رفض حزب "الليكود"، أقوى الأحزاب السياسية في إسرائيل، والذي يتزعمه رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو، ضغوطا جمة من أحزاب اليمين المتطرف وعلى رأسها حزبًا الصهيونية الدينية ويهوديته تورات، ليوافق على تنصيب جدعون ساعر، وزير القضاء، رئيسًا لحكومة انتقالية.
وساعر، ليكودي سابق، ترك الحزب لخلافات مع نتنياهو، وشكل حزب "الأمل الجديد". وترك ساعر كان سببه الرئيسي سياسة الإقصاء التي ينتهجها نتنياهو في التعامل مع من حوله.
ويطمح ساعر إلى أن يكون رئيس وزراء إسرائيل بعد الانتخابات المُبكرة التي ستُجرى في شهر أكتوبر المقبل بعد حل الكنيست رسميًا في وقت لاحق الأسبوع القادم.
واستبعد العضو الليكودي تساحي هانجبي، أن تتمكن المُعارضة من تشكيل حكومة بديلة بعد أن فشلت حتى الآن كل الجهود.
وقرر رئيس لجنة الكنيست البرلمانية نير أورباخ عقد جلسة للجنة يوم الاثنين المُقبل لتحديد اللجنة التي ستناط بها مهمة إعداد مشروع قانون حل المجلس التشريعي بالقراءة الثانية والثانية بعد أن تم تمريره بالقراءة التمهيدية أمس الأربعاء.
وأكد وزير الشتات نحمان شاي (حزب العمل) أن هناك صعوبات في أن يتم خلال الفترة الانتقالية تمرير مشروع القانون الذي يحظر على عضو كنيست متهم بجرائم جنائية تولي منصب رئيس الوزراء. ويستهدف هذا القانون على وجه التحديد نتنياهو الذي يواجه اتهامات فساد.
ويسعى نتنياهو للعودة إلى رئاسة الوزراء لتغيير الإجراءات القانونية ليتجنب المُحاكمة.
واتهم رئيس حزب الصهيونية الدينية بتسالئيل سموتريتش، رئيس الوزراء نفتالي بينيت بالنفاق، وقال إنه أوضح في الماضي أن إسرائيل بحاجة إلى استقرار سياسي والآن يركض إلى انتخابات بسرعة كي لا يتمكن أحد من تشكيل حكومة بديلة.
خلافات في حزب "ميرتس" و"القائمة الموحدة"
وثارت زوبعة داخل حزب "ميرتس" اليساري بعد أن قال رئيسه نيتسان هوروفيتس إن للحزب لم تعد صلة بغيداء ريناوي التي كان لها دور كبير هي ومازن غنايم (من القائمة الموحدة) في منع تمديد قانون الطوارئ في الضفة الغربية في الآونة الأخيرة.
وقال غنايم، النائب عن القائمة الإسلامية، والتي مثلت أول مشاركة عربية في حكومة ائتلافية إسرائيلية، إن رئيس الحزب منصور عباس لم يطلب منه شخصيًا الاستقالة من الكنيست، مشيرا إلى أنه يشعر بحالة من الارتياح والسلام النفسي لمعارضته قانون الطوارئ في الضفة الغربية، مشددا على انه لا يمكنه أن يعيش مع قانون عنصري.
وشدد غنايم على أنه لا يعتزم الترشح للانتخابات في إطار حزب الموحدة ولكنه لم يوضح ما إذا كان سيتنافس في الانتخابات لرئاسة بلدية "سخنين" أم لا. وكان غنايم رئيس بلدية "سخنين".
وقالت يهوديت هرائيل، الناشطة اليهودية اليسارية المُناهضة للاستيطان والمؤيدة لحق الفلسطينيين في إقامة دولة مستقلة بالضفة الغربية، إنه لن يتمكن المستوطنون في الضفة من الاستمرار في حياتهم كالمعتاد دون تمديد قانون الطوارئ، والتي تنتهي صلاحيتها نهاية الشهر الجاري، والتي لا يمكن تمديدها إلا بقرار من الكنيست، ونظرا لعدن امتلاك الحكومة الحالية الأغلبية اللازمة للقيام بذلك، كانت الطريقة الوحيدة التي يمكن بها تمديد اللوائح هي الإطاحة بالحكومة، لأنه في هذه الحالة يتم تجديد اللوائح تلقائيًا حتى تشكيل حكومة جديدة.
وأضافت هرائيل "من الواضح للجميع أن بينيت حل الحكومة ليس لأنه لم يكن من المُمكن احتجازها لبضعة أشهر أخرى... ولكن لأنه لم يستطع السماح بأي حال من الأحوال بانتهاء صلاحية لوائح الطوارئ، إذ كان سيتواجه المستوطنون مشاكل كبيرة، وأن سيظلوا بدون حقوق مدنية".
واعتبرت هرائيل أن بينيت بقراره هذا أثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن ولاءه الأول والأخير هو لصالح المستوطنين وليس لصالح إسرائيل، مشددة على أن آخر شيء تحتاجه إسرائيل الآن هو إجراء انتخابات موضحة أن بينت على استعداد للتضحية بمصلحة إسرائيل وأيضًا كرسي رئيس الوزراء حتى لا يؤذي المستوطنين.