في ذكرى دخول المسيح مصر.. ننشر مسار رحلة العائلة المقدسة

في ذكرى دخول المسيح مصر.. ننشر مسار رحلة العائلة المقدسةالأول من يونيه ذكرى وصول العائلة المقدسة إلى مصر مسار

كانت مصر على مدار التاريخ هى ارض السلام ووالملاذ و الامان لكل من يبحث عن الامان أقبل على مصر أنبياء بداية من خليل الرحمن إبراهيم أبو الأنبياء وكان قدومه في الثاني عشر من سفر التكوين ، بسبب القحط والجوع الشديد الذي حل بفلسطين ثم يخرج إبراهيم عليه السلام بهاجر المصرية أم بكر بنيه "إسماعيل عليه السلام" ، ومن أبناء يعقوب ابن إبراهيم.

ووفد يوسف عليه السلام إلي مصر بعد أن غدر به أخوته وألقوا به في البئر والتقطته إحدي القوافل لتبيعه في مصر ، ولقد أشار القرآن الكريم في سورة يوسف إلي ذكري قدوم يوسف عليه السلام إلي مصر ، و ظلت مصر مهد الأديان تفتح ذراعيها لاستقبال الوافدين الكرام ، فاحتضنت موسي عليه السلام وليداً علي محفة تنساب فوق صفحة النيل ، ورضيعا في قصر فرعونها وفتي يافعا يتلقي حكمتها ، وتبدأ رسالة موسي عليه السلام من مصر فيؤمن الناس به إلا فرعون الذي قرر البطش به وبمن آمنوا معه ، ويصدر الأمر الإلهي إلي موسي عليه السلام بالخروج من مصر وتلوذ العائلة المقدسة إلي مصر وتفر السيدة مريم العذراء بابنها عيسي عليه السلام من فلسطين إلي مصر ، هرباً من بطش الرومان وخيانة اليهود ، وانطلقت مواكب النور من فلسطين لتحمل نور الدعوة المحمدية إلي مصر التي أوصي خاتم الأنبياء والمرسلين بأهلها خيراً.

ويختار آل بيت النبي مصر محلاً لإقامتهم بعد فاجعة كربلاء التي استشهد فيها الحسين بن علي واثنان وسبعون من رجال بني هاشم والصحابة والتابعين ، لما سمعوه عن أهلها من محبتهم لآل البيت وولائهم ومودتهم لذوي القربي ولما يعرفون عن مصر كنانة الله في أرضه.

ولأن شعب مصر هو المحصلة النهائية لكل ذلك فإن " الآخر" يعد جزء أصيلاً منه ومكوناً أساسياً لهويته وثقافته الوطنية ، وقد كان لهذه الخاصية نتيجة تاريخية هامة وهي أن مصر كانت ومازالت أرضاً للجوء وبالتالي وبالضرورة مسرحاً للتسامح والحوار ، واللجوء هنا بمعناه الواسع أي للشعوب والأفراد والأجناس والثقافات والأديان.

والأول من شهر يونيو كان بداية قدوم العائلة المقدسة إلي مصر العزيزة– والمسيح طفلاً حديث الولادة - وعاشت العائلة المقدسة في مصر قرابة أربعة أعوام بعد أن لجأت إليها خوفاً من اضطهاد الملك "هيرودس".

وحول رحلة العائلة المقدسة وقدومها الى مصر يقول المؤرخ ابراهيم العنانى عضو اتحاد المؤرخين العرب لقد كانت مصر فصلاً في تاريخ كل دين ، ولقد ولد المسيح عيسي عليه السلام في فلسطين العربية ، ولم يغادرها إلي أي مكان آخر إلا إلي مصر حيث أتي إليها في طفولته مع أمه السيدة مريم العذراء ومعهما القديس يوسف النجار هرباً من شر الملك (هيرودس) الذي أمر بقتل جميع أطفال بيت لحم {مسقط رأس السيد المسيح} عليه السلام ، والسبب جماعة من المجوس أتوا إلي القدس بعد مولد السيد المسيح عليه السلام بقليل وقالـوا : أين المولود الذي رأينا نجمه في المشرق وأتينا نسجد له.

