أكد نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي ب السودان الفريق أول محمد حمدان دقلو، أن السودان يتعرض لمؤامرات غير مسبوقة من صنع أبنائه، وعزا ذلك لغياب الرؤية الوطنية الرشيدة التي تُعلي من شأن البلاد، ومصالحها الوطنية العليا، بدلا عن تغليب المصالح السياسية الحزبية الضيقة.
وقال دقلو، في كلمة في مدينة الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور، خلال مراسم التوقيع على وثيقة وقف العدائيات بين قبيلتي "المساليت" و "الرزيقات"، : "يجب على السودانيين في هذا الوقت العصيب أن يديروا خلافاتهم بالحوار والشورى فيما بينهم"، موضحاً أن هناك بعض الأيادي الخارجية تعمل على هدم المعبد على رؤوس الجميع.
وأضاف الفريق أول دقلو أن وثيقة وقف العدائيات تُعد ضربة البداية لعمل طويل وشاق لطي صفحة الخلافات بين الأطراف الموقعة عليها، منوها بأن الصراع الذي دار، خلف واقعاً إنسانياً مريراً ومؤلماً، وتسبب في نزوح أعداد كبيرة من اهل الولاية، حيث دفعهم ذلك للإقامة في مؤسسات الدولة بطريقة مهينة لكرامة الإنسان.
وشدد نائب رئيس مجلس السيادة السوداني، على أن الوطن يسع الجميع، مؤكدا أن الحكومة ستقف مع الحق دون محاباة لأية قبيلة أو فرد.
وأضاف أن الجميع سواسية أمام القانون ولا تمييز بسبب اللون أو العرق أو القبيلة، مؤكدا أن "هذا هو النهج الذي يحكمنا وعلى أساسه نتقاسم الأرض لنعيش عليها سوياً مع احترام الحق الأدبي لأصحاب الأرض".
وقال الفريق أول دقلو: "نعترف بأن الدولة تتحمل جزءا مما حدث وأنتم تتحملون الجزء الأكبر من هذه الأوضاع المأساوية، لأنكم شجعتم على القتل والتشريد والنزوح من خلال توفير الحماية للمجرمين والساعين للفتنة".
وشدد على ضرورة حسم كافة مظاهر الفوضى وانعدام الأمن، وأضاف: "إما أن تقبلوا ببعضكم البعض وتعيشوا في أمن وسلام وإما أن تفرض الدولة هيبتها وتوقف أي عبث بأمن وسلامة المواطنين الأبرياء حتى ولو اضررنا إلى استخدام قوة القانون".
وأكد نائب رئيس مجلس السيادة، صدور قرارت صارمة للأجهزة الأمنية بالتعامل مع أي منفلت، بالحسم وعدم التهاون مع المعتدين، لافتا إلى أن الأيام القادمة ستشهد وصول قوات مشتركة لتنضم إلى القوات المتواجدة بالولاية للعمل على استتباب الأمن وتأمين الموسم الزراعي والقرى والمعسكرات.
وقال دقلو: "عقدنا اجتماعات موسعة مع ممثلي النازحين وشيوخ المعسكرات بحضور الادارة الأهلية وحكومة الولاية ولجنة الأمن، فضلا عن تسجيل زيارة إلى معسكر كريندق والوقوف على كافة التفاصيل ذات الصلة، ووضع ترتيبات مع حكومة ولاية غرب دارفور والادارات الأهلية لتسهم في العودة الطوعية بجانب تحقيق الأمن وتوفير الخدمات الضرورية التي تعين على العودة وتسهل للناس ممارسة حياتهم الطبيعية".