"القومي للبحوث": التغيرات المناخية وكيفية الحد من آثارها السلبية

"القومي للبحوث": التغيرات المناخية وكيفية الحد من آثارها السلبيةالقومي للبحوث

منوعات23-5-2022 | 12:38

تشكل التغيرات المناخية، التي يواجهها العالم اليوم تحديا هاما، نظرا لما تصاحبه ظاهرة الاحتباس الحراري من انعكاسات طالت مختلف المجالات مما ترتب عليه ندرة الموارد المائية و نقص الطعام وكذلك أضرار بالغة بالبيئة والصحة العامه. ويوكد الدكتور محمد عيد علي بالمركز القومي للبحوث أن مشكلة سوء استخدام الموارد الطبيعية وتدهور البيئة أصبحت لها أثر واضح على إضعاف التنمية الاقتصادية.

وتعد الانبعاثات الكربونية أحد أهم العناصر المسببة لحدوث ظاهرة الاحتباس الحراري، وهذه الانبعاثات ناتجة عن استخدام الفحم والوقود الحفري و التوسع المطلق في استخدام و توليد الطاقة، التى قد تؤدي إلى تفاقم مشكلة الاحتباس الحراري، والمترتب عليه ارتفاع درجة حرارة الأرض وذوبان الثلوج في القطبين الشمالي والجنوبي وبالتالي ارتفاع منسوب مياه البحر، مما استدعي توجه دول وحكومات العالم و المؤسسات الدولية المختلقة للحد من مشاكل الاحتباس الحراري والتغيرات المناخية، حيث يتطلب ذلك وضع تصور كامل لأليات التعديل وخفض الانبعاثات، والوصول إلى الحياد الكربوني بحلول عام ٢٠٥٠ و هو الهدف العام الدولي، التي رصدت له الأمم المتحدة والدول المعنية جميعها إلتزاما؛ لضمان حماية الأرض من عواقب التغيرات المناخية.

وأشار المركز القومي للبحوث باعتبار ة أحد أهم وأكبر الجهات البحثية في مصر والشرق الأوسط و أفريقيا، حيث إن مصر ستستضيف مؤتمر الأطراف المعنية من دول العالم لتغيرات المناخ القادم بشرم الشيخ COP27 في نوفمبر ٢٠٢٢. لذا كان من الواجب علينا رفع الوعي بخطورة التحدي، الذي يواجه الاقتصاد والمجتمع البشري في العالم و محاولة تبني البحث العلمي و الابتكار وتقديم حلول عملية للوصول إلى الحياد الكربوني و خفض الانبعاثات الناتجة عن استخدامنا المفرط للطاقة. وقد أسفرت جهود المشاركة بين علماء المركز القومي للبحوث ومؤسسة استدامة للحلول المستدامة إلى ابتكار برنامج تنفيذي لحسابات نسبة الانبعاثات الكربونية لاستهلاك الطاقة لبعض أجهزة المركز القومي للبحوث و من ثم تعويض تلك الانبعاثات الكربونية بزراعة الأشجار، التي بدورها لها القدرة على امتصاص الانبعاثات الكربونية الناتجة عن استخدام هذه الأجهزة طوال فترة عمرها التقريبية وذلك للوصول إلى الحياد الكربوني.

وتهدف المبادرة لزراعة أنواع مختلفة من الأشجار كالصباريات، التي تحتاج فقط لكميات قليلة من المياه، وكذلك نسعى لزراعة أنواع أخرى كالأشجار المثمرة والخشبية وكذلك الأشجار الزيتية، التى تعتبر ثروة لما لها من عوائد اقتصادية وبيئية.

و من نتائج تطبيق المشروع التجريبي داخل المركز القومي للبحوث الحصول على قيم تعويض لاستخدامات الطاقة و تحديد عدد الأشجار المطلوب زراعتها، وذلك من خلال علماء المركز القومي للبحوث تحت إشراف أ.د. حنان سيد عبدالرحمن وبمعاونة كل من أ.د. محمد عيد محمد علي، أ.د. نبيلة محمد صالح، , د. شيماء محمد عبد المنعم ويأمل الفريق البحثي بتعميم مشروع برنامج تعويض علامة الكربون محلياً، الذي سيعطي مصر القدرة خلال مؤتمر تغيرات المناخ على طرحه كفكرة تطبيقية لتعويض انبعاثات الكربون وتعميم تطبيق و تنفيذ المشروع في جميع ربوع مصر.

و لما كان للمركز القومي للبحوث الريادة في تقديم حلول بيئية مستدامة قد قام بتنقيذ مشروع علامة تعويض الكربون بالشراكة مع مؤسسة استدامة، حيث استهدف المشروع البدء في خطوات عملية و تنفيذية للحد من تأثير تغيرات المناخ و الاحتباس الحراري، فقد قام هذا الفريق البحثي تحت رعاية رئيس المركز بعمل نموذج رائد لحساب البصمة الكربونية لبعض المعامل المتواجدة بالمركز و تحديد قيم انبعاثات ثاني أكسيد الكربون و عمل تعويض لذلك بزراعة عدد من الأشجار لاحتواء هذه النسبة من الانبعاثات و أخيرا نود تعميم و تنفيذ تلك التجربة الرائدة في شتى مؤسسات و قطاعات الدولة و ذلك لتكون مصر الحبيبة رائدة في تنفيذ هذا البرنامج في الشرق الأوسط و إفريقيا للحد من التغيرات المناخية وظاهرة الاحتباس الحراري.

أضف تعليق

وكلاء الخراب

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2