فخاف الملك (هيرودس) أن ينافسه هذا المولود وخافت السيدة مريم العذراء علي ابنها فرحلت إلي مصر بناء علي رؤيا مقدسة وأمر إلهي ، وتحتفل الكنيسة القبطية المصرية والكنيسة الأثيوبية بذكري وصول العائلة المقدسة إلي مصر في أول يونيو ، خرج القديس يوسف من أرض فلسطين كأمر الملاك ، وخرجت معه السيدة العذراء القديسة مريم راكبة علي حمار وتحمل علي ذراعيها الطفل السيد المسيح ، فلقد ركبت مريم العذراء حماراً وسار يوسف جانب الحمار ممسكاً بمقوده حسب المتبع عادة في المشرق.

وليست رحلة العائلة المقدسة إلي أرض مصر وفي داخلها بالأمر الهين بل أنها رحلة شاقة مليئة بالآلام والأتعاب لقد سارت السيدة العذراء حاملة الطفل السيد المسيح ومعها يوسف البار ، عبر برية قاسية عابرة الصحاري والهضاب والوديان متنقلة من مكان إلي مكان وكانت هناك مخاطر كثيرة تجابهها فهناك الوحوش الضاربة التي كانت تهدد حياتهم في البراري وفي الرحيل عبر الصحراء ثم هناك تهديد القبائل التي تتجول في البراري وقلق السيدة العذراء علي الطفل المسيح وهو يتعرض للشمس المحرقة وبرد الليل ولكل تقلبات الجو فضلاً عن خشية نفاذ الطعام والماء.

خرجت العائلة المقدسة من بيت لحم الفلسطينية ليلاً ودخلت مصر عبر سيناء الشمالية عن طريق رفح والعريش وواصلت سيرها إلي (الفرما) التي تعرف الآن (بتل الفرما) وتقع علي بعد ثلاثة كيلو مترات من البحر المتوسط شرق بورسعيد ، ولم تسلك العائلة المقدسة في رحلتها إلي مصر طريقاً واحداً يمكن تتبعه ولم تستقر في مدينة واحدة خوفاً من بطش "هيرودس" الذي أرسل إليهم من يطاردهم في مصر فكانت تعبر نهر النيل إلي الشرق أحياناً وإلي الغرب أحياناً أخري وشملت رحلة العائلة المقدسة إلي مصر مناطق في الوجه البحري، وأخري في الوجه القبلي ، وأقصي ما وطأته تلك الأقدام المقدسة في شمال مصر (رفح ، والعريش ، ومدينة سخا في الغرب ، وجبل قسقام بأسيوط في الجنوب) وقد استغرقت الرحلة وقتاً يزيد عن الثلاث سنوات والنصف.

ولقد بدأت رحلة العائلة المقدسة إلي مصر في العام الأول الميلادي ، وانتهت مع بداية العام السادس الميلادي حينما مات (هيرودس) الملك وتولي من بعده ( أرخيلاوس).

قضت العائلة المقدسة في بعض المدن المصرية أسبوعاً أو بضعة أيام ، وفي مدن أخري شهراً أو أكثر وكانت أطول مدة قضتها العائلة المقدسة ب مصر في جبل (قسقام) حيث يوجد الدير المحرق الآن.

ويقول المؤرخ ابراهيم العنانى بعد (رفح والعريش) واصلت العائلة المقدسة رحلتها إلي (الفرما) ومن الفرما واصلت سيرها إلي (تل بسطة ) عاصمة مصر في عهد الأسرة الثانية والعشرين ، وكان الاحتفال بعيد (باست) "القطة المقدسة " معبودة تل بسطة ، عيداً لكل المصريين وأصبحت تل بسطة التي تقع بالقرب من الزقازيق (شرقية) فيما بعد إحدي اسقفيات الكرسي المرقسي ، ونزلت العائلة المقدسة بعد ذلك إلي (مسطرد) التي عرفت في زمن هذه الرحلة المباركة ( بالمحمة) نسبة إلي نبع الماء الذي استحم منه السيد المسيح عليه السلام ، وتخليداً لهذه الزيارة المقدسة أقيم في مسطرد كنيسة باسم السيدة العذراء.

