كلمة "الله" من أسماء الله الحسنى وقد ورد ذلك في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ان لله تسعة وتسعين اسما مئة إلا واحدا من أحصاها دخل الجنة)
وحول أسماء الله الحسنى ودلالاتها يتحدث فضيلة الشيخ محمد متولى الشعراوى فيقول:
لقد عرفنا أن كلمة " الله" هي علم على واجب الوجود، وهى الاسم، الذى اختاره الله لنفسه وأعلمنا به، ولله أسماء كثيرة كما روى في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين سأل الله بكم اسم هو له أنزله في كتابه، أو علمه أحدا من خلقه، أي خصه به أو استأثر به في علم الغيب عنده، فلا تظن ان أسماء الله هي كلها هذه الأسماء التي نعرفها، ولكن هذه الأسماء هي، التي أذن الله سبحانه وتعالى بأن نعلمها.
لفظ الحديث
ومن الجائز أو من لفظ الحديث نعلم أن الله قد يعلم بعضا من خلقه أسماء له، ويستأثر لنفسه بأسماء سنعرفها يوم القيامة حين نلقاه، وحين نتكلم عن الأسماء الأخرى نجد أنها ملحوظ فيها الصفة، ولكنها صارت أسماء لأنها الصفة الغالبة، فإذا قيل مثلا " قادر" نجد أننا نستخدم هذه الكلمة لوصف واحد من البشر، ولكن القادر إذا أطلق انصرف الى القادر الأعلى وهو الله، وكذلك السميع، البصير، العليم.
صفة الذات لله وحده
إننا نجد أن بعضا من أسماء الله سبحانه وتعالى له مقابل، ومن أسماء الله الحسنى ما لا تجد له مقابلا، فإذا قيل: المحيى، تجد المميت، والمعز تجد المذل، لأنها صفة يظهر أثرها في الغير، فهو مميت لغيره، ومعز لغيره ومذل لغيره.. لكن الصفة إن لم يوجد لها مقابل نسميها صفة ذات، فهو حى، ولا نأتى بالمقابل، إنما يحيى نأتى بالمقابل وهو المميت، فهذه أسمها صفة فعل، فصفات الفعل يتصف بها وبمقابلها لأنها في الغير، لكن صفة الذات لا يتصف إلا بها.،
وحينما قال الحق " الله" فهو سبحانه يريد أن يعطينا بعض تجليات الله في أسمائه فقال ( الله لا اله الا هو )؛ ليحقق لنا صفة التوحيد، ويجب أن نعلم أن إلا هنا ليست أداة استثناء فكأنك تنفى أن توجد آلهة ويكون الله من ضمن هذه الآلهة التي نفيتها وذلك غير صحيح، وإنما المراد أنه لا آلهة أبدا غير الله فهو واحد لا شريك له، وأنه لا معبود بحق إلا هو فكلمة " إلا " ليست للاستثناء وإنما هي بمعنى غير..أى لا إله غير الله.
لا اله الا هو
وقد عرفنا أن هذه القضية معها دليلها، والا فلو كان هناك إله آخر لقال لنا: إنه موجود ولكن لا إله إلا هو سبحانه، أبلغنا " الله لا إله إلا هو ".