السد الإثيوبي بعد عشر سنوات.. لا كهربا ولا ماء!

السد الإثيوبي بعد عشر سنوات.. لا كهربا ولا ماء!حسن زعفان

الرأى29-5-2022 | 14:12

إثيوبيا دولة هشة جدا ومخترقة من كل الجهات، وهي مجموعة عرقيات متناحرة وبينهم دم وثأر عائلي وعقائدي وطائفي.. وليس لهم نظام محدد، ومن الصعب أن تكون هناك حكومة مركزية مسيطرة، وهي أيضا دولة داخلية ليس لها موانئ على البحر.. وتعتمد على طرق ومدقات لنقل التجارة الخارجية ومن خلال سكة حديد واحدة تأتي من ميناء فى جيبوتي.. وفى أغلب الأحيان يتم السطو على طرق السكك الحديدية المتهالكة، وتتوقف لأسابيع وربما شهور، أما حكاية سد النهضة، فهو سد سياسي، ولم يحقق أهدافه، وقد تخلى عنه داعموه وحتى أموال التبرعات من بعض الإثيوبيين فى الخارج، خاصة فى أمريكا وأوروبا لم يعد الأمر يعنيهم، بعدما أعلنت أمريكا أنها ستفرض عقوبات على إثيوبيا.. وأن السد مجرد حائط خرساني تم الاحتفال بعيد ميلاده الحادي عشر، وهو شيء مضحك أن يحتفلوا بحائط خرساني لم يحجز ماء ولن يولد كهرباء.. أما حكاية السدود الأخرى، التي أعلن عن تنفيذها فهي من الناحية الهندسية عبارة عن سدود صغيرة وأحواضها ذات استيعاب لا يتعدى نصف مليار متر مكعب وأغلبها كان يصب فى مناطق أخرى، وليس فى المجرى المباشر للنيل الأزرق.. وحتى لو أرادوا ذلك فمن سيمول هذه السدود، خاصة بعد أن تغيرت قوانين اللعبة بعد الأزمة الأوكرانية والتي ستغير موازين القوى فى العالم كله.. الحقيقة أن الساسة الإثيوبيين يعيشون فى عالم خيالي لا وجود له سوى فى رؤوسهم فقط، يقولون إنهم باعوا كهرباء لدولة جنوب السودان، كيف تم ذلك والسد لم ينتج أي كهرباء على الإطلاق.. وأن تجربة أول توربين لتوليد ال كهرباء توقف بعد ربع ساعة، أي والله بعد ربع ساعة، ولو افترضنا أن التوربينات تولدت عنها كهرباء.. كيف سيتم نقل هذه ال كهرباء وليس هناك شبكة توصيل من أي نوع، ولا حتى سلك لإنارة لمبة، وإلى الآن يستخدمون مولدات للحصول على كهرباء فى موقع السد نفسه، مولدات تدار بالديزل محمولة على شاحنات، والسؤال المضحك أين ال كهرباء التي باعتها إثيوبيا لجنوب السودان، وكيف نقلت هذه الكهرباء؟

إثيوبيا تخفى فشلها فى إتمام مشروع السد خوفا من غضب الشعب الإثيوبي، والذي تم ابتزازه وجمع التبرعات منه فى الداخل والخارج.. وقد ضاعت الأماني، التي روج لها حكام إثيوبيا قبل عقد كامل من الزمان، وكانوا ينتظرون رد فعل عنيف من مصر ليكون مبررًا لفشل المشروع، لكن مصر فوتت عليهم الفرصة واتجهت إلى الحل الدبلوماسي عبر كل القنوات السياسية والدبلوماسية، سواء فى الاتحاد الإفريقي أو الأمم المتحدة ومجلس الأمن.. فهل تعلن إثيوبيا موافقتها على توقيع اتفاقية ملزمة تضمن الحقوق المائية لدول المصب؟

أضف تعليق