ومن مسطرد سارت العائلة المقدسة شمالاً إلي (بلبيس) التي اتخذها "عمرو بن العاص" بعد ذلك مقراً لقيادته في وقت الفتح الإسلامي ل مصر ، ومن بلبيس اتجهت العائلة المقدسة شمالاً بغرب إلي (منية سمنود) التي عرفت في هذا الوقت (بمنية جناح) ثم عبرت العائلة المقدسة النيل إلي (سمنود) التي أقيم فيها كنيسة باسم السيدة العذراء وتخليداً للرحلة المقدسة أقيم علي أنقاضها كنيسة جديدة تعرف الآن باسم كنيسة (أبانوب) ومن سمنود واصلت العائلة المقدسة رحلتها إلي (سخا) بكفر الشيخ ، حيث كنيسة السيدة العذراء الآن ، ومن سخا عبرت العائلة المقدسة النيل إلي غرب الدلتا ، وتحركت جنوباً إلي (وادي النطرون) ومنه إلي (عين شمس) حتي مدينة ( أون ) ( هليوبوليس ) وجامعتها الشهيرة ، واستظلت في طريقها بشجرة في (المطرية) تعرف الآن (بشجرة مريم) وترتبط رحلة العائلة المقدسة بهذه الشجرة ارتباطاً رمزياً عميق الدلالة.

ويضيف العنانى قائلا من المطرية واصلت العائلة المقدسة رحلتها جنوباً إلي (حصن بابليون) الذي أقامه علي حد قول (ديودور الصقلي) البابليون الذين أسرهم فرعون مصر رمسيس الأكبر (الثاني) وفي مغارة الحصن حيث كنيسة القديس (سرجيوس) المعروفة (بأبي سرجة) أقامت العائلة المقدسة أسبوعاً ثم واصلت سيرها إلي (منف ) التي ذكرت في الكتاب المقدس باسم (نون) وعرفت في الهيروغليفية باسم (من نفر) ومعناها بالعربية (الميناء الجميل) وتعرف (منف) الآن بقرية (ميت رهينة) ومن نفس المكان الذي تقع فيه الآن (كنيسة العذراء مريم بالمعادي) أقلعت العائلة المقدسة جنوباً عبر النيل إلي الصعيد ، فوصلت إلي (البهنسا) في مكان عرفت باسم (أياي أيسوس) أي (بيت يسوع) وفي هذا المكان أقامت العائلة المقدسة أربعة أيام ثم اتجهت إلي (جبل الطير) شمال (سمالوط ) ويقال أن صخرة كبيرة كادت تسقط فمد يسوع يده ومنع الصخرة من السقوط وانطبع كف يسوع علي الصخرة فسمي هذا الجبل منذ هذا التاريخ (بجبل الكف) وعرفت الكنيسة التي أقامتها الامبراطورة هيلانة في جبل الطير باسم العذراء مريم (بكنيسة الكف).

من جبل الطير اتجهت العائلة المقدسة إلي (الأشمونيين) بمركز ملوي بالمنيا ، ثم إلي (ديروط والقوصية) وجبل (قسقام) حيث دير السيدة العذراء المعروف (بالدير المحرق) الذي بناه الأنبا ( نجوم ) علي سفح جبل قسقام سنة 342 ميلادية ويقع هذا الجبل علي بعد 12 كيلو مترا غرب (القوصية) بأسيوط ، وغرب هذا الدير توجد كنيسة السيدة العذراء الأثرية ،وهيكل هذه الكنيسة يقع في نفس المغارة التي سكنتها العائلة المقدسة ، ويقال أن مذبح الكنيسة هو الحجر الذي جلس عليه المسيح عليه السلام وتعتبر هذه الكنيسة أول كنيسة في العالم ، وعرف الدير المحرق بهذا الاسم لبعده عن مياه نهر النيل ونفاذ المياه من الحوض القريب منه أيام التحاريق فسمي بالحوض المحرق ، وسميت الأرض التي حوله بالمحرقة ، وفي جبل قسقام بني "يوسف النجار" بيتاً صغيراً من الطوب غطاه بأغصان النخيل ، وفي هذا البيت المتواضع عاشت العائلة المقدسة ستة شهور وعشرة أيام ، وفي هذا المكان انتهت رحلة قدوم العائلة المقدسة إلي مصر ، ومنه بدأت رحلة عودتها إلي فلسطين العربية وتذكر المصادر التاريخية الكنسية أن رحلة عودة العائلة المقدسة بدأت من جبل قسقام يوم 6 بابة ، وفي هذه البقعة المقدسة ظهر الملاك ليوسف النجار وطلب إليه الرجوع إلي فلسطين لأن الملك (هيرودس) قد مات ، وفي طريق عودة العائلة المقدسة إلي فلسطين مرت (ببابليون ومسطرد وبلبيس) ولم تدخل الدلتا إلي (سمنود أو( سخا) ولم تنزل إلي (وادي النطرون) واتجهت إلي (الفرما) ثم (العريش) و (رفح).

