عمرو عادل يكتب: أسباب طلب الرئيس للتفويض الجديد

عمرو عادل يكتب: أسباب طلب الرئيس للتفويض الجديد عمرو عادل يكتب: أسباب طلب الرئيس للتفويض الجديد

*سلايد رئيسى31-1-2018 | 18:15

حديث الرئيس اليوم عن طلب تفويض جديد مستقبلا من الجماهير لمواجهة "الأشرار الذين يعبثون بأمن الوطن" يمكن فهمه من خلال نقطتين الأولى أن الذين يسعون لتصدر المشهد مرة أخرى هدفهم إعادة الفوضى وتدمير مؤسسات الدولة وإسقاط كيان الدولة ، والأمر الثاني أن التفويض الأول الذي حصل عليه الرئيس من 40 مليون مواطن لازال ساريا لمواجهة كافة محاولات إسقاط الدولة.

وهو ما يعني أن الرئيس ومعه الشعب يقف في مواجهة كل من يستهدفون الدولة ويرغبون في إعادة دمج الإخوان مرة أخرى حتى لوكانت حياتنا ثمنا لذلك .

والاستجابة لحديث الرئيس يجب أن تكون في صورة أكبر مشاركة جماهيرية في الانتخابات المقبلة , فالدولة المصرية قادرة على ردع أي مؤامرة سواء من الداخل أو الخارج.

ولنسترجع المشهد قبل ثورة الثلاثين من يونيو 2013 ، فنجد أن الأجواء كانت مليئة بالصور القاتمة، فالديكتاتورية وإقصاء الآخرين ومحاولة السيطرة على كل مفاصل الدولة كانت مجرد زاوية في ذلك المشهد الكئيب فى تاريخ مصر، فما أكثر الشعوب التى تعايشت مع الديكتاتورية لعقود، لكنها كانت تشهد إنجازات أخرى على الأرض تجعلها تصبر وتتحمل وتنتظر الضوء الموجود فى آخر النفق، لكن عام حكم مرسى خلا من أى بصيص ضوء نحو المستقبل، خصوصا بعد أن خرجت جحافل الظلاميين من جحورها التى اختبأت فيها على مدى سنوات لتسد كل النوافذ وتحجب ضوء الشمس كليا.

ولذلك لم يكن إقصاء مرسى بعد ثورة الشعب على حكم مكتب الإرشاد كافيا لاستعادة مصر، لأن ما صنعه الإخوان على الأرض كان كارثيا بمعنى الكلمة، ولم يكن طلب وزير الدفاع وقتها الفريق عبدالفتاح السيسى من الشعب المصرى فى 24 يوليو 2013 أن يفوضه لمواجهة الإرهاب إلا محاولة شجاعة لاستعادة مصر نفسها، وليس لمجرد استعادة حكم مصر، لأننا وببساطة كنا قد تخلصنا من حكم الإخوان يومى 30يونيو و3 يوليو، ولكن المهمة الصعبة كانت استعادة أقدم دولة مركزية فى تاريخ البشرية، بعد أن بدأت فى التفكك والتحلل بالفعل.

والحقيقة التى ربما لا يدركها كثير من المصريين أن طلب السيسى من الشعب المصرى الخروج لتفويضه لمواجهة الإرهاب لم يكن يعنى الإرهاب بمفهومه البسيط والمباشر، وهو حمل السلاح ضد الدولة كما تفعل التنظيمات الإرهابية فى جميع أنحاء العالم، ولكنه كان يعنى الإرهاب بمفهومه الواسع، والذى يضم الانفلات الأمنى ومحاولات إسقاط الدولة عبر الاعتصامات الفئوية وتعطيل المؤسسات العامة وكسر هيبة القوات المسلحة وبقية الأجهزة الأمنية، والتشويه عبر وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعى.

وفى محاولة لتنشيط ذاكرة المصريين حتى لا ينسوا الأجواء التي سبقت طلب التفويض وأدت إلي حتميته، نرصد لكم بعض وليس كل الأحداث التي هزت مصر قبل طلب التفويض، وألقت الخوف فى قلوب الوطنيين الشرفاء، الذين رأوا فى هذه الأحداث عملية تدمير ممنهج للدولة يتم خلالها تفكيك مكوناتها وضرب ثقافتها.

وقد كانت بداية نهاية جماعة الإخوان هى نفس بداية عام 2013، عندما أدارت الجماعة ظهرها للشعب لتقيم دولتها على جثث المصريين، ففى يناير من ذلك العام الفاصل في تاريخ مصر، ومع الاحتفال بالذكرى الثانية لثورة 25 يناير، دعا مرشد الإخوان الدكتور محمد بديع جماعته وعشيرته ومن والاهم إلى التضحية بالنفس والاستشهاد في سبيل ما أسماه المشروع الإسلامي، لتكون هذه الدعوة هي بداية النهاية والمقدمة للثورة ضد الجماعة وطلب التفويض بعدها.

أضف تعليق