في ضوء افتتاح مسار العائلة المقدسة بوادي النطرون بعد تطوير ورفع كفاءة المنطقة المحيطة به وفى ضوء احتفال مصر بذكرى دخول العائلة المقدسة أول يونيو يرصد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بجنوب سيناء ب وزارة السياحة والآثار معجزة السيد المسيح ب وادى النطرون حين عطش الطفل ولم تجد السيدة العذراء مصدرًا للماء سوى بحيرة شديدة الملوحة، فخاضت داخلها لأمتار وأخذت بعض الماء منها لتروي طفلها ليتحول الماء المالح إلى عذب، ويتفجر في نفس الوقت ينبوع مياه عذبة بارتفاع 1.5 متر عن سطح المياه العادية والتدفق لازال حتى اليوم وهى معجزة "نبع الحمراء" في التراث المسيحي وهذه المياه مباركة ولها معجزات سواءً المالحة منها أو النبع العذب، فهي تشفي أمراض الروماتويد والروماتيزم، وجميع أمراض الحساسية بأنواعها.
وينوه الدكتور ريحان إلى معجزات السيد المسيح في المواقع التي باركتها العائلة المقدسة بمصر من بداية الطريق فبعد عبور سيناء واتجاه العائلة المقدسة إلى "تل بسطة" بالقرب من الزقازيق لم تقبلهم المدينة وأهلها ورفضوا إقامة العائلة المقدسة فى وسطهم، فأرشدهم أحد أهالى المدينة إلى موقع وجدوا فيه شجرة حيث مكثوا عندها وأنبع الطفل نبع ماء، فأحمته العذراء وغسلت ملابسه وسمى هذا المكان "المحمة" أى مكان الاستحمام، وتسمى الآن مسطرد وقد بنيت في هذا المكان كنيسة على اسم القديسة العذراء عام 901م، وعند مرور العائلة المقدسة فى بلبيس استظلوا بشجرة عرفت فيما بعد بــ "شجرة مريم" وحتى الآن يدفن المسلمون حولها أمواتهم تبركًا بها.
وفى وقت الحملة الفرنسية على مصر أراد جنود نابليون قطع هذه الشجرة خشبًا لطهى طعامهم فلما ضربوها بالفأس أول ضربة بدأت تدمي فأرتعب العسكر ولم يجرؤوا بعد ذلك أن يمسوها، وتباركوا بها وكتبوا أسمائهم على فروعها ومنهم من شفى من مرض الرمد.
ويشير الدكتور ريحان إلى معجزة سمنود الشهيرة المجسّدة فى الماجور الحجرى حين رحب أهلها بقدوم العائلة المقدسة ويقال إنها أقامت فى المدينة ما بين ١٤ و١٧ يومًا وقد أهدى أهالى البلدة السيدة العذراء ماجورًا حجريًا لتعجن فيه، فى الوقت الذى أنبع السيد المسيح عين ماء فى المكان الذى أقاموا به، ويوجد بالكنيسة الحالية "كنيسة السيدة العذراء والشهيد أبانوب بسمنود" ماجور كبير من حجر الجرانيت يوضع فيه ماء مصلى عليه.
وفي سخا بكفر الشيخ معجزة ماء كعب يسوع حيث أوقفت السيدة العذراء مريم ابنها على قاعدة عمود، فغاصت مشطا قدميه فى الحجر وانطبعت قدميه، وقد تفجّر نبع ماء وسمى هذا المكان "كعب يسوع"، وأصبح الموقع بركة للناس حيث يأتون ويضعون فى مكان القدم زيتًا ويحملونه إلى بلادهم وينتفعون ببركة هذا الزيت فى الشفاء.
وتابع الدكتور ريحان أن سبب شهرة المطرية هى جلوس العائلة المقدسة تحت شجرة بها وكانوا فى احتياج إلى الماء، وبدأ الطفل يلعب بقدميه فى الأرض، فنبع عين ماء شربوا منه ثم غسلت العذراء ملابس الطفل، ثم صبت ماء الغسيل على الأرض، فأنبتت فى تلك البقعة نباتًا عطريًا ذو رائحة جميلة، ويُعرف هذا النبات باسم البلسم أو البلسان، وللآن هذه الشجرة موجودة بالمطرية وتعرف باسم شجرة مريم، و مكثت العائلة المقدسة فى مغارة شهيرة قرب حصن بابليون " كنيسة أبى سرجة حاليًا" وبالكنيسة بئر ماء قديمة شرب منها السيد المسيح يغطيها باب زجاجي يكشف عن البئر.
ولفت الدكتور ريحان إلى مغارة شهيرة قرب حصن بابليون " كنيسة أبى سرجة حاليًا" وهى المغارة التي مكثت بها العائلة المقدسة طولها 6م وعرضها 4.5م وتنقسم إلى ثلاثة أقسام يفصلها أعمدة حجرية وتنخفض المغارة عن سطح الكنيسة 6.3 متر وتنخفض أرضية الكنيسة نفسها عن منسوب الشارع 3.6 متر، ويميز هذه الكنيسة أيضًا وجود بئر ماء قديمة شرب منها السيد المسيح عليها باب زجاجي يمكن للزوار النظر من خلاله إلى البئر.
وعلى شاطئ نهر النيل بمنطقة المعادى فى القاهرة تقع كنيسة السيدة مريم العدوية بطرازها الأثرى المميز، والتى تعتبر شاهدة على رحلة العائلة المقدسة إلى مصر، حيث يوجد بداخلها سلالم أثرية ترجع إلى القرون الميلادية الأولى كانت تستخدم قديمًا أثناء فيضان النيل وفى 12 مارس 1976 ميلادية رأى شعب الكنيسة كتابًا مقدسًا ضخمًا يطفو على سطح المياه وهو مفتوح على سفر أشعياء الإصحاح 19 "مبارك شعبى مصر" ويوجد هذا الكتاب المقدس داخل الكنيسة.
ومكثت العائلة المقدسة في مغارة بجبل الطير بسمالوط، وفى هذا المكان المبارك أنشأت القديسة هيلانة أم الإمبراطور قسطنطين كنيسة منحوتة في الصخر عام 328 م عرفت بكنيسة الكف لمعجزة السيد المسيح حين منع سقوط صخرة عليهم عندما سند الصخرة الكبيرة بكفه الصغير فانطبع كفه على الصخرة، وصار الجبل يعرف باسم " جبل الكف "
ويضم دير المحرّق بأسيوط البيت التى عاشت فيه العائلة المقدسة فى نهاية الرحلة وبقى على مساحته ثم تحول فى العصر المسيحى المبكر إلى كنيسة، وتميز هيكلها بمذبح حجرى والمعروف لدى علماء الآثار باستخدامه منذ عصر مبكر، وهو الحجر الذى جلس عليه السيد المسيح طبقًا للتقليد، أما صحن الكنيسة فقد تغير فى القرن 19م.