مستمرون

مستمرونسعيد صلاح

الرأى5-6-2022 | 21:47

بنفس الجدية، التي انتهجتها الدولة المصرية فى مواجهة التحديات والصعوبات وتنفيذ الإصلاحات على الصعيدين الأمني والاقتصادي، تواصل الدولة السير على الصعيد السياسي، محاولة أن تحقق إصلاحات ملموسة تصنع منها نسيجا قويا لدعامة جديدة من الدعامات المهمة فى بناء الجمهورية الجديدة.

فعلى الصعيدين الأمني والاقتصادي تواصل الدولة محاربة الإرهاب وتجفيف منابعه بعدما نجحت إلى حد كبير فى كسر قدميه وقطع ذراعيه، فيما تصر على الاستمرار فى تنفيذ استراتيجية التنمية والتطوير، التى اعتمدتها قبل 8 سنوات وتستمر حتى 2030 دون أن تتخلى عن أى من طموحاتها أو خططها رغم التحديات الكبرى، التى استجدت على الساحة العالمية ومنها وباء كورونا ثم الحرب الروسية الأوكرانية، التي خلفت وراءها أزمة غذاء تهدد العالم بأثره وتضع دولا وشعوبا كثيرة على حافة المجاعة، فقد استطاعت مصر نتيجة اختيارها الاستمرار فى تنفيذ مشروعات البنية التحتية والمشروعات القومية الكبرى، أن تحقق لنفسها قدرا كبيرا من الحماية والأمن فى ظل هذه الظروف العصبية، التى تضرب العالم، فهناك احتياطيات تؤمن احتياجاتنا من الغذاء والطاقة حتى نهاية العام فيما تجري الجهود من أجل تعظيم الموارد والمدخلات من المشروعات الكبرى؛ لتوفير قدر إضافى أكبر من هذه الحماية.

أما على الصعيد السياسي فلقد كان فى إطلاق الرئيس عبد الفتاح السيسي دعوة "الحوار الوطني"خلال حفل إفطار الأسرة المصرية، دليلا واضحا على النية الجادة لدى القيادة السياسية و الدولة المصرية بكل مؤسساتها، لفتح آفاق جديدة تكون فيها كل قوى وأطياف المجتمع أكثر تشاركا وتضامنا، من أجل بناء الحاضر والتخطيط للمستقبل.

كما أن قرار الرئيس السيسي بإعادة تفعيل لجنة العفو الرئاسي، التى سبق وتم تشكيلها فى مؤتمر الشباب الأول بشرم الشيخ أكتوبر 2016 ، يعتبر هو الآخر "خطوة إيجابية" نحو لم الشمل وتخفيف حدة الانقسام المجتمعي وتفويت الفرصة على كل من يريد استغلال هذا الملف والمتاجرة به سياسياً للإساءة إلى مصر فى الخارج، ويمهد إلى حوار وطني رحب يتسع للجميع، يختلفون فيه حول الأفكار والرؤى والآليات، ولكن لا يختلفون على الوطن.

حتى نهاية الأسبوع الماضي، حصل أكثر من 50 شخصا على قرارات عفو رئاسي وخرجوا من السجون وأشهرهم المهندس يحيى حسين عبد الهادي وعدد من الصحفيين، وهناك قوائم تضم أكثر من ألف شخص آخرين يجري دراستها لاختيار من تنطبق عليهم الشروط ، وهو ما ينبغي معه أن يستقر فى يقين من شككوا فى النية الصادقة للدولة نحو فتح المجال لحوار وطني شامل يتسع للجميع، أن الأمر جد وجاد، وأن الوطن فى حاجة لنا جميعا بنية وطنية صادقة، من أجل مواجهة التحديات الراهنة والعبور بسفينته إلى بر الأمان.

أضف تعليق