توجَّه الدكتور إبراهيم نجم مستشار مفتي الجمهورية، الأمين العام لدُور وهيئات الإفتاء في العالم- إلى العاصمة الأمريكية واشنطن لعرض تجربة دار الإفتاء المصرية في مكافحة الفكر المتطرف، وذلك ضمن اجتماع مهم يعقده مجلس العلاقات الخارجية بالولايات المتحدة الأمريكية مع نخبة من العلماء والمسئولين من الدول ذات الأغلبية المسلمة لمناقشة الجوانب المشتركة وسبل التعاون في المحاربة الفكرية ضد الأفكار المتطرفة.
وقال مستشار مفتي الجمهورية: إنَّ المشاركة في هذا الاجتماع المهم تأتي إيمانًا بأهمية التعاون والتكاتف بين كافة الجهات المعنية في مكافحة الفكر المتطرف، الذي لم يعد قاصرًا على منطقة بعينها، ولكن بات يهدِّد العالم أجمع، مما يحتِّم علينا العمل معًا على كافة الأصعدة لمواجهة خطر الإرهاب ودحره، مشيرًا إلى أن تبادل الأفكار والرؤى في هذا الاجتماع جاء بالتزامن مع تجهيزات دار الإفتاء المصرية لعقد المؤتمر العالمي الأوَّل لمركز سلام لمكافحة التطرف أول يونيو، وهو ما سيقوم بعرضه كذلك خلال فعاليات الاجتماع ضمن مجهودات دار الإفتاء المصرية في حربها الفكرية ضد جماعات الظلام.
وأكَّد أن دار الإفتاء المصرية لم تألُ جهدًا في حربها ضد جماعات التطرف والإرهاب، بدءًا من إنشاء مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة عام 2014، وصولًا إلى إنشاء "مركز سلام لمكافحة التطرف" الذي يستعد خلال أيام قليلة لإطلاق فعاليات مؤتمره العالمي الأول تحت عنوان: التطرُّف الديني... المنطلقات الفكرية واستراتيجيات المواجهة، ويحضره عدد من المسئولين والباحثين والمتخصصين والأكاديميين من 42 دولة حول العالم.
وأوضح د. نجم أن مركز سلام الذي أطلقته دار الإفتاء خلال مؤتمر الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم العام الماضي هو مركز بحثي وعلمي وفكري يعمل تحت إشراف الأمانة، ويرتكز على أسس علمية رصينة في تعميق المناقشات العامة والأكاديمية والدينية المتعلقة بقضية التشدد والتطرف، ودعم عملية صنع السياسات الخاصة بعملية مكافحة التطرف وقايةً وعلاجًا، مؤكدًا أن المركز في الحقيقة يمثِّل انعكاسًا لدَور الدولة المصرية الرائدة في مواجهة التطرف والإرهاب، وتطبيقًا لرؤية الدولة المصرية في المواجهة الشاملة للفكر المتطرف والمنحرف.
وحول مؤتمر مركز سلام الذي يُعقد في 7-9 من يونيو، أوضح دكتور نجم أنه يأتي ضمن مساعي دار الإفتاء المصرية في التعاون مع أهل الاختصاص والمراكز البحثية العالمية المعنية بمكافحة التطرف من أجل تبادل الخبرات وتلاقح الأفكار والخروج بمشروعات ومبادرات عملية تدعم عملية مكافحة التطرف وترسيخ قيم السلام في المجتمع.