سجل معدل التضخم السنوي في المدن المصرية أعلى مستوى له منذ ثلاث سنوات خلال شهر مايو، إذ أدى ارتفاع أسعار السلع العالمية وخفض قيمة الجنيه إلى ارتفاع أسعار المستهلكين للشهر السادس على التوالي
وارتفع معدل التضخم السنوي إلى 13.5% الشهر الماضي، من 13.1% في أبريل، بحسب البيانات الصادرة عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء يوم الخميس. ويعد ذلك أعلى مستوى للتضخم منذ مايو 2019، رغم أنه جاء دون توقعات المحللين الذين استطلعت رويترز آراءهم، والذين توقعوا أن يسجل 14.2% في المتوسط
مرة أخرى.. المواد الغذائية تقود التضخم للارتفاع: ارتفعت أسعار المواد الغذائية والمشروبات، التي تشكل الوزن الأكبر في سلة السلع المستخدمة لقياس تضخم الأسعار، بنسبة 24.8% على أساس سنوي في مايو، بانخفاض طفيف من 26% في أبريل، إذ استمرت الحرب في أوكرانيا في إعاقة إمدادات المواد الغذائية الأساسية
وجاءت هذه الزيادة مدفوعة في الغالب بقفزة كبيرة في تكلفة الحبوب والخبز (بزيادة 32.4% على أساس سنوي)، بالإضافة إلى زيادة مقدارها 45% في تكلفة الزيوت والدهون، وزيادة قدرها 32.4% في أسعار اللحوم. كما ارتفعت أسعار الفواكه بنسبة 13.4%، والخضروات بنسبة 28.4% على أساس سنوي، بحسب بيانات الجهاز (بي دي إف)
يشار أيضا إلى أن تكاليف السكن والمرافق - ثاني أكبر مكون - ارتفعت بنسبة 7.4% على أساس سنوي، مدفوعة بالارتفاع المستمر في تكاليف الطاقة، بينما ارتفعت تكلفة الرعاية الصحية بنسبة 4%، وأسعار الملابس والأحذية بنسبة 7.5%
أسعار السلع الأساسية العالمية وخفض قيمة الجنيه تضغط على الأسعار:
"قراءات التضخم المرتفعة المستمرة هي في الغالب انعكاس لعوامل دفع التكلفة (بما في ذلك ارتفاع مؤشرات السلع العالمية وضعف الجنيه) وانخفاض الإمدادات"معدل التضخم الشهري يتباطأ: تباطأ معدل التضخم الشهري في البلاد لأول مرة منذ نوفمبر، إذ انخفض إلى 1.1% من 3.3% في أبريل. ويأتي ذلك بفضل تباطؤ أسعار المواد الغذائية، التي نمت بنسبة 0.6% مقارنة بـ 7.6% في أبريل
ارتفع معدل التضخم الأساسي السنوي إلى أعلى مستوى له منذ يناير 2018 ليسجل 13.3%، وفقا لبيانات البنك المركزي (بي دي إف). ويستبعد معدل التضخم الأساسي في حسابه أسعار السلع المتقلبة مثل الغذاء والوقود
الارتفاع قد يستمر: "نتوقع أن يستمر التضخم الأساسي في اكتساب الزخم حيث ينعكس ارتفاع أسعار السلع العالمية على السوق المحلية، إلى جانب تأثير سنة الأساس"، وفق ما ذكرته عالية ممدوح من بنك الاستثمار بلتون في مذكرة بحثية. يمكن أن يرتفع التضخم إلى 17% هذا العام، قبل أن يتراجع إلى النطاق المستهدف للبنك المركزي بنهاية العام، حسبما صرح الاقتصادي في جولدمان ساكس لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا فاروق سوسة لبلومبرج في أبريل الماضي
ارتفاع أسعار الكهرباء والمواد الغذائية قد يدفع التضخم لمزيد من الارتفاع: من المتوقع أن تؤدي الزيادات في أسعار الكهرباء والمواد البترولية إلى ارتفاع معدل التضخم السنوي إلى مستوى 15-16% بحلول يوليو أو أغسطس، وفقا لما قاله نعمان خالد، المدير المساعد لدى أرقام كابيتال
وأضاف خالد: "نرى أن هذا يمكن أن يكون بمثابة ذروة التضخم". قد تشهد الأسر ارتفاع فواتير الكهرباء بنسبة تصل إلى 21% اعتبارا من الأول من يوليو، وفقا لخطة الحكومة للتخلص من دعم الكهرباء بحلول عام 2025. وفي الوقت نفسه، ستجتمع لجنة التسعير التلقائي للمنتجات البترولية في نهاية يونيو لمراجعة الأسعار الجديدة
ماذا يعني هذا لأسعار الفائدة؟ توقع بعض المحللين زيادة أخرى عندما يجتمع البنك المركزي هذا الشهر. تتوقع الأهلي فاروس ارتفاعا آخر بمقدار 200 نقطة أساس في الاجتماعات المقبلة، "على الأرجح في المقدمة" هذا الشهر، بسبب التشديد النقدي العالمي وارتفاع أسعار الغذاء والطاقة، حسبما كتبت إسراء أحمد المحللة الاقتصادية لدى الأهلي فاروس في مذكرة الأسبوع الماضي. وقال خالد إن أرقام كابيتال تتوقع رفع أسعار الفائدة بواقع 100-150 نقطة أساس هذا الشهر
في المقابل يتوقع آخرون الإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير حتى أغسطس: في غضون ذلك، ترى عالية ممدوح من بلتون أن صانعي السياسة سيؤجلون إجراء مزيد من التغييرات على أسعار الفائدة، قائلة: "نعتقد أنه لا يزال من السابق لأوانه انعكاس كامل لرفع أسعار الفائدة على زخم التضخم"، وأضافت "نتوقع تثبيت أسعار الفائدة في الاجتماع المقبل"
رفع البنك المركزي المصري بالفعل أسعار الفائدة بمقدار 300 نقطة أساس خلال الأشهر الثلاثة الماضية، مع ارتفاع 200 نقطة أساس في مايو بعد زيادة 100 نقطة أساس خلال الاجتماع الطارئ في مارس. وأشار البنك المركزي الشهر الماضي إلى أنه "سيتسامح مؤقتا" مع معدل التضخم السنوي المرتفع مقارنة بمستهدفه حتى عام 2023
ونالت بيانات التضخم اهتمام الصحافة الاقتصادية الدولية