أحمد تميم المراغى: المصريون أجمل من قرأ القرآن

أحمد تميم المراغى: المصريون أجمل من قرأ القرآنالشيخ أحمد تميم المراغى

الدين والحياة3-5-2022 | 15:52

استطاع الشيخ أحمد تميم المراغى حجز مقعده فى دولة تلاوة القرآن الكريم فى مصر والعالم العربي، وحقق شعبية واسعة ومكانة بين المستمعين والقراء، حتى أنك حينما تستمع إليه تحسبه واحدا من جيل عمالقة التلاوة.


«أكتوبر - بوابة دار المعارف الإخبارية» التقت الشيخ المراغى وفتح قلبه وتحدث عن نشأته وبدايته مع القرآن وقصة أول أجر حصل عليه، وموقف تعرض له عند التقديم للإذاعة، وماذا قال له الشيخ أبو العينين شعيشع؟، وطقوسه قبل القراءة أمام رئيس الجمهورية فى المناسبات.

حدثنا عن النشأة؟


أحمد تميم محمود أحمد، والشهرة أحمد تميم المراغي، نشأت فى إحدى قرى صعيد مصر تسمى قرية الغريزات التابعة لمركز المراغة محافظة سوهاج لأسرة فقيرة، حفظت القرآن فى سن صغيرة على يد والدي، رحمة الله عليه، وفى كُتاب القرية، وكان محفظنا الشيخ نور الدين، رحمة الله عليه، وكنت أحفظ وأسمّع على والدي.


وتعلمت الترتيل والتجويد وحفظ القرآن قبل أن أكتب بالقلم، كانت النشأة فى أسرة قرآنية، فكان والدى قارئا للقرآن ويجوده فنشأت على سماع صوته والمشايخ الكبار عبد الباسط عبد الصمد، ومحمد صديق المنشاوى، رحمة الله عليهما.


وبعد الكُتاب التحقت بالتعليم الأزهري، والتحقت بكلية الدعوة الإسلامية بجامعة الأزهر بالقاهرة وأنهيت دراستى بتقدير جيد جدا، وبعد أداء الخدمة العسكرية، عينت فى وزارة الأوقاف عام 1990 فى وظيفة إمام وخطيب وتدرجت فى الوظيفة حتى وصلت إلى درجة كبير أئمة بوزارة الأوقاف، ولم أخرج من المسجد فكان عملى كله فى المسجد وإلى أن ألقى الله، لا أحب العمل الإدارى ولا أرغب فيه، وإنما أحب الدعوة وأحب أن أكون داعية وخطيبا.


منّ الله علىّ بتلاوة القرآن وتجويده فاعتمدت قارئا رسميا معتمدا بالإذاعة المصرية منذ عام 2005، وأقرأ على الهواء مباشرة فى المناسبات الدينية والرسمية منذ عام 2017 بعد أن اجتزت كل التسجيلات.


وفى عام 2016 انتدبت من وزارة الأوقاف إلى الشؤون المعنوية بالقوات المسلحة المصرية، نسأل الله أن يحفظها وأن ينصرها وأن يؤيدها، فالخير زاد بازدياد المكان فأصبحت قارئا فى المناسبات الرسمية أمام الرئيس عبدالفتاح السيسي حفظه الله.


متى أتممت حفظ القرآن؟


أتممت حفظ القرآن فى سن الثانية عشرة من عمري، ولم تواجهنى أى صعوبات فى الحفظ خصوصا أننى كنت أقرأ أمام والدي، فإذا أخطأت كان والدى «يزوم» فأفهم أننى أخطأت فى القراءة، فأبدأ فى مراجعة نفسى فإذا سكت أعرف أننى صححت الخطأ، وهذا من فضل الله علىّ.


ما الموقف الذى تذكره وأنت طفلا.. وما قصة أول أجر حصلت عليه؟


أذكر أننى وأنا طفل صغير كنت أحب الحلوى فكان أحد جيراننا فى القرية يحضر لى الحلوى مقابل أن أقرأ له وأسمعه القرآن، فكانت هذه بمثابة أول أجر لى «أخد حلاوة وأجود القرآن»، وب القرآن رفع الله سبحانه وتعالى الدرجة والقدر فأصبحنا نجلس أمام رئيس الجمهورية.


