عاطف عبد الغنى يكتب : دخول الانتخابات الرئاسية من بوابة 25 يناير

عاطف عبد الغنى يكتب : دخول الانتخابات الرئاسية من بوابة 25 ينايرعاطف عبد الغنى يكتب : دخول الانتخابات الرئاسية من بوابة 25 يناير

* عاجل24-1-2018 | 21:06

كارثة أن يتصور بعض اللاعبين فى ملعب السياسة (أو على حبالها) أن الزمن يمكن أن يعود بنا إلى ما قبل 25 يناير 2011 أو 3 يوليو 2013.

وتاريخ 25 يناير له دراويشه ومريدوه، وكذا 3 يوليو له معاتيهه وضحاياه.

والفصيلان اللذان دخلا ميدان التحرير، متشابكو الأيدى بعد إسقاط مبارك ونظامه فى ثورة 25 يناير، صارا عدوين لدودين عندما اختطف أحدهما الحكم والسلطة، وكاد يختطف ما تبقى من الوطن لولا قرارات 3 يوليو 2013.

 هذان الفصيلان يريدان استغلال الانتخابات الرئاسية، القادمة، ويصور لهما الوهم أنهما من الممكن أن يستغلاها فى العودة إلى الأيام التى ذاقوا فيها، السلطة، والحكم، والشهرة، والأضواء، ومنهما من جرب كل هذا لعام وشهور.

والذين اقصدهم من قوى اليمين، اليمين الليبرالى، واليمين الذى يتاجر بالدين، وبينهما فلول الشيوعية واليسار.

 والآن دعونا ننتقل من الكلام على المجاز إلى الكلام على الحقيقة ونورد الصفات والأسماء.

(1)

من أقصدهم تحديدًا هم جماعة الإخوان، ويندرج تحتهم، كم بلف لفهم مثل حزب مصر القوية، ورئيسه عبد المنعم أبو الفتوح، وجماعات اليمين الأمريكانى أو ما تبقى منهم مثل حركة  6 أبريل فرع أحمد ماهر، وكفاية، والجمعية الوطنية للتغيير، وغير الكيانات، الأشخاص مثل حمدين صباحى، وخالد على، وحازم عبد العظيم، وممدوح حمزة، وأحدثهم الفريق عنان.

 وهؤلاء الذين فرقهم الصراع على السلطة تجمعهم الآن الانتخابات الرئاسية، أو بشكل أدق كما يتصورون، تجمعهم فرصة للتخلص من شخص الرئيس عبد الفتاح السيسى، والقفز إلى حكم مصر.

وإذا كان الصراع للوصول إلى الحكم هو بديهية من بديهيات العمل السياسى، وأن هذا الصراع يتضمن فى طياته آليات المنافسة، فليس فى آليات تلك المنافسة ما لجأ إليه هؤلاء المشتاقون للسلطة من ممارسات يمكن بسهولة أن تنقلهم من مربع المعارضة إلى مربع الخيانة، ومن التنافس على أرضية وأجندة وطنية لا تهدف فى النهاية إلى الخير والسلامة والفوز للوطن، إلى أجندة تصب فى صالح مخططات تهدف إلى إسقاط الوطن وتفكيكه والعودة به إلى أيام الفوضى، والاستقطاب، والاحتراب الداخلى، وتقسيم الأسرة الواحدة، والبيت الواحد، وفصل الدراسة، وديوان العمل، إلى أشخاص، وجماعات متحزبة، ومشحونة بالعداوة والبغضاء، وقابلة للاشتعال، وقذف الوطن بالحجارة، أو حتى إشعال النار فيه، حتى لا يهنأ به خصمى السياسى أو الفئوى أو الطائفى.

ألم نعش هذا الواقع ونجربه أم ترانى أخترعه ؟!

(2)

التحركات بدأت قبل شهور، إخوان الداخل نسقوا وخططوا مع التنظيم الدولى بدعم ووصاية من مخابرات دول أجنبية معروفة بالاسم، وقرروا ألا يترشح رجلهم رئيس حزب مصر القوية، المدعو أبو الفتوح للانتخابات، وعادوا إلى تكتيكاتهم القديمة بالدفع بمرشح يدين بالولاء لهم، كانوا يفعلون ذلك فى انتخابات النقابات حين يسيطرون على مقاعد المجالس النقابية، ويتركون رئاستها لرجل تسمح السلطة بأن يتواصل معها، لعبة قديمة أضافوا لها بعض الرتوش التى تناسب المرحلة، وقيل إنهم وضعوا أعينهم على خالد على، وقيل إنه الفريق عنان.