وهكذا انتهت رحلة المعاناه التي استمرت أكثر من ثلاث سنوات ذهاباَ وإياباً قطعوا فيها مسافة أكثر من ألفي كيلو متر ، ووسيلة مواصلاتهم الوحيدة ركوبه ضعيفة إلي جوار ركوب السفن أحياناً في النيل وبذلك قطعوا معظم الطريق مشياً علي الأقدام محتملين تعب المشي وحر الصيف وبرد الشتاء والجوع والعطش والمطاردة في كل مكان فكانت رحلة شاقة بكل معني الكلمة تحملها السيد المسيح وهو طفل مع أمه العذراء والقديس يوسف بفرح لأجلنا ، وكل الأماكن التي مرت فيها العائلة المقدسة في رحلة قدومها وخروجها من مصر مسجلة في وثائق تاريخية ثابتة التاريخ ومترجمة إلي معظم اللغات الحية وأشهر هذه الترجمات ترجمة (كراميروفيت) الفرنسية وادي النطرون المحطة الثالثة في مسار العائلة المقدسة.

ويقول المؤرخ ابراهيم العنانى ان وادي النطرون لها اهمية كبيرة فى رحلة العائلة المقدسة باعتبارها المنطقة الثالثة التي عبرتها العائلة المقدسة بعد سيناء والدلتا ثم اتجهت إلى منطقة حصن بابليون "القاهرة حاليًا" ومنه إلى الصعيد وأصبح وادى النطرون بعدها من أهم مواقع التجمعات الرهبانية فى مصر وامتلأ بالأديرة والقلايا والمغارات الذى سكنها آلاف الرهبان وتضم المنطقة مياه كبريتية تشفي العديد من الأمراض وبه نبع ماء عذب أنبعه السيد المسيح وسط منطقة مشبعة بملح النطرون يطلق عليه نبع الحمراء على بعد 3 كم من دير البرموس.

و مدينة وادي النطرون تقع في الجانب الغربي من محافظة البحيرة، شمال غرب القاهرة على بعد 106كم، طول الوادى 50كم وعرضه 25كم، وأطلق علي مدينة وادي النطرون عدة مسميات كان أشهرها "سِخِت حِمات" وهي تسمية هيروغليفية تعني" حقل الملح" لتوفر ملح النطرون في هذا المكان والذي كان يُستخدم في عمليات التحنيط عند المصري القديم، وقد اشتهرت في القرن الرابع الميلادي بـ" برية شيهات" وهي تسمية قبطية تعني ميزان القلوب لكونه محل عبادة ونسك وإصلاح السيرة، وأطلق عليه "الأسقيط" وهي تسمية قبطية تعني الناسك أو النساك، وعُرف أيضًا بـ " وادي هُبيب" وهى كلمة قبطية مكونة من مقطعين " ها" وتعني متعدد أو كثير، و" بيب" وتعني مغارات أي المكان المتعدد المغارات أو كثير المغارات والتي كان يتعبد فيها الرهبان.

