محطات في حياة «منتصر» خلال مسيرته بـ «أكتوبر»

محطات في حياة «منتصر»  خلال مسيرته بـ «أكتوبر» الكاتب الصحفى الراحل صلاح منتصر

استطاع فارس الكلمة الكاتب الصحفى الراحل صلاح منتصر، والذى جاء خلفًا للأستاذ أنيس منصور، أن يحافظ على استمرار نجاح مجلة أكتوبر، والتى حققت ما لم تحققه مجلة أخرى فى الانتشار، وكانت الأكثر توزيعا وقدمت محتوى جديدا فى عالم الصحافة، خلال فترة تولى «منتصر» رئاسة مجلس إدارة دار المعارف، ورئاسة تحرير مجلة أكتوبر، ما بين 4 فبراير 1985 حتى 2 يناير 1994،إلى أن عاد إلى الأهرام مرة أخرى.

فلم يكتف فارس الكلمة بما انفرد به للمجلة من حوارات مع رؤساء الدول وكبار الشخصيات فى الوطن العربي، بل حشد لها الكثير من الكتاب والصحفيين الكبار، وقدمت موضوعات وقضايا جديدة ومحتوى مختلفا ومتنوعا، وشهدت نقلة نوعية فى عهده، ولما لا وهو الذى قال عن نفسه فى أحد الحوارات الصحفية «كل ما يعنينى أن أقدم أفكارًا غير تقليدية أو مألوفة»، فظهرت شخصية الكاتب الكبير على صفحات المجلة العريقة، واستطاعت أن تظل فى الصدارة طوال سنوات توليه رئاسة المؤسسة العريقة، من خلال موضوعات غير تقليدية أو مألوفة، كما كان يحب أن يطلق عليها.

وفى السطور التالية نبحر فى رحلة بحث داخل أرشيف الكاتب الكبير الراحل صلاح منتصر ب مجلة أكتوبر حول أبرز محطاته والموضوعات التى انفرد بها.

حوار الرئيس الفلسطينى ياسر عرفات

ولعل أبرز هذه المحطات كانت العدد رقم 433 الصادر فى 17 نوفمبر 1985، بعد 9 أشهر من تولى منتصر رئاسة تحرير مجلة أكتوبر، وهى شهادة الرئيس الفلسطيني، ياسر عرفات، عن أعنف ندوة صحفية حضرها فى مصر، وكانت أول مرة يدخل فيها أبو عمار مجلة أكتوبر ودار المعارف، فى لقاء ضم كتاب ومحررى المجلة.

الغريب فى الأمر أنه لم يكن يمر 9 شهور على تولى منتصر رئاسة المجلة، لتكون بداية موفقة للراحل من خلال تنظيم الندوات لكبار الشخصيات فى العالم، وكانت أكتوبر تحتفل بمرور 9 أعوام على صدورها.

تجربة منتصر مع أكتوبر

وكتب منتصر فى العدد رقم 471 الصادر فى 3 نوفمبر 1985 مقاله الأسبوعى تحت عنوان «وتبدأ أكتوبر عامها العاشر»، وبدأ مقاله: «عمر مجلة أكتوبر 9 سنوات، أما أنا فعمرى 9 شهور فقط»، وتطرق الراحل إلى تجربته مع المجلة، وأنه لا يستطيع الحديث عن ماضيها، والذى له الحق هو أنيس منصور الأب الروحى لها، وكل ما يستطيع هو أن يحلم أو يحلق على أجنحة الحديث عن مستقبلها.

وجاء فى ختام المقال: «إن من أحلامى أن يكون هناك مراسل لـ «أكتوبر» فى كل بلد عربى وكل عاصمة كبرى، ومحرر ومصور يجريان وراء الأخبار أينما كانت، فى أى موقع فى العالم، وتوقيع اتفاقيات مع الوكالات المتخصصة لاستثمار ما قد تنقله الأقمار الصناعية».

الانفرادات

وشهدت مجلة أكتوبر فى عهد الكاتب الراحل صلاح منتصر، العديد مما يطلق عليه «خبطات صحفية»، وانفراد المجلة بحديث مرتضى المراغى آخر وزير داخلية فى عهد الملك فاروق عن ليلة الثورة، وذلك فى العدد الصادر بتاريخ 4 أغسطس 1985 فى العدد رقم 458.

كما انفردت المجلة بإجراء أول حوار مع رئيس مجلس الشعب الدكتور رفعت المحجوب فى نفس العدد.

ونشرت المجلة كيف استجاب أصحاب السيارات لتعليمات وزارة الداخلية بإزالة الملصقات والصور والرموز التى كانت موجودة على سياراتهم، وقد كشف المقال عدد السيارات فى مصر عام 1985 والتى كانت تقدر بـ 2 مليون سيارة ما بين ملاكى وأجرة ونقل، بالإضافة إلى انفراد آخر وهو تفاصيل أول لقاء يجمع بين الرئيس مبارك وسوار الذهب رئيس المجلس العسكرى السودانى الانتقالي، والذى جاء مصادفة.

وانفردت المجلة فى العدد رقم 443 بنشر سر لأول مرة يكشفه الرئيس الراحل ياسر عرفات من خلال صفحات أكتوبر وهو أن سوريا أفسدت اتفاقا لإنهاء حرب بيروت.

كما تطرقت المجلة فى عهد الراحل صلاح منتصر إلى العديد من المشكلات الاجتماعية والمجتمعية، ومنها الزيادة السكانية والبحث عن حلول لهذه الأزمات فى صالون أكتوبر، وأصدر صلاح منتصر البيان رقم 1 فى شهر يناير 1989 بشأن الحرب التى يجب أن نخوضها.. وهى الحرب ضد غول الزيادة السكانية.. القنبلة الموقوتة التى تهدد مجتمعنا وهويتنا المصرية، وفى يناير 1990 أصدر البيان الثانى تحت عنوان الحرب التى يجب أن نخوضها دفاعا عن مصرنا ومصريتنا.

ومن أهم الموضوعات التى تطرق إليها الراحل فى التسعينات، هى شعور المصريين بالقلق والخوف من الغد.

كما انفردت المجلة بنشر مذكرات المشير محمد عبدالغنى الجمسي، ليكون أول قائد عسكرى مصرى ينشر مذكراته عن حرب أكتوبر.

وكان الراحل صلاح منتصر من رواد التحقيقات الصحفية، فقد تمكن من تكوين قسم التحقيقات الصحفية فى الأهرام فى سن الـ 25 سنة، وقاد عدة حملات صحفية ضد الظواهر السلبية، ومنها شركات توظيف الأموال.

أضف تعليق

تدمير المجتمعات من الداخل

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2