خبير آثار يطالب بإحياء مجمعات الأديان بمصر

خبير آثار يطالب بإحياء مجمعات الأديان بمصرخبير آثار يطالب بإحياء مجمعات الأديان بمصر

مصر7-6-2022 | 13:11

فى إطار احتفالية كنيسة العذراء مريم الأثرية في حارة زويلة ب حي الجمالية الأحد 5 يونيو بذكرى دخول السيد المسيح أرض مصر وإحياء مسار رحلة العائلة المقدسة تحت رعاية البابا الأنبا تواضروس الثاني وحضور الأنبا رافائيل أسقف عام كنائس وسط القاهرة،ولفيف من كبار المسئولين بوزارة السياحة والآثار والأباء الأساقفة والكهن تم الإعلان عن اكتشاف أثري جديد يرجع تاريخه إلى العصر الروماني 30 قبل الميلاد
وقال المهندس مينا إبراهيم وليم، عضو لجنة كنيسة العذراء ومارجرجس وأبي سيفين الأثرية بحارة زويلة، إن الكشف الأثري الجديد عبارة عن صهريج رومانى بكنيسة العذراء ب حارة زويلة الأثرية وذلك بعد الرفع المعمارى الدقيق للكنيسة وعمل المساقط والقطاعات اللازمة فقد تبين وجود فراغ مساحى فى الجزء الغربى البحرى للكنيسة كان يتم التوصل إليه عن طريق غرفة كانت تستخدم كافتيريا، وكانت حوائطها مغطاة بالخشب وورق الألومنيوم وبعد إزالة هذه المواد المستحدثة اكتشفت الفتحة المؤدية إلى الصهريج.
وهو صهريج العائلة المقدسة من العصر الروماني وقد حصلت العائلة المقدسة منه على المياه العذبة، وغسلت السيدة العذراء ملابس السيد المسيح وألقت بهذا الماء فى بئر أثري، ليصبح هذا الماء المدمر لأى مبنى من الفولاذ أو الخرسانة ينساب فى سلام وهدوء من حوائط الكنيسة الهشة ويتحول إلى بركة عظيمة مما يمثل معجزة إنشائية وفيزيائية لها روحانية خاصة تتحدى الزمان
وفى ضوء هذا الكشف التاريخى يشير خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان عضو المجلس الأعلى للثقافة لجنة التاريخ والآثار إلى أهمية الكشف فى موقع هام بمسار العائلة المقدسة وقد بنيت كنيسة مريم العذراء في حارة زويلة وأشرفت على بنائها الإمبراطورة هيلانة أم الإمبراطور قسطنطين فى القرن الرابع الميلادى على الرغم من ذكرها لأول مرة في أوائل القرن الثاني عشر بمناسبة تكريس أسقف القاهرة الجديد في عهد بابوية مقاريوس وذلك للتجديدات العديدة بالكنيسة وكانت كنيسة العذراء مريم في حارة زويلة مقر بابا الإسكندرية للأقباط الأرثوذكس منذ عام 1400 حتى 1520 م.
وتأسست كنيسة العذراء مريم في حارة زويلة بالتزامن مع تعيين أسقف جديد للقاهرة وتمت إعادة تشكيل الكنيسة وتجديدها حيث تم تغيير الهيكل البازيليكي الأصلي، وتضم أمبون رخامي يستند على أربعة أعمدة رفيعة وعلى الجانب الآخر من خورس الشمامسة يوجد شعاع مثبت عليه لوحة حديثة للعشاء الأخير والمنبر على شكل نسر محفور في الخشب.
الايكونستاس (مكان تعليق الأيقونات) للمذبح الأوسط مصنوع من خشب الأبنوس مطعم بالعاج، ومثبت عليه 13 أيقونة لمريم العذراء والاثني عشر رسولًا ، والإيكونستاس للمذبح الجنوبي مخصص للملاك جبرائيل وبابه يعود إلى العصر الفاطمي وهو مطعّم بألواح عاجية ومنقوشة على شكل نقوش لطيور وحيوانات، وتوجد قبة شاهقة مزينة بمثلثات ذات بوابات فوق المذبح وقبة المذبح نفسها على شكل قبة على أربعة أعمدة رخامية.

والأرضية أمام المذبح الجنوبي بها بئر باركها السيد المسيح وعلى طول الجزء العلوي من الإيكونستاس سبعة أيقونات تعود إلى القرن التاسع عشر الميلادى وهي تصور البشارة والميلاد والمعمودية والدخول إلى أورشليم والقيامة والصعود وحلول الروح القدس، كما تضم الكنيسة مكتبة ومتحف
ويطالب الدكتور ريحان بإحياء الخمس مجمعات للأديان فى مصر بمشروعات للتنمية والتنشيط السياحى ووضعها على خارطة السياحة الروحية فى مصر وإعداد ملفات لتسجيل مجمع الإسكندرية ومجمع البهنسا تراث عالمى باليونسكو حيث أن الثلاث مجمعات الأخرى مسجلة تراث عالمى بالفعل المجمع الأول الواد المقدس طوى بسانت كاترين والذى يضم شجرة العليقة المقدسة وجبل موسى ودير سانت كاترين والجامع الفاطمي داخل أسوار الدير والذى يجرى فيه حاليًا أعظم مشروع فى تاريخ المنطقة وهو مشروع التجلى الأعظم بتوجيهات من فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسى ومتابعة من معالى رئيس مجلس الوزراء والوزارات المعنية واللواء خالد فودة محافظ جنوب سيناء والمجمع الثانى مصر القديمة الذى يضم معبد بن عزرا وكنائس مصر القديمة منها كنيسة أبى سرجة وبها المغارة التي لجأت إليها العائلة المقدسة وقد قامت وزارة السياحة والآثار بأعمال ترميم بها علاوة على جامع عمرو بن العاص ثانى جامع في مصر وإفريقيا بعد جامع سادات قريش فى بلبيس
وينوه الدكتور ريحان إلى المجمع الثالث وهو مجمع حارة زويلة بالقاهرة الإسلامية بالجمالية الذى يضم كنيسة السيدة العذراء ‏ومعبد يوسف بن ميمون اليهودى طبيب البلاط السلطانى فى عهد الناصر صلاح الدين الأيوبى وأحد المقربين منه والذى يعود إلى القرن 13م ودار الخرنفش ومازالت قائمة حتى الآن وتحتفظ بآخر كسوة صنعت للكعبة داخلها حيث استمر العمل بها حتى عام 1962م علاوة على الآثار الإسلامية بشارع المعز لدين الله الفاطمي.
والمجمع الرابع هو مجمع البهنسا بالمنيا الذى يعد من المحطات الهامة في مسار العائلة المقدسة كما يضم بقيع مصر المجسّد فى مقابر الصحابة والتابعين الذين حضروا فى الفتح الإسلامى وعددهم خمسة آلاف صحابى وتابع منهم 70 صحابي ممن شاركوا فى غزوة بدر والمجمع الخامس هو مجمع الإسكندرية حيث معبد إلياهو النبى بالإسكندرية وقد قامت وزارة السياحة والآثار بأعمال ترميم به افتتحها الدكتور خالد العنانى وزير السياحة والآثار وكنيسة القديس سابا من الكنائس التابعة للروم الأرثوذكس فى مصر المعروفة بكنيسة الجرس ومسجد أنجى هانم ومسجد العطارين.

أضف تعليق