وحياة القديس مكاريوس الكبير مؤسس أول تجمع رهباني بوادى النطرون حوالى سنة 330م والذى تجمع حوله الكثير ممن أرادوا حياة التجرد والنسك وأصبح هذا المكان سنة 356م مأهولًا بالرهبان، ومن أشهر قديسي تلك الفترة الذين تتلمذوا علي يدي أبو مقار القديسان مكسيموس ودوماديوس إبنا ملك الروم فالنتينوس (364-375م)، والقديس إيسيذورس والقديس الأنبا موسي والقديس الأنبا أرسانيوس معلم أولاد ملوك روما والقديس الأنبا بفنوتيوس أب شيهيت.
و أديرة وادى النطرون ومنها دير الأنبا مقار الذى ينسب إلى الأنبا مقار الكبير تلميذ الأنبا أنطونيوس الكبير مؤسس الرهبانية المسيحية، وقد ترهب مقار الكبير واعتكف بصحراء وادي النطرون وبدأ بإنشاء صومعته في الثلث الأخير من القرن الرابع الميلادي وبدأ التجمع الرهباني بقلاية واحدة هي قلاية مقار الكبير نفسه، والتي كانت عبارة عن مغارة مسقوفة بالجريد والبردي، وتقع غرب الدير الحالي مكان دير البراموس ثم تجمع التلاميذ والمريدون حوله، ويضم الدير قسمين متساويين بواسطة مجموعة من المباني، ويحد الجانبين الشرقي والشمالي لفناء الدير صفان من القلالي وكنيسة الأنبا مقار، كذلك أقيم قصر الضيافة إلى الشرق مع صف حديث من القلالي، أما غرب الفناء فتوجد كنيسة التسعة وأربعين شهيدًا من شيوخ شيهيت، وبجانبها توجد حجرة أو قلاية تُعرف بقلاية الميرون، وكان يطبخ بها زيت الميرون قديمًا، وفي القسم الجنوبي من الدير يظهر الحصن وفى الغرب حجرة المائدة.

و دير الأنبا بيشوى تأسس على يد الأنبا بيشوي الذى عاش خلال القرن الرابع الميلادي وبيشوي كلمة قبطية تعني سامي أو عالي، وقد تأسس هذا الدير علي يد الأنبا بيشوي الذى عاش خلال القرن الرابع الميلادي وكان الدير عبارة عن مجموعة من القلالي تحيط بالكنيسة ولم يكن له أسوار حيث أنشئت الأسوار الحالية في القرن التاسع الميلادي، ويتكون الدير من الحصن وخمسة كنائس هي كنيسة الأنبا بيشوي الأثرية وكنيسة الأنبا بنيامين الثاني وكنيسة مار جرجس وكنيسة الشهيد أبو سخيرون وكنيسة الملاك ميخائيل بحصن الدير وقلالي مبنية منذ القرن التاسع الميلادى ومكتبة وبيت الضيافة الجديد.

وأنشىء دير السريان أواخر القرن الخامس الميلادي واشتهر بإسم دير السريان بسبب سُكني بعض الرهبان القادمين من سوريا وبلاد المشرق داخل الدير بجانب الرهبان الأقباط في الفترة من القرن الثامن حتي القرن السادس عشر الميلادي، وقد تميزت منطقة وادي النطرون بقدوم مجموعات من جنسيات مختلفة بهدف التعرف علي أصول الحياة الرهبانية والرغبة في التلمذة علي يد الرهبان الأوائل، وكان الدير مكون من قلالي منفردة تتوسطها كنيسة الدير، وبدأت تتحول إلي مباني داخل أسوار مرتفعة وذلك منذ القرن التاسع الميلادي.

وعن دير البراموس يوضح الدكتور ريحان أن كلمة براموس مشتقة من الكلمة القبطية " بي روميئوس" والتي تعني الرومي أو باروميئوس والتي تعني الذي للروم نسبة للقديسين الروميين مكسيموس ودوماديوس إبنا ملك الروم فالنتينوس (364-375م) وهم من آباء القرن الرابع الميلادي، وقد أنشيء عام 340م علي يد الأنبا مكاريوس بعد أن ازدحمت برية شيهات بالنساك والمتوحدين، و يقع فى أقصى شمال غرب برية وادى النطرون والتى يطلق عليها بقعة أولاد الملوك ( مكسيموس ودوماديوس) ويبعد عن مدينة الرست هاوس بحوالى12كم.

ويحوي الدير الأثري العديد من المباني حيث يشمل عدة كنائس وهي كنيسة العذراء الأثرية وكنيسة الأمير تادرس وكنيسة مارجرجس وكنيسة ماريوحنا المعمدان وكنيسة الملاك ميخائيل بالحصن كما يضم حصنًا والقلالي الأثرية وصهريج المياه والطاحونة والمكتبة ومنارتين علي الطراز البيزنطي.

أضف تعليق