اكتشف العلماء بهيئة مايو كلينك الطبية مؤخراً، أن ممارسة أنواع مختلفة من التمارين الرياضية، وعلى وجه الخصوص التدريب لفترة زمنية قصيرة بصورة مكثفة للغاية، يبطئ أعراض الشيخوخة على مستوى الخلايا.
وتفيد نتائج الدراسة - المنشورة في دورية "جورنال سيل ميتابوليزم" - أن فترة التدريب القصيرة عالية السرعة، يمكن القيام بها على أي نوع من المعدات الرياضية أو بدون أجهزة، مثل ممارسة فترة قصيرة من نشاط "الأيروبيك" المكثف ضمن أي برنامج تدريبات أطول من النشاط البدني.
واشتبه العلماء في العديد من الفوائد الغامضة التي تحدثها تمارين الأيروبيك الرياضية على مستوى الخلايا، لكن لم يتوصلوا إلا إلى القليل من المعلومات حول ماهية أنواع النشاط البدني بالتحديد، أو مدى شدة التمارين الرياضية، التي يمكن أن تكون أكثر تأثيراً في دفع الخلايا لإعادة البناء الداخلية والبنيات الفيزيائية الخاصة بها بشكل فعال، حيث تتدهور تلك البنيات داخل الخلايا مع التقدم في العمر.
وأكدت الدراسة أن التمارين الرياضية لديها القوة على تحويل البنيات الفيزيائية الرئيسية للخلايا، ما يمكن أن يفسر سبب وجود العديد من الفوائد الصحية للنشاط البدني.
قال الدكتور ناير سريكوماران، بهيئة مايو كلينيك "هذه الأمور التي نراها لا يمكن أن تتحقق بتناول أي دواء"، مقتبساً حكمة أبوقراط (التي ترجع إلى حوالي 400 سنة قبل الميلاد) "السير أفضل دواء".
وأوضح سريكوماران، أنه "ليس هناك بديل لبرامج التدريبات الرياضية فيما يتعلق بتأخير عملية الشيخوخة.. هذه الأمور التي نراها لا يمكن أن يقوم بها أي دواء... التمرين مهم للغاية لمنع أو تأخير الشيخوخة".
يذكر أنه كلما تقدم الإنسان في العمر، فإن قدرة الميتوكوندريا في خلايا الجسم على إنتاج الطاقة يتناقص ببطء، ووجدت الدراسة أنه بعد ممارسة تمارين رياضية قوية، تحدث مباشرة تغيرات في جزيئات الخلية تتسبب في دفع الخلايا إلى ضخ مادة الميتوكوندريا المنتجة للطاقة والريبوسومات البناءة للبروتين.
ويعد الجانب المذهل والأكثر أهمية فيما توصلت إليه دراسة مايو كلينيك، أن بعض الحالات، خلال البرنامج المكثف لركوب الدراجات المستخدم في الدراسة، انعكس خلالها اتجاه الانخفاض المرتبط بالتقدم في العمر في وظيفة الميتوكوندريا والبروتينات اللازمة لبناء العضلات وإنتاج الطاقة، بل ولاحظ الباحثون أيضاً زيادة كبيرة في إنتاج توليفة تجمع مادتي الميتوكوندريا والبروتين.
يشار إلى أن هيئة مايو كلينيك، هي هيئة طبية غير ربحية ومركز أبحاث طبية مقرها مدينة روشستر بولاية مينيسوتا الأمريكية ويعمل بها أكثر من 457 ألف شخص من الأطباء والعلماء والعاملين في مجال الصحة.