذي أقامه بجوار معابد أجداده.
اهتم الملك تحوتمس الرابع بالانشاءات فلا تظل أثار معبده الجنائزى فى القرنة وكذلك معبدا فى الكاب ومعبدا فى البرقل وبعض التماثيل فى الكرنك كما عثر على الكثير من الآثار تحمل اسمه كما فى معبد عمدا حيث كتب اسمه على بوابات المعبد وعلى عددا من الجعارين وقطع أثاث كما وجد اسمه على كل من معبد دندرة ومنف ومناجم سيناء.
كما اهتم باللوحات التذكارية فقد ترك العديد من اللوحات منها من كان تخليدا لذكرى والده وفى كونوسو له اربعة اثار وهو يضرب أعداءه أمام آرباب النوبة ددون وحى ، وخلفه تقف زوجته الملكية كما عثر على لوحة حلفا ولوحات فى أسوان كما عثر على ثلاث لوحات حول معبد أبو الهول وقد تم محو اسمه منها بدقة ومهارة .
ومما كتب عنه فى لوحة كونوسو :
تأمل! لقد كان جلالته في المدينة الجنوبية في بلدة الكرنك، وقد كانت يداه مطهرتين بطهور ملك، وقد أدى الاحتفالات التي تسر والده آمون لأنه وهبه الأبدية والخلود بوصفه ملكا ثابتا على عرش حور. وقد حضر إنسان ليقول لجلالته: إن الأسود قد انقض من أعالي واوات، وقد دبر العصيان على مصر. وقد جمع لنفسه كل المتوحشين وعصاة الأقاليم الأخرى. قد ذهب الملك في سلام إلى المعبد وقت الصباح ليجعل القربان العظيم يقدم لوالده المصور لجماله. تأمل! لقد أتى الفرعون نفسه أمام حاكم الارباب آمون لينصحه في أمر ذهابه … وليخبره عما سيحدث له، مرشدا إياه إلى الطريق السوي ليفعل ما يرغب فيه، كما يتكلم والد لابنه …. وقد خرج من عنده فَرِح القلب .… لأنه امده بالقوة والنصر.
استمر حكم الملك تحوتمس الرابع لمصر حاميا لحدودها ناشرا الامن والاستقرار فى ارضها لمدة عشر سنوات تقريبا وتوفى وهو فى سن الثلاثين تقريبا تاركا ورثته خمس ذكور وتسع من الاناث ، دفن الملك تحوتمس الرابع فى مقبرته ٤٣ بوادى الملوك ولكن تم نقل مومياؤه الى مقبرة ابوه بعد حادثة سرقة المقابر فى عهد الرعامسة .