الأستاذ .. القيمة والقامة

الأستاذ .. القيمة والقامةبهاء زيتون

الرأى20-5-2022 | 20:03

شريط طويل من الذكريات مر بخاطرى، بمجرد علمى بوفاة أستاذى الكاتب الصحفى الكبير صلاح منتصر، الذى كان رئيسًا لمجلس إدارة دار المعارف ورئيس تحرير مجلة أكتوبر لمدة 9 سنوات (من 4 فبراير 1985 وحتى 2 يناير 1994).. والذى شرّفنى خلالها بتعيينى صحفيًا ب مجلة أكتوبر فى أوائل التسعينيات، حيث كان تعيين أى صحفى فى عهده، لا يتم إلا بعد أن يثبت كفاءة عالية خلال فترة التمرين.

تعرفت بـ"الأستاذ" – وجهًا لوجه – فى أواخر الثمانينيات، وبالتحديد عام 1988 عندما كان فى زيارة صيفية لمدينة الإسكندرية (موطنى)، حيث كنت وقتها محررًا تحت التمرين بجريدة "صوت الإسكندرية"، والذى كان يرأس تحريرها الأستاذ سلطان محمود – رحمه الله – مدير مكتب مجلة أكتوبر بالإسكندرية، والذى أبلغ الأستاذ صلاح، بأن لديه مجموعة واعدة من الشباب تتدرب بالجريدة، وينتظرون أخذ الفرصة، فما كان من الأستاذ صلاح إلا أن طلب منه اختيار 5 منهم للتدريب بمجلة أكتوبر.. وكنت أنا واحدًا منهم.. وبدأنا فى إرسال الأخبار أسبوعيًا، وكان يتم نشرها بـ"أكتوبر" بدون اسم.. ولكن لم يستكمل الأربعة الآخرون المشوار.. وتركونى وحدى أستمر فى التدريب، إلا أن فترة التدريب قد طالت فذهبت لـ "الأستاذ"، وكان يقضى الإجازة الصيفية بأحد الفنادق الشهيرة بقصر المنتزه،

وأخذت معى أرشيفى الصحفى وقابلته، حيث طلب منى الحضور للقاهرة إذا كنت أريد التعيين، وبالفعل.. لبيت طلب "الأستاذ" وكنت أسافر يوميًا من الإسكندرية إلى القاهرة والعكس، حيث أتاح لى الفرصة حتى تم تعيينى فى عام 1992، وعندما أردت العودة لمكتب الإسكندرية مرة أخرى بعد التعيين طلب منى الاستمرار فى العمل بالقاهرة، نظرًا لأنه يعجبه زوايا الموضوعات الصحفية التى أقوم بها على حد تعبيره.. وترك لى حرية الاختيار.. واستجبت لطلبه بالاستمرار فى القاهرة، حيث اعتبرت طلبه هذا بمثابة شهادة تقدير..

وكانت مكافأة "الأستاذ" لى بأن استثنانى فى إعطائى جواب دخول نقابة الصحفيين بعد 3 شهور من التعيين، حيث كان الأمر يستلزم البقاء عاما آخر بعد التعيين للحصول على ذلك الجواب.

وقد كلّفنى "الأستاذ" بأول التحقيقات الصحفية، وكان عن الصيف ب الإسكندرية عام 1991، حيث أعجبه التحقيق الصحفى، الذى قمت به ونشره غلافًا للمجلة، وأعطانى مكافأة 150 جنيهًا، وكان وقتها يعد مبلغًا كبيرًا، ثم أرسلنى إلى سيوة لعمل تحقيق صحفى عنها بمناسبة فك الحظر عليها، ثم كلفنى بعمل موضوع عن بورصة القطن، ثم موضوع عن عيش الغراب، كما أرسلنى إلى ليبيا لتغطية مؤتمر صحفى للعقيد القذافى بمناسبة العيد القومى لليبيا – كنوع من المكافأة – وصرف لى بدل السفر بالدولار، فقد كان يدعم الشباب المجتهد، وأتذكر أنه فى إحدى المرات، وعندما عاد من رحلة العُمرة أهدانى محفظة جلد مزودة بآلة حاسبة، مازلت أحتفظ بها حتى الآن وغيرها من الذكريات الجميلة مع "الأستاذ", الذى كانت فترة رئاسته فترة ازدهار لمجلة أكتوبر..

رحم الله الأستاذ صلاح منتصر (القيمة والقامة).

أضف تعليق

حكايات لم تنشر من سيناء

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2