 ويبدو أن إغراء الظهور فى المشهد لدى عنان كان أقوى تأثيرًا من الرغبة فى الانتقام من الإخوان وما فعلوه فيه، فعاد إلى حضنهم الناعم، وتصور أنهم يمكن أن يقودوه إلى المنافسة الحقيقية فى الانتخابات القادمة، بينما أتصور أنا أن الإخوان دفعوا بهذا «الغلبان» ليقول ما يقوله من كلام لم يدرك خطورته، وحالما يستفيق من الفخ الذى دفعه إليه الإخوان، أراهن أنهم سوف يشيرون إليه بأصبعى خالد على، ويسخرون منه فى برامجهم وقنواتهم الفضائية التى تحولت إلى نموذج للسفاهة والعته والفتنة والكراهية، فى الوقت الذين يدّعون فيه أنهم يمثلون وجهًا من وجوه الإسلام للأسف.

(3)

فى جانب آخر من المشهد، يعود ممدوح حمزة ليمارس دوره المفضل، ألا وهو الخروج على الشرعية، واللجوء للعمل المؤامراتى، فهذا الشخص غريب الأطوار لم يسع مثلًا لتكوين حزب سياسى، وقد كان يمكنه ذلك بسهولة بعد 25 يناير، ولم يترشح لبرلمان، ولم يقل لعموم المصريين لماذا كان مصرًّا على إسقاط مؤسسات الدولة كلها خلال ثورة يناير، وبكل الطرق حمزة الذى يؤمن بالأممية الشيوعية، أو إنشاء دولة خلافة على الطريقة الشيوعية، يبحث عن حلف سرى يعاونه من بقايا نشطاء التغيير، ويصّرح أنه سوف يمنح تجمعهم الميمون اسم التغيير (أى حاجة للتغيير) التضامن للتغيير، المجلس الأعلى للتغيير المجلس القومى للتغيير.. "طيب عايز تغير إيه ياعم حمزة؟!"

فى الظاهر هو يريد تغيير السلطة فى شخص الرئيس، أى رئيس، لأنه لديه حلم "الكومنترن" الشيوعى، الذى لن يقوم إلا بعد إسقاط الدول العربية، وأولها الدولة المصرية، وهدمها كما كان يردد تلاميذه الاشتراكيون الثوريون الذين سيشملهم حلفه إلى جانب جماعة 6 أبريل وبمساندة من حازم عبد العظيم، بتاع أمريكا، واتنين تلاتة مخلطين، إخوان على يسار.

أما حازم عبدالعظيم فهذا أعجوبة من أعاجيب المخلوقات حلمها الكرسى، وأتصور أنه يكفيه كرسى وزارى، حرم منه، وهو يسير وراء كل من يتصور أنه يمكن أن يمنحه هذا المقعد الوثير إنها غواية السلطة الملعونة يا عزيزى.

 وتاريخ عبد العظيم مفضوح ولا داع لإعادة سرده، فصفحات «السوشيال» مليئة به، وما يضحك إلى حد الأسف والأسى، أن الأخير فى تردده - الذى أفصح عنه فى "تغريداته" - مابين منح توكيله للترشح للانتخابات بين خالد على والفريق عنان، وصل إلى قناعة أن يحكم مصر مجلس رئاسى، مثلما كان البعض ينادى فى ميدان التحرير.. أيام البرادعى، عبدالعظيم يريد أن يعود بالبلد 7 سنوات للوراء، أيام الفوضى، كل هذا من أجل أن يضمن لنفسه على كرسى وزير بعد أن حرمه منه المجلس العسكرى لأسباب كشف عنها ثوار ميدان التحرير قبل أن تكشف عنها سلطات الدولة.

(4)

هؤلاء السابقون وغيرهم فى رأيىّ هم بشر مرضت أرواحهم، وأصابت ضمائرهم العمى فذهبوا يستنسخون حوادث ماضى المجد الزائف، لعلهم يعيدون هذا الزمان.

والمدهش أنهم يحاولون إعادة نفس المشاهد حرفيا، يستبدلون مثلا خالد سعيد بعفروتو، الكيانات غير الشرعية مثل جماعة 6 أبريل، وكفاية، والجمعية الوطنية للتغيير، بكيانات مثيلة يسعى لتكوينها حمزة وعبد العظيم، وما أسماها عنان بـ "النواة المدنية للمنظومة الرئاسية".

يتصورون أنه من الممكن تفجير ثورة عن طريق إيهام الناس أن الرئيس الحالى هو الذى كان يحكم قبل 25 يناير (!!) ويمارسون لعبة الفتنة بين مؤسسات الدولة والشعب، وهم يتصورون أنهم يمكن أن ينجحوا فيما فشلت فيه أجهزة مخابرات أكثر من 16 دولة أجنبية مدعومة بكل وسائل الاتصال والتواصل الحديثة، التى دخلت شركاتها اللعبة بكل ثقلها، لكن الله سبحانه وتعالى قد كتب لهذا البلد النجاة، أما هم فلا يريدون إلا السلطة وما تهوى أنفسهم.

أضف تعليق