هل تذكر أول مرة قرأت أمام جمع كبير؟


كنت فى مرحلة الثانوية الأزهرية وقرأت أمام محافظ سوهاج فى إحدى المناسبات، وحصلت على شهادة استثمار بقيمة 5 جنيهات، وفى نفس المرحلة أذكر أننى وقفت على مسرح دار الثقافة بالمحافظة وأنشدت مع زملائى أمسية دينية من البوردة للإمام البوصيرى، وكان ذلك فى عام 1982 تقريبا، وحصلنا على العديد من الجوائز، وبعدها تركت الصعيد والتحقت بجامعة الأزهر فى القاهرة.


بمن تأثرت من عمالقة دولة القراءة؟


وأنا طفل صغير كان أكثر تأثرى بالشيخ عبدالباسط عبد الصمد، رحمة الله عليه، لأن صوتى وأنا طفل صغير كان رفيعا فكنت أحب أن أقلد الشيخ عبد الباسط، ولما كبرت تعمقت أكثر وتعرفت على الأصوات بشكل أكبر ف القرآن نزل فى مكة وقرأ فى مصر، فأفضل قارئ للقرآن فى مصر، وأجمل من قرأ القرآن هم المصريون، رحم الله من رحل وبارك فيمن بقى حيا.


هل جمعك موقفا مع أحد من كبار القراء؟


أذكر موقفا جمعنى ب الشيخ أبو العينين شعيشع رحمه الله، فكان أحد أعضاء اللجنة التى اختبرتنى فى الإذاعة، وكانت تضم الشيخ عبدالحكيم عبد اللطيف، رحمة الله عليه، والشيخ أحمد عيسى المعصراوي، بارك الله فى عمره، والشيخ محمد محمود الطبلاوي، رحمه الله، فى 2005، وبعدما انتهيت من القراءة استدعوني، فسألنى الشيخ شعيشع: «انت فطرت إيه يا شيخ أحمد؟ قلت له: فول، فقال لأعضاء اللجنة: مش قلت لكم..» والسؤال لم يكن من فراغ حيث كنت أقرأ بصوت قوى وفيه زعيق وعلى صوتي، وكان ذلك بسبب الرهبة والتوتر فكنت أسمع دقات قلبى بأذني، وعندما توترت خفت أن تحدث حشرجة فى صوتى فقرأت بأعلى طبقة حتى أمر من هذا الموقف، فلما سمع منى هذا الكلام زكانى أكثر وقالى: بس شاطر عرفت أن تعالج الموقف، إحنا حبينك ونسمعك فى المرتل، حيث لى ترتيل مسجل لقناة المجد من أكثر من 20 عاما.


فى رأيك ما سر ارتباط الجمهور بالقراء القدامى حتى الآن؟


كل المشايخ القدامى كان عندهم الإخلاص، وبسبب إخلاصهم فى تلاوة القرآن الكريم حتى اليوم ما زلنا نتأثر بهم، ومازلنا نقلد أصواتهم وما زلنا ننهل منهم ببركة إخلاصهم لله، وسيبقون إلى يوم الدين، نعم سيبقى صوت الشيخ عبد الباسط والشيخ محمد صديق المنشاوى والشيخ الحصرى والشيخ مصطفى إسماعيل والشيخ البنا والشيخ البهتيمي، وفى فترة كورونا رحل عنا مشايخ عظام مثل الشيخ محمود الطنطاوى، والشيخ الطبلاوى، والشيخ راغب، والشيخ محمد السيد ضيف، لكن الخير فى مصر ومصر ولادة، وهناك نوابغ كثر فى مصر.


وما سر عدم ارتباط الناس بالمشايخ الجدد؟


نسأل الله لنا ولهم الإخلاص، قد تكون شغلتهم الدنيا، حتى لو وجدت ارتباطا تجده ارتباطا ماديا وليس معنويا أو ارتباطا روحانيا، وقلما تجد اليوم القارئ الذى يرتبط بالناس ارتباطا دينيا وخلقيا وقرآنيا، ونسأل الله الهداية لنا ولهم.


وكيف تستعيد قوتها؟


دولة التلاوة فى مصر قوية ولن تضعف، لكن تستعيد ارتباطها بالإخلاص لله، وأن تنوى من جديد أن تقرأ القرآن لله وليس للدنيا، تقرأ القرآن للقرآن وليس للموسيقى.. تقرأ من قلبها وتخلص لله وتعطى لله وتؤدى لله وتكون الوجهة هى الله، عندئذ سيعود ارتباط الناس بهم مرة أخرى.


هل قصرت الإذاعة مع الأجيال الجديدة؟


الإذاعة تركز بشكل أكبر على القدامى نظرا لما كانوا عليه من إخلاص وأداء، والقراء الجدد يأخذون وقتا ولكنه قليل جدا، كل شهر نصف ساعة أو ربع ساعة، وهذه فترات بعيدة تحتاج إلى إعادة نظر، وهذا قد يرجع إلى ما تمر به البلاد من كورونا تمنع انعقاد اللجان الخاصة بسماع القراء والمجودين والمبتهلين.


ما رأيك فى ظاهرة ارتباط الشباب بقراء السعودية؟


ليسوا جميعا، لكن هناك من يرتبط بمشايخ السعودية وقد يكون سببه قدسية المكان والمكانة ولما نسافر أحب سماع أئمة الحرم المكى وأهيم معهم أمثال السديس أو الشريم أو المعيقلى أو الدوسري، فقدسية المكان تؤثر.


وهناك الكثير من المصريين يحبون الشيخ أحمد بن على العجمي، وللعلم المصحف المرتل للشيخ العجمى به مئات الأخطاء بالغنن والمدود لأنه لم يقرأ على المصريين، و القرآن غالب، فالمصحف المرتل خاصتى تمت مراجعته ورغم ذلك ليس خاليا من الأخطاء فالكمال لله وحده.


فإغفال الغنة خطأ، والعلماء قالوا: رغم أن الغنة خطأ خفى إلا أنه يحرم أن يقال، فالخطأ قسمان «خفى وجلي»، فتلاوة القرآن أمر صعب والتعلم سهل و القرآن مأدبة الله فتعلموا من مأدبته ما استطعتم، وعن أفضل ما أخذتم عليه أجر كتاب الله لكن لا تبالغ، ولا تطلب كن أنت المطلوب، ورحمة الله عليه الشيخ الشعراوى قال: «من طلب لشيء أعين عليه ومن طلب شيئا وكل إليه»، فأهل القرآن هم أهل الله وخاصته. نسأل الله أن نكون منهم وأن يكون القرآن شاهدا لنا لا علينا.


ولماذا لم يجوّد السعوديون القرآن؟


فى السعودية لم يدرسوا التجويد، ثم أنهم نشأوا فى بلادهم على الترتيل، والترتيل مرتبة والتجويد مرتبة، وهناك 4 مراتب لقراءة القرآن «التجويد (التحقيق)، والترتيل وهو ما نزل به من السماء، والتدوير (مرتبة ما بين الترتيل والحدر) والحدر أى القراءة السريعة مع مراعاة الأحكام»، فكون أن السعوديين لا يجودون القرآن ليس عيبا ف القرآن نزل مرتلا، وأول من رتل القرآن هو الله، وثانى من رتل القرآن هو سيدنا جبريل، وثالث من رتل القرآن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، ورابع من رتل القرآن هم الصحابة، وهكذا حتى وصل إلينا، فيقول تعالى: «يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (1) قُمْ اللَّيْلَ إِلاَّ قَلِيلاً (2) نِصْفَهُ أَوْ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلاً (3) أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلْ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً »، فأمر ترتيل القرآن فرض عين على كل مسلم ومسلمة.


قرأت أمام الرئيس.. هل تذكر أول مرة؟


كانت فى افتتاح مركز المنارة 2015 وقرأت بداية سورة الفتح: «إنا فتحنا لك فتحا مبينا ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر» ومن بعدها فتح الطريق، وآخذ دورى فى المناسبات الرسمية مع زملائي.


كيف استعددت؟


كانت تسيطر عليّ حالة من القلق رغم أنى أقرأ فى الإذاعة، لكن الخوف والقلق سيطرا عليّ حتى لحظة دخول الرئيس وبدء القراءة فأخذت فى الهدوء وبدأت أطمئن حتى انتهيت، وكانت مدة التلاوة لا تتجاوز الدقيقتين، خصوصا أننا لا نقرأ مددا طويلة باستثناء الأعياد أو الجمعة قد تصل مدة التلاوة إلى 15 دقيقة.


هل تذكر لقاء جمعك بالرئيس بعدما انتهيت من التلاوة؟


جمعنى وآخرون لقاء بالرئيس بعد صلاة العيد فى مسجد العلمين وسلم عن قرب دون مصافحة التزاما بالإجراءات الاحترازية نظرا لظروف كورونا، وسألنا فردا فردا هل تحتاجون إلى شيء، وشكرناه، ونتمنى له التوفيق والسداد والإخلاص ونتمنى لبلدنا الازدهار والأمن والاستقرار.

أضف تعليق

حكايات لم تنشر من سيناء

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2