واصل السكان الأصليون في الإكوادور، السبت، احتجاجاتهم على زيادة الأسعار لا سيما المحروقات.
جاء ذلك رغم حالة الطوارئ التي أعلنها الرئيس جييرمو لاسو في 3 مقاطعات على أثر مظاهرات تخللتها أعمال عنف.
وفي تحد لقرار الحكومة، عمد "اتحاد الشعوب الأصلية في الإكوادور"، أكبر منظمة للسكان الأصليين في البلاد، إلى قطع طرق في مقاطعات بيتشينتشا (الواقعة ضمن نطاقها العاصمة كيتو) وإيمبابورا وكوتوباكسي.
وصباح السبت، كانت الطرق لا تزال مقطوعة في 17 من المقاطعات الـ24 التي تضمها البلاد، وفق جهاز أمني.
وأدت الاحتجاجات منذ بدايتها إلى سقوط 83 جريحا خلال مواجهات بين المتظاهرين والشرطة واعتقال 40 شخصا، وفق السلطات ومنظمات الشعوب الأصلية.
وأعلن لاسو، الجمعة، حال الطوارئ في 3 مقاطعات بما فيها تلك التي تضم العاصمة كيتو.
وقال في خطاب بثه التلفزيون: "أتعهد بالدفاع عن عاصمتنا والدفاع عن البلاد، وهذا يلزمني إعلان حال الطوارئ في بيتشينتشا وإيمبابورا وكوتوباكسي اعتبارا من أمس السبت".
وتابع الرئيس الإكوادوري: "دعوتُ إلى الحوار وكان الرد مزيدا من العنف. ليست هناك أي نية للبحث عن حلول".
وتتيح حال الطوارئ للرئيس نشر قوات مسلحة لحفظ النظام أو تعليق حقوق المواطنين أو فرض حظر تجول.
وردا على القرار، قال "اتحاد الشعوب الأصلية في الإكوادور" إن الحركة ستستمر إلى أن يتم الاستماع إلى مطالبها.
وقال زعيم الحركة ليونيداس إيزا: "نصادق على النضال على المستوى الوطني إلى ما لا نهاية".
وهذه المنظمة ساهمت في إطاحة 3 رؤساء إكوادوريين بين 1997 و2005 وقادت التظاهرات العنيفة في 2019 التي سقط فيها 11 قتيلا.
وقال إيزا: "من الآن فصاعدًا نعدّ لتعبئة السكان الأصليين في كيتو لمواصلة الاحتجاجات"، لكنه دعا إلى "وقف العنف والتخريب".
ويبلغ عدد السكان الأصليين نحو مليون من أصل سكان الإكوادور البالغ عددهم 17,7 مليون نسمة.
مساعدات للأكثر فقرا
وارتفعت أسعار الوقود هناك بشكل حاد منذ 2020، من دولار واحد إلى 1.90 دولارا للجالون (3,8 لترات) للديزل، ومن 1.75 دولارا إلى 2.55 دولارا للبنزين.
ويطالب اتحاد السكان الأصليين الحكومة بالرد على لائحة من 10 طلبات، فهي تريد خفض الأسعار إلى 1,50 دولارا للديزل و2,10 دولارا للبنزين، وهو طلب رفضته كيتو.
وتشمل المطالب الأخرى السيطرة على أسعار المواد الغذائية وإعادة التفاوض بشأن القروض المصرفية الشخصية لنحو 4 ملايين أسرة.
وانضم إلى حركة الاحتجاج طلاب وعمال. وقد أُغلِقَت منذ بداية الأسبوع طرق مؤدية إلى اثنين من أسواق الإمداد الرئيسية في العاصمة كيتو وأخرى في 15 من مقاطعات البلاد البالغ عددها 24 مقاطعة.
واحتل سكان الأمازون الأصليون المزودون برماح موقتا مقاعد الحكومات المحلية في مقاطعتي باستازا ومورونا سانتياجو (جنوب شرق) بالقرب من البيرو.
وفي كيتو حاول نحو ألف متظاهر تحطيم الأسوار المعدنية المحيطة بالمقر الرئاسي.
وكان الرئيس الإكوادوري استقبل، الجمعة، وفدا صغيرا من ممثلي السكان الأصليين في محاولة لنزع فتيل الأزمة.
وأعلن الرئيس المحافظ الذي يتولى السلطة منذ عام، مساء الجمعة، رفع علاوة من 50 إلى 55 دولارا "لتحسين الوضع الصعب" للأسر الأشد فقرًا، إلى جانب مساعدات للمزارعين.
وعبّر مزارعو الزهور التي تُعدّ من منتجات التصدير الرئيسية في الإكوادور، عن غضبهم الجمعة من تعفن منتجاتهم بسبب حواجز الطرق.
وقالت وزارة الإنتاج إن الاحتجاجات سببت حتى الآن أضرارا تقدر بنحو 50 مليون دولار للاقتصاد.