شيخ الأزهر: يجب أن يعلم العبد أن الله سميع بصير

شيخ الأزهر: يجب أن يعلم العبد أن الله سميع بصيرشيخ الأزهر

الدين والحياة30-4-2022 | 08:58

قال الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، إن حظ العبد من اسمي "السميع البصير"، إن العبد يجب عليه العلم بأنّ الله يسمع ويبصر، حتى قِيل إنه سبحانه وتعالى يسمع دبيب النملة السوداء على الصخرة الملساء في الليلة الظلماء، وإذا علم الإنسان أن الله سميع بصير، عليه أن يراقب لسانه وأذنه وعينه خشية الوقوع في المعصية فيعلمها الله، موضحا أن الإنسان مطلوب منه أن يتشبه ب أخلاق أسماء الله الحسنى، فيكون رحيما عفوا غفورا كريما، إلا ما كان خاصا بالذات العلية، فليس للعبد فيها نصيب، كما أن العبد مأمور بأن يدعو الله بها وأن يرزقه منها ما يستطيع أن تتحمله طاقته البشرية.
وأضاف شيخ الأزهر -خلال حواره ببرنامجه (الإمام الطيب)- أن "اللطيف" صفة من صفات الله سبحانه وتعالى، مأخوذة من اللطف، بمعنى الدقة والخفاء، وهو ما يوضح أن لطف الله دقيق للغاية وخفي في الوقت نفسه، وفي باب أسماء الله الحسنى معناه أن الله تعالى رفيق بخلقه لطيف بالبار منهم والفاجر، فلطفه عام لا يختص بالمؤمنين أو الطائعين والصالحين، وإلا كان مصير غيرهم الهلاك.
وأشار إلى أن الله رفيق مُحسن متفضل على عباده بالأرزاق والمعاش، هو لطيف بعباده في معايشهم وأرزاقهم وهدايتهم، ولو تُرك الإنسان لنفسه لضل، وعلاقة الله بعباده هي علاقة الحب واللطف والرحمة وغيرهم من الصفات التي اختص بها الله نفسه، موضحا أن الدنيا دار تكليف فيها الخير والشر وأهل الخير والشر، وفيها الله سبحانه وتعالى ورحمته وعباده ولطفه، وفيها الشيطان، قائلا "هداية المؤمن لطف من الله، ولولا أنّه عز وجل متصف بصفة اللطف لهلك من في الكون"، مضيفا أن من لطف الله تعالى خروج الشيء من نقيضه رحمة بالعبد، كخروج اللبن من بين الفرث والدم، والحرير من الدود، والعسل من ذباب النحل، وهكذا.
وعن حظ العبد من اسم الله تعالى اللطيف، قال الإمام الأكبر إنه على العبد أن يترفق بالعباد، سواء في تيسير الأمور وترتيبها أو في إيصال النعمة في شكل ميسور ودقيق، أو في إيصال النعم الخفية من نقيضها، موضحا أن أولى الناس بلطف العبد ورفقه هم أهله وزوجته وجيرانه ومجتمعه.
وأضاف أن التجسيم بالنسبة لله سبحانه وتعالى يؤدي إلى الخروج على صريح القرآن الكريم، كما أن الإسلام قائم على نفي التجسيد في الألوهية، ومع ذلك لا نصف أحدًا بأنه كافر، موضحا أن قوله تعالى "فاصبر فإنك بأعيننا"، يعني في رعايتنا، وهو أمر مشروع لغة ومطلوب فهما، بدليل آيات التنزيه وآية ليس كمثله شيء، فالله تعالى يسمع ولكن ليس كما نسمع نحن، وكذلك بالنسبة إلى الإبصار.
وأشار إلى أنّ الاختلاف في هذا الأمر، هو أشبه بمعركة كلفت المسلمين قديما وحديثا وكثيرا، مضيفا: "الله سميع بصفة اسمها السمع، وليست كصفاتنا فنحن نسمع على مدى محدود ولكنه عز وجل يسمع كل المسموعات في آن واحد، ولا يشغله سمع عن سمع أو بصر عن بصر".

أضف تعليق

المنتدى الحضري العالمي شهادة دولية للدولة المصرية

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين

الاكثر قراءة

تسوق مع جوميا
إعلان